قال معالي حميد القطامي، وزير التربية والتعليم، إن الوزارة اتخذت مجموعة من القرارات والإجراءات الاحترازية التي تهدف من خلالها لإحكام الرقابة على الورقة الامتحانية ابتداء من إعددها ومرورا بطباعتها وانتهاء بتوزيعها، في حين غيرت الوزارة أوراق الامتحانات بالنماذج البديلة.

 وأضاف في تصريحات صحافية أمس بديوان الوزارة في دبي، إن هذه الإجراءات تتضمن اختصار مراكز توزيع أوراق الاختبارات إلى عدد محدود جدا، بعد أن كان ذلك يشمل كل جهات تعليمية متعددة، أيضا تم تعديل اتجاهات تسليم الاختبارات، بالإضافة إلى تطبيق إجراءات رقابية صارمة بالنسبة لتوزيع الامتحانات.

وأشار القطامي إلى أن التغيير الحاصل في امتحانات الصف الثاني عشر، شمل جوانب الورقة الامتحانية سواء من حيث المحتوى وأحيانا من حيث الشكل، لافتا إلى أن الورقة الامتحانية الجديدة راعت في نفس الوقت مستوى الطلاب وإمكانياتهم العملية والدراسية

ونفى وزير التربية والتعليم، ما أشيع يوم أمس عن تسرب امتحان مادة الجغرافيا في بعض الإمارات والمناطق منها عجمان والفجيرة ومنطقة حتا التابعة لإمارة دبي.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة التربية والتعليم أن الوزارة بدأت من يوم أمس تغيير الامتحانات وتم بالفعل إحداث تغيير في إدارة العملية التعليمية لموضوع الامتحانات، موضحا انه بعدما انتشر موضع تسرب الورقة الامتحانية تم الاستعانة بنموذج آخر، وهذا يعد من الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها الوزارة، حيث يقوم القائمون على عملية وضع الامتحانات بوضع أربعة نماذج امتحانات على ان يتم اختيار امتحان عشوائي ويعتمد للامتحانات ووضع باقي النماذج لاستخدامها في الاعادة والمؤجل، وتم الاستعانة بهم يوم أمس في الامتحانات.

وأكد المصدر أن مدير المدرسة أو مساعده يقومون باستلام ورقة الامتحان من مراكز الامتحانات المتواجدة في المناطق التعليمية، حيث يوجد مركز في كل منطقة، وفي حال تبين بعد المركز عن المدرسة يتم الاستعانة بسيارة شرطة تساعد إدارة المدرسة في جلب الأوراق.

شكاوى

في حين تلقت "البيان" نحو 90 شكوى عبر الخط الساخن، وتمحورت الشكاوى حول صعوبة امتحان مادة الرياضيات التي قدمها الصف الثاني عشر علمي امس، موضحين ان الصعوبة تمثلت في ثلاثة اسئلة حيث تفاجئ الطلبة المتميزون والحاصلون على درجات تفوق 95 % في الفصل الدراسي الاول والثاني، مما جعلهم متشائمين من النتيجة النهائية لهذه المادة.

وجاءت الشكاوى من مختلف المناطق التعليمية، وتركزت جميعها على الفقرة رقم ( 4 و 8 و9)، وأكد طلبة القسم العلمي، أنهم شاهدوا سيارة داخل المدرسة تنزل أوراق امتحانات في مغلفات، وبعد ذلك فتحت لهم أبواب المدرسة لتأدية الامتحان فوجئوا بأن الورقة لونها أزرق مما جعلهم يتأكدون انه تم تغيير الامتحانات بأخرى حتى تحبط أي عملية غش يمكن أن تحدث أثر التسرب.

فيما أعرب طلاب الأدبي عن فرحتهم من سهولة الورقة الامتحانية لمادة الجغرافيا، وأكدت وزارة التربية والتعليم عدم تلقيها لأي شكاوى حول هذه المادة، مؤكدة استقرار وهدوء كافة اللجان.

مهارات

من جهة التوجيه قالت الموجه الاول للرياضيات خولة يعقوب الحوسني في وزارة التربية والتعليم ، إن السؤال فقرة رقم 4 جاءت في الكتاب المدرسي، والفقرة رقم 8 تعتبر بها خطوة واحدة فقط موجهه للطالب المتميز اما باقي الخطوات موجهه لكافة فئات الطلبة، اما الفقرة رقم 9 جاءت مباشرة، مؤكدة ان الاختيار جاء اسئلة لكافة القدرات الخاصة بالطلبة، بدء من الطلبة ذوي المهارات العقلية العليا، وانتهاء بالطالب العادي، وذلك وفق جدول المواصفات والمقاييس الموضوع من قبل الوزارة.

