اعتمدت وزارة التربية والتعليم وثيقة التربية البدنية والصحية المطورة، التي تبنى عليها مناهج التربية البدنية المطورة التي سوف تستخدم العام المقبل في المدارس، حيث تم تشكيل فريق من الادارات المعنية في الوزارة ومن توجيه الرياضة بالاضافة الى مشاركة الميدان التربوي، للخروج بهذه الوثيقة التي تهدف الى تحقيق تميز طلابي.

وقال حسن لوتاه مدير ادارة التربية الرياضية في وزارة التربية والتعليم، إن متغيرات الحياة العصرية ودخول التكنولوجيا في كافة متطلباتها أدت إلى ظهور العديد من المشاكل المرتبطة بمجال الصحة وظهور ما يسمى بأمراض قلة الحركة وما رافقها من مشاكل البدانة وأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسكري والضغوط النفسية، الأمر الذي أدى إلى زيادة اهتمام الدول بتوفير فرص ممارسة النشاط البدني وقايةً من تلك الأمراض.

وقد أولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عناية فائقة واهتماماً منقطع النظير بالرياضة المدرسية من حيث توفير كل ما من شأنه أن يخلق بيئة صحية سليمة ويسهم ايجابيا في إعداد الطلبة اعداد شاملا متوازنا من جميع جوانبه (البدنية والنفسية والفكرية) من أجل إيجاد جيل قادر على مواجهة أعباء الحياة بكل كفاءة واقتدار.

 فكان القرار الذي أصدره سموه عند إعلان استراتيجية الحكومة الاتحادية في شهر أبريل 2007، "بتعديل الهرم المقلوب للرياضة في الدولة بحيث يبدأ من المدرسة وليس من الأندية" والاهتمام بالرياضة بشكل عام والرياضة المدرسية بشكل خاص، وهو ما استرشدت به وزارة التربية والتعليم في تطوير الرياضة المدرسية وتحقيق أهداف خطتها الاستراتيجية الجديدة التي تعالج التحديات الراهنة.

وترسم المسار المستقبلي للتعليم في الدولة، والتي كان منها تطوير المناهج وتحقيقها جودة عالية بهدف تهيئة طلبة المدارس الحكومية والخاصة للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وتهيئة بيئة تعليمية ملائمة من خلال تزويد المدرسة بكل الاحتياجات الخاصة والتعليمية التي يحتاجها الطالب، وتفعيل المشاركة المباشرة لأولياء الأمور في العملية التعليمية وتعزيز الهوية الوطنية وتنمية الحس الوطني عند الطالب وبناء قدرات مواطنة متخصصة في جميع المجالات.

وثيقة وطنية

وأوضح لوتاه انه من هذا المنطلق كان بناء الوثيقة الوطنية التي قامت على محورين رئيسين هما التربية الرياضية والتربية الصحية متضمنة ثمانية فصول حيث شمل الفصل الأول التعريف بمفهوم التربية الرياضية والوقوف على أهميتها باعتبارها العملية التربوية التي يتم فيها ممارسة أوجه مختلفة من الأنشطة التي تقوي جسم الإنسان وتنمي عقله ومهاراته وانفعالاته.

وتضمن الفصل الثاني وصفا للمعايير العامة للوثيقة في محور التربية الرياضية والذي تضمن معيارين هما المعيار الأول (البدني النفسي) والذي يتضمن تنمية كفاءة المتعلم البدنية والنفسية من خلال المشاركة في الأنشطة البدنية لتحقيق مستوى جيدٍ من اللياقة البدنية والصحية وممارسة أسلوب حياة نشط مدى الحياة مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة في الصف الواحد، والمعيار الثاني (الحركي / المهاري): ويقصد به إظهار القدرة على القيام بالمهارات الحركية، وإجادة بعضها إجادة تامة، كما يتضمن المقدرة على تطوير القدر الكافي من المهارة للمشاركة بالأنشطة الرياضية، وإرساء أسس اكتساب المهارة.

