أكد بحث تربوي في مجال التأليف للطفل أجرته الدكتورة عبلة مرجان رئيس وحدة التدخل المبكر بمركز أبوظبي للتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية وذوي الاحتياجات وفازت به في الدورة الرابعة لجائزة خليفة التربوية (2010/2011) على أهمية تشجيع وتنشئة الطفل على سرد اي مواقف أو انتهاكات قد يتعرض لها من المحيطين به من دون خوف من عقاب ، وتعويد أطفالنا أن يقولوا (لا) في الوقت المناسب، وضرورة الخروج من أزمة "العيب" التي مازلنا نعاني منها في مجتمعاتنا العربية.
وحول أهمية التربية الجنسية، قالت الدكتورة مرجان إن هناك معلومات ومهارات لا يمكن أن يقلل أحد من أهمية تقديمها للطفل أو المعاق للتهيئة النفسية والجسمية قبل مرحلة البلوغ، توافقا مع متغيراتها وتعديلا للسلوكيات غير المقبولة ، لذا فان من أسباب أهمية التربية الجنسية للأطفال هي الانخفاض في مستوى الكفاية الاجتماعي التي تجعلهم لا يعرفون حدود القيم والأعراف ، وارتفاع قابليتهم للإغراء المادي وسهولة انقيادهم من دون مقاومة.
وسهولة رضوخهم للتهديد والوعيد ، والقدرة العقلية والمستوى اللغوي المنخفض مما يجعل الأطفال لا يدركون حقيقة ما يمارس ضدهم وصعوبة تعبيرهم الكامل عن مشاعرهم، والقدرة البدينة المحدودة أو الضعيف ، وغياب التمييز بين الأماكن العامة والخاصة ، وقدرات الطفل أو المعاق العقلية والاجتماعية البسيطة تجعل من الصعب عليه ادانة من يستغلونه جنسيا وعدم ادراك الطفل أنه يتعرض للإيذاء الجنسي حتى من المقربين (الخدم والسائقون)، والأهم أنه لا يعرف أن بإمكانه أن يقول "لا" للكبار.
كما استعرض البحث مصادر التربية الجنسية ، حيث تتنوع القنوات التي تنقل معلومات من هذا النوع للأطفال ومنها الأهل وهم المصادر الأفضل للطفل ، بالرغم من أن الأهل من القنوات غير المتاحة كثيرا للأطفال في ظل تحفظاتهم من ناحية ، وكذلك أن الأسر أحيانا تكون هي بحاجة الى المعرفة والدراية بمبادئ وأسس التربية الجنسية.
والمصدر الآخر هم الأصحاب ، وهم أكثر تأثيرا على الأبناء وخاصة الزملاء من العمر ذاته ، وكذلك الإعلام والذي يتعرض الأطفال من خلاله الى سيناريوهات جنسية مختلفة.
وأيضا المدرسة ، وليس هناك في نتائج الدراسات الخاصة بتأثير التربية الجنسية المدرسية على الأطفال ما يؤكد فعالية هذا الأثر لأن العاملين في المدارس ممن ينفذون برامج التربية الجنسية ليسوا دائمين على التعامل مع الطالب ذاته لأنهم عرضة للبعد عنه لأسباب عدة. لذا فان المسؤولية هنا مشتركة ويجب تكامل الأدوار ، كما ان بعض الأخصائيين النفسيين يؤكدون أن (80%) مما يتعلمه الانسان ينبع أساسا مما تلقاه من المرحلة الأولى في حياته من عمر (يوم وحتى ثلاث سنوات) لذا من الضروري الاهتمام بالصحة والتربية الجنسية مبكرا.
