بدأت مدارس منطقة العين التعليمية صباح أمس بتسليم الطلاب شهادات نتائج نهاية العام الدراسي التي كانت قد صدرت أول من أمس، وأعرب عدد من الطلاب واولياء الأمور وحتى المدرسين ومديري المدارس عن صدمتهم وتباين الآراء والتقييمات حول تقييم مخرجات نتائج امتحانات الصف الثاني عشر، في ظل وجود رؤى وتوجهات مختلفة في تطبيق المعايير خلال العام الدراسي ،فيما يطبق على الجميع معيار واحد في التقويم والقياس في نهاية العام، وطالبوا بتوحيد آلية تطبيق المعايير والمخرجات التعليمية لتحقيق العدالة التعليمية.

وأبدى عدد من الطلاب خلال تسلمهم نتائجهم أمس عن استيائهم عما آلت إليه النتائج، حيث كانوا يتوقعون حصول عدد كبير منهم على مراكز متقدمة في قائمة العشرة الأوائل، والحصول على معدلات مرتفعه تؤهلهم لتحقيق طموحاتهم ورغباتهم في دراسة تخصصات علمية في جامعات مرموقة، سيما وان معظم الجامعات تعتبر معدل الدرجات هو الأساس في سياسة القبول في الجامعات ،حتى المنح الدراسية من اية جهة تشترط الحصول على معدلات مرتفعة والبعض يحصرها بقائمة العشرة الأوائل، فيما النتائج العملية افرزت ظاهرة تراجع معدلاتهم.

واشار بعض الطلبة إلى انهم خضعوا في الصفين العاشر والحادي عشر إلى نظم دراسية ضمن رؤية مجلس ابوظبي للتعليم لتطوير العملية التعليمية، حيث كانت هناك معايير خاصة تتعلق بالمناهج وطرق التقويم والقياس والتدريس حتى ساعات الدوام المدرسية وهي بلا شك رؤية مستقبلية طموحة من الناحية النظرية، لكن النتائج النهائية أفرزت واقعا آخر، حيث خضع زملاؤهم في مناطق تعليمية أخرى إلى نظم ومعايير مختلفة فجاءت نتائجهم مختلفة، مشيرين إلى انهم وعندما درسوا الصف الثاني عشر طبقت عليهم المعايير نفسها خلال العام الدراسي لكن عند التقدم للامتحانات نهاية العام طبقت معايير الوزارة، وهم يرون أن جهودهم التي بذلوها لتحقيق تلك المعايير لم تلب الطموحات الشخصية التي كانوا يأملون بها.

كما اشار عدد من المدرسين إلى انهم كانوا خلال العام الدراسي يعملون لتطبيق تلك المعايير وتلبية المتطلبات الخاصة بذلك، وهي بلاشك معايير طموحة وقد استهلكت وقتا وجهدا كبيرين، لكن محصلة المخرجات لم تكن ملبية لتلك المعايير والطموحات المرجوة منها، ما يتطلب اهمية التأكيد اعادة النظر بتلك المعايير وتوحيدها بين جميع المناطق التعليمية والمراحل الدراسية على حد سواء، سواء ما يتعلق بالمناهج أو طرق التقويم والقياس، حتى تكون الرؤية والآلية موحدة، وكذلك المخرج.

من جهة اخرى اشار بعض المعلمين والطلاب انهم فوجئوا بدرجات بعض المواد حيث تسلموا الشهادات وجدوا انفسهم لم ينجحوا في مادة الأحياء مثلا، باتوا في حيرة من امرهم ،هل حصلوا على درجة الصفر ،وهم لم يستفيدوا من تسريب الأسئلة ام هناك عامل آخر يتعلق بإجاباتهم عن اسئلة الامتحان وتراجع أدائهم، حيث ان الشهادة لا تشير مباشرة لعلامة الامتحان التي حصل عليها الطالب، بل تشير إلى المعدل العام، مما بات يطرح تساؤلا عن مدى عدالة وقانونية الإجراء والمعالجة التي تمت بشأن تسريب مادة الأحياء وما رافقها من تداعيات، حيث لم يتبين مدى الاستفادة وعدم الاستفادة، واخذ بعض الطلاب بجريرة غيرهم، إذ ان حصول الطالب على درجة جيدة لا يعني بالتأكيد انه استفاد من عملية التسريب، ربما تحسن مستواه .

واكد اولياء الأمور والطلبة اهمية اعادة النظر بتقييم العملية الامتحانية برمتها ومن كافة الجوانب وتوحيد تطبيق المعايير على كافة الطلاب فالجميع يدرس المناهج نفسها ويخضع في نهاية العام لتطبيق المعايير ذاتها عند الامتحان، ما يساهم في احداث اختلاف وتباين في التقييم والدرجات، فتوحيد الآلية والرؤية العامة يحقق العدالة التعليمية بين الجميع.