وأشار إلى ان الفصل الرابع تناول أسس بناء المنهج ودواعي تطويره ومنها الحاجة إلى نشر الثقافة الصحية واالبدنية بين الطلبة، وتمكينهم من ممارستها واتخاذها سلوكاً ومنهج حياة، ومعرفة العقبات التي تواجه تنفيذ مناهج التربية البدنية والصحية في مدارس الدولة بالشكل الصحيح.

ومن هذه العقبات: مناهج التربية البدنية والصحية الحالية غير كافية، ليستمد الطلبة منها الفوائد الصحية المطلوبة، وبخاصة مع زيادة نصاب الحصص لجميع الصفوف، من الصف الأول الى الثاني عشر، والاعتقاد الخاطئ من البعض في أن ممارسة الأنشطة الرياضية والصحية غير مهمة، الأمر الذي أوجد قناعات غير علمية في اعتبار أن الأنشطة الرياضية والصحية أنشطة غير ضرورية ولكنها ( مكملة للبرنامج الدراسي ).

وتقليص أو حذف حصص التربية البدنية والصحية، من أجل زيادة الوقت المخصص للمواد الأخرى التي يُعتقد أنها أكثر أهمية من التربية البدنية والصحية، وعدم توفر كتب منهجية للطلبة، تكسبهم المعارف والحقائق العلمية لمادة التربية البدنية والصحية، بالاضافة الى عدم توفر أدلة للمعلم وللطالب ولولي الأمر في منهج التربية البدنية والصحية، وعدم توفر المساحة الزمنية الكافية للطلبة، لممارسة الأنشطة اللاصفية.

إضافة الى ذلك التقارير التقويمية التربوية "الميدانية والأكاديمية" التي تؤكد الحاجة إلى إعادة بناء منهج متكامل للتربية البدنية والصحية، وخصائص المجتمع وحاجاته الحاضرة والمستقبلية حيث يتميز مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بسمات تفرض على مناهج التربية البدنية والصحية متطلبات خاصة، فقد أدى اعتماد الفرد على الوسائل التقنية الحديثة إلى التقليل من فرص الجهد البدني، وكذلك الترف في المأكل والمشرب ورفاه العيش لدى بعض الطبقات إلى اكتساب سلوكيات سلبية، تمثلت في زيادة أو نقصان الوزن عن المعدل الطبيعي، مما أثر في النمو، وظهور مشكلات صحية مختلفة، وانتشار عيوب القوام . إضافة إلى طبيعة الجو الذي يتسم بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية التي تساهم في دوافع الخمول والاسترخاء.

مراحل عمرية

وتناول الفصل السادس التطور والنمو عند الطلبة واحتياجات مراحلهم العمرية فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال يأتون إلى المدارس في حالات متباينة من الاستعداد ، وبخلفيات مختلفة وقدرات متفاوتة ومتطلبات متباينة، ولمواجهة التحدي المتمثل في مساعدة الطلبة على تحقيق قدراتهم الكامنة، يتحتم على المدرس معرفة أقصى ما يمكن معرفته عن طبائع الأطفال عموما وخصائصهم العمرية في مرحلة التعليم الأساسي.

وقد خصص هذا الفصل لدراسة بعض المراحل الأساسية المتعلقة بنواحي النمو البدني، والحركي، والعضلي والاجتماعي، وأيضا إلقاء بعض الضوء على نواح مختارة، والتأكيد على العلاقات المتداخلة لهذه الخصائص ومتضمناتها في تعليم وتدريس التربية البدنية والصحية. لهذا فإن معرفة مراحل النمو وتسلسلها تمنح المعلم قاعدة لفهم وتحليل حالات الأطفال في تطورهم واستعدادهم للتعلم.

