نوه علي شحيمي نائب المدير لإدارة الاستقطاب والقبول في الجامعة الأميركية في الشارقة بأهمية قيام الأهل بإشراك أبنائهم في عملية اختيار الجامعة والتخصص الجامعي، في ظل إرشاد طلابي محدود في المدارس، لا يتعدى كونه اجرائياً وليس توجيهياً وهنا يزداد التحدي.
وأكد على ضرورة أن يتخذ الطالب قراره بناء على معلومات دقيقة عن المؤسسة التعليمية ومجال التخصص الذي يرغب به، وألا يربط مصيره بتوجيهات مختلفة قد لا تكون في صالح مستقبله التعليمي. وهذه المعلومات لا تتوفر لديه وحده، بل يساهم في ذلك الأهل والمؤسسات التعليمية، مضيفاً ان كثيرا من الطلبة يتخذون هذه القرارات في أغلب الأحيان بالتشاور مع زملائهم أو بناء على معلومات ليست ذات صلة، وتحدث عن أن بعض الطلبة يختارون التخصص إما لرغبة الاهل، أو متطلبات سوق العمل أو تأثير الزملاء، وقال بأن هذه من اكبر التحديات التي تواجه الطالب خلال تحوله الى التعليم الجامعي.
عملية تكاملية
واضاف نائب المدير لإدارة الاستقطاب والقبول في الجامعة الاميركية في الشارقة قائلا: نتطلع إلى أن تؤول عملية اختيار المؤسسة التعليمية والتخصص الجامعي إلى عملية تكاملية وشاملة بحيث تغطي رغبات وقدرات الطالب وتوجيه الأهل، ومتطلبات سوق العمل. وإذا نجحنا في تحقيق هذه العملية التكاملية فسوف تسهم في عملية التنمية بجوانبها كافة سواء في التخصصات الأكاديمية أو التقنية أو التكنولوجية أو التطبيقية والعملية.
وقال بأنه قبل اختيار المؤسسة التعليمية التي يتجه اليها الطالب عليه اولا واسرته تحديد قدرات الطالب، وتحديد الرغبة في التخصص بناء على نقاط القوة والضعف التي لديه فليس من الحكمة اختيار تخصص الهندسة لطالب ميوله تتجه مثلا نحو العلاقات العامة، وحذر من اختيار تخصص لا يجمع بين قدرات الطالب ورغبته ولا على الحاجة له في سوق العمل.
واضاف بأنه يجب ان تكون لدى الأهل ثقة اكبر في مقدرة الطلبة على المشاركة في الاختيار. مضيفاً أن قيام الأهل بتعويد أبنائهم على التفكير والاعتماد على النفس كي لا يذهب الطالب إلى الجامعة وهو غير قادر على التفاعل مع التحديات التي قد بواجهها في الجامعة.
اعتماد أكاديمي
وتحدث عن ضوابط تؤثر في اتخاذ قرار اختيار المؤسسة التعليمية وابرزها السمعة والاعتماد الاكاديمي والمنهاج ونظم تصنيف الجامعات. لكن السؤال هو مدى أخذ ولي الامر والطالب لهذه المعايير في الحسبان. والجواب هو أنه في اغلب الاحيان نعم هم يأخذون لبعضها في الحسبان وابرزها السمعة، أما بقية المعايير فقد لا تكون لديهم معلومات كافية عنها. فمثلاً نظم تصنيف الجامعات لها معايير تختلف من جهة الى اخرى بعضها يعتمد على معايير اكاديمية واخرى ما يعنيها هو الميزانية والنشاط الطلابي واعضاء هيئة التدريس وسوق العمل، وكل جهة تحدد معاييرها وتجري مسحاً لمؤسسات التعليم العالي لتصنيفها وهنا تكمن أهمية المعرفة في هذا المجال.
كما أن الاعتماد الاكاديمي مسألة مهمة للغاية ومعيار جيد ومن افضل المعايير التي ينظر اليها الشخص باختياره وهو مهم لأنه يصدر عن رقابة خارجية مستقلة، وهو يعطي مؤشراً لولي الامر عن موقع المؤسسة. فجامعتنا مثلاً معتمدة في الدولة من قبل هيئة الاعتماد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعلى المستوى العالمي من قبل إحدى جهات الاعتماد الست المعترف بها بأميركا، ولكن هناك جهات غير معترف بها وعلى ولي الامر ان يتحرى الدقة في هذه النقطة، اما المحور الآخر في اختيار المؤسسة التعليمية فهو نوعية المنهج الدراسي بمعنى البحث عن جامعة تدرس بشكل يتطابق مع نوعية المنهج الذي درسه الطالب.
وقال ايضا ان السمعة تلعب دورا ليس بهين وبعض الطلبة وذويهم يعتمدون على سمعة النظام التعليمي، هل هو نظام متطور يتابع تطورات العصر ويتجدد، مثل نظام التعليم الأميركي. ويلعب القسط الدراسي دورا آخر في تحديد الجامعة التي سيدرس بها الطالب، ولكن هنا يجب ادراك نقطتين يلفت لهما شحيمي قائلا بأن كل مؤسسة تعليمية تحدد قسطها الدراسي بناء على رؤيتها للقيمة الفعلية لنوعية التعليم الذي سوف توفره للطالب وتقدير مخرجات هذه المؤسسة التعليمية من فعاليات المجتمع. جامعة متكاملة
أكد علي شحيمي أن الجامعة الأميركية في الشارقة مؤسسة غير ربحية توفر تعليما عالياً لجميع الطلبة بغض النظر عن وضعهم المالي وجزء من رسالتنا ايجاد السبل الكفيلة لتخفيض تكلفة التعليم عن الطالب المجتهد الذي يعاني صعوبات مالية وتسعى الجامعة لاستقطابه، مشيرا الى ان الجامعة تخصص 20 بالمائة من ميزانياتها اي ما يعادل 80 مليون درهم للمساعدات المالية والمنح الجزئية لجميع الطلبة المستحقين.