وفي السياق ذاته اعتبرت الحوسني، أنه في حال حصلت مجموعة كبيرة من الطلاب على درجات عالية يكون هناك خلل في الامتحان.

من جانبه اكد موجه أول مادة الجغرافيا في وزارة التربية والتعليم خالد الشحى أن ورقة امتحان الجغرافيا جاءت مشابهه للنماذج التي تم وضعها على موقع وزارة التربية والتعليم، ومطابقة لجدول المواصفات والمقاييس المعتمد من قبل الوزارة، حيث جاء الامتحان في أربع صفحات يحتوي على 36 مفردة امتحانيه، خاطبت مهارات المعرفة والتذكر بنسبة 35 %، ومهارات الفهم بنسبة 30 % والمهارات العقلية العليا بنسبة 5 %، وروعي الطالب المتوسط بشكل كبير خلال وضع الأسئلة.

وقالت شاهيناز كامل معلمة رياضيات للقسم العلمي، في مدرسة الأميرة هيا بنت الحسين الثانوية للبنات، إن الامتحان راعى الفروق الفردية بين الطلبة موضحة أن تسلسل الأسئلة واضح، وعدد الأسئلة متناسب مع الزمن المحدد للامتحان وبالإضافة إلى تميز إخراج الورقة ولا توجد أسئلة من خارج الكتاب مؤكدة أن معظمها من الكتاب المدرسي.

المنطقة الغربية

وعبر طلاب المنطقة الغربية ارتياحهم لمادة الرياضيات التي جاءت في مستوى الطالب المتوسط، بينما تبانيت آراء طلبة القسم الادبي حول مادة الجغرافيا، منهم من قال إنها سهلة وآخرين وصفوها بالصعبة .

وقالت أماني محمد من القسم الادبي إن امتحان الجغرافيا جاء سهلا واضحا وفي مستوى الطالب المتوسط حيث خلت الامتحان من أي أسئلة غير واضحة وبها غموض وخالفتها الرأي الطالبة مريم محمد من القسم الادبي التي أشارت أن مادة الجغرافيا جاءت صعبة وبها الكثير من الاسئلة التي احتاجت إلى بعض التوضيح .

وأكد الطالبان أحمد جبر وعلي الفقيه من القسم العلمي على وضوح وسهولة مادة الرياضيات التي جاءت مناسبة ومنوعة ما بين المنهج وتوقعا حصولهم على درجات عالية في المادة .

أبوظبي

في حين لم تصدق توقعات طلبة القسم الأدبي في ابوظبي حول ورقة الجغرافيا بعد أن فوجئوا بتغيير الأسئلة مقارنة بنموذج الأجابة الذي كان قد سرب إلى بعضهم في وقت سابق، وهذا ما أشارت إليه بعض الطالبات إضافة إلى حديث بعض الطلاب عن تلقيهم رسائل عبر الهاتف النقال في السابعة من صباح يوم الامتحان تتضمن نموذج الاجابة لمادة الجغرافيا، هذا إضافة إلى تعليق مراقبات من اللجان اللواتي أكدن ان بعض الطالبات عبرن عن مفاجأتهن بتغيير الأسئلة بمجرد استلام أوراق الامتحان بما يدل على تحرك الوزارة نحو عملية تغيير الامتحانات المقبلة حفاظا على مصداقية وعدالة الامتحانات للجميع.

وأبدى الطلبة في الميدان تخوفهم من فكرة اعادة امتحاني الاحياء والتربية الاسلامية خاصة أنهم لم يتلقوا أي إجابات مسربة وليس لهم ذنب فيما حدث من تسرب للامتحانات ، وليتحملها الطلبة الذين تكشف أوراقهم ذلك ، مؤكدا بعضهم انهم تخلصوا من كتب المواد التي أدوها ولا يتخيلون العودة لدراستها من جديد، في حين رأى البعض الآخر منهم انه في حال صعوبة كشف الطلبة الذين استفادوا من التسريب فانه يتعين على الوزارة إعادة الامتحانات لأنه لن تكون هناك مصداقية في النتائج ، والبعض سيأخذ درجات ليست من حقه.

وفي ظل هذه الأجواء أدى طلبة القسم الأدبي أمس امتحان مادة الجغرافيا بسهولة مؤكدين وضوح الأسئلة ومباشرتها.