أما الفصل السابع فقد تناول التطور النوعي لمنهاج التربية الرياضية حيث تحتل التربية البدنية والصحية في المجتمعات المتقدمة مكانا بارزا في البرامج المدرسية، لأنها الجزء المكمل للتربية الشاملة، التي تتحقق عن طريق النشاط البدني، فهي وإن كانت جسمية في مظهرها، إلا أنها عقلية واجتماعية وخلقية في أهدافها وعلاقاتها.

وموضوع هذا المنهاج يأتي تجسيدا وتطبيقا للنظريات التربوية وترجمتها ميدانيا من خلال الممارسة العملية. ومن هذا المنطلق أصبحت مناهج التربية البدنية والصحية انعكاسا لمعايير التربية البدنية وخططها واتجاهاتها.

تطور كمي

وتناول الفصل الثامن النواتج التعليمية المتوقعة التي تظهر التطور الكمي للتربية البدنية والصحية لجميع المراحل الدراسية بدءا من رياض الأطفال وانتهاء بمرحلة التعليم الثانوي، والمقصود بالنواتج هو تحقيق ما يجب تحقيقه من الأهداف والمعايير المرجوة ، عن طريق أنشطة وبرامج التربية البدنية والصحية، والتي يمكن عن طريقها تغيير سلوك الفرد ونموه نموا متزنا وشاملا لمختلف الجوانب البدنية، المهارية، العقلية، والاجتماعية.

وتضمن الفصل التاسع مفاهيم منهج التربية البدنية والصحية ومهاراتها وأنشطتها من الصف الأول وحتى الثاني عشر، ففي المستوى الأول من الحلقة الأولى من التعليم الأساسي [ 1-3 ].

وفي المستوى الثاني من الحلقة الأولى من التعليم الأساسي "4 -5" يشترك الطلبة في النشاطات التي تساعدهم على التعلم و تقدير الفروق بين مستوياتهم ومستويات زملائهم. أما في المستوى الثالث من الحلقة الثانية من التعليم الأساسي "6-9" فيستفيد الطلبة من خبراتهم التي ستساعدهم على تقويم وقياس أدائهم ذاتيا.

أما الفصل العاشر فقد تضمن المعايير المهنية لمعلمي التربية البدنية والصحية حيث يعد إعداد المعلم أحد الجوانب الرئيسة التي تعتمد عليها التربية البدنية لتحقيق رسالتها وأهدافها، ويقصد بالإعداد المهني نمو المعلم في فهم التعليم، بما يشمله هذا النمو من مختلف الجوانب المهنية، وما يتصل بذلك من تطبيقات عملية. أما الفصل الحادي عشر وهو الفصل الأخير من الوثيقة فقد تناول معايير التقويم في مادة التربية الرياضية والصحية متضمنا اختبارات عناصر اللياقة البدنية.

تطوير الوثيقة

 

ذكر مدير ادارة التربية الرياضية حسن لوتاه، أن تطوير الوثيقة ارتكز على دستور الدولة الذي ينص على تربية المواطن وتنشئته تنشئة إسلامية قويمة وفق المقومات والقيم التي تتضمنها العقيدة الإسلامية السمحاء، والالتزام عند بناء محتوى التعليم في جميع مراحله وأنواعه بما يحضُّ عليه الإسلام عقيدة وعبادة، والتعليم من أجل العمل النافع المنتج، وربط المتعلم بالواقع في جميع جوانبه وأبعاده المتعددة ، وتنويع فرص التعليم وتطويرها.

بما يلبي حاجات المجتمع ومتطلبات التنمية المستمرة الشاملة، والسياسة التعليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تهدف إلى إعداد جيل مسلح بالعلم والمهارات والكفايات، وملتزم بأهداف التنمية الوطنية ، بما يملكه من توفير للأمن والأمان والرخاء لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، و الدراسات التربوية والتخصصية التي تناولت جوانب التربية البدنية والصحية، موضحاً أن بناء منهج الوثيقة جاء وفق أسس محددة.