أكد عادل راشد الشارد نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أن نتائج دراسة «حالة الإمارات»، ضمن تقرير المعرفة العربي 2010-2011، جاءت صادمة في المهارات المعرفية، فيما أشار إلى سعي الإمارات لتوفير مقومات نموذج مجتمع معرفي متكامل، من حيث توفير الحقوق الأساسية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مثل التعليم والصحة والبنى التحتية والعيش الكريم.

وكانت المؤسسة قد أطلقت الأسبوع الماضي، بالتعاون مع المكتب العربي ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة التربية والتعليم، دراسة «حالة الإمارات» في تقرير المعرفة العربي 2010 -2011، والذي صدر بعنوان «إعداد الناشئة لمجتمع المعرفة» الأسبوع الماضي.

وكشفت الدارسة عن فجوة عميقة بين مستوى المهارات المعرفية لطلبة الدولة والمتطلبات المعرفية للولوج إلى مجتمع المعرفة، حيث إن المقومات المعرفية لولوج مجتمع المعرفة لا تتوفر لدى 92% من طلاب الدولة، أي الغالبية العظمى منهم، في حين أنهم أكثر جاهزية في المهارات الاجتماعية والوجدانية.

مستوى التعليم

وقال الشارد لـ «البيان» إن التحدي الأكبر الذي يواجه بناء مجتمع معرفي في الدولة يكمن في تحسين مستوى التعليم، ورفع جودته في المدارس والجامعات.

وأوضح أن هناك ضرورة إلى تبني صيغ جديدة للتدريب والتقويم التربوي، والنظر إلى التطوير التعليمي على أنه ضرورة وليس عبئاً على كاهل المعلم، وأضاف أن الاستمرار في استخدام الطرق والأساليب التقليدية في التدريس ربما كان أهم أسباب ضعف المخرجات التعليمية وعدم تأهيلهم للاتحاق بمؤسسات التعليم العالي. وأكد أن التحرك الإيجابي نحو بناء أجيال المستقبل وإعدادها لولج مجتمع المعرفة يقضي بإعادة النظر في السياسات القائمة وتوجيهها الوجهة الفعالة. وقال: «إن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم من المؤسسات الرائدة التي ترعى الإبداع والموهوبين، ليس فقط في دولة الإمارات، وإنما على مستوى الوطن العربي، حيث قامت بالعديد من المبادرات لدعم الإبداع والمبدعين في مجالات شتى، ولقد صنفت الإمارات ضمن الدول ذات التنمية الإنسانية المرتفعة.

حيث احتلت دولة الإمارات المركز الأول بين البلدان العربية، والموقع 23 على المستوى العالمي، وذلك حسب دليل التنمية الإنسانية 2010. وتابع الشارد: «تسعى دولة الإمارات لتوفير مقومات نموذج مجتمع معرفي متكامل، من حيث توفير الحقوق الأساسية للمواطنين والمقيمين على حد سواء، مثل التعليم والصحة والبنى التحتية والعيش الكريم، ولا يزال الأمر يتطلب المزيد من الجهد والمثابرة والقناعة لدى النشء بضرورة التحول إلى مجتمع اقتصاد المعرفة».

تحديات

وعن التحدي الأكبر الذي يواجه بناء مجتمع معرفي في الدولة، أجاب الشارد: «إن التحدي الأكبر يكمن في تحسين مستوى التعليم ورفع جودته في المدارس والجامعات، حيث يشير دليل التعليم والموارد البشرية إلى عدم مجاراة التعليم في دولة الإمارات للتطور التقني والمعلوماتي في البلاد، حيث حصلت دولة الإمارات على الترتيب التاسع والسبعين من مئة وستة وأربعين دولة.

وأضاف: «شكلت رؤية التعليم في دولة الإمارات المرجعية الأساسية والإطار الفكري لتطوير التفكير من أجل إعداد تلاميذ مزودين بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنمية الوطنية. فهناك ضرورة إلى تبني صيغ جديدة للتدريب والتقويم التربوي، والنظر إلى التطوير التعليمي على أنه ضرورة وليس عبئاً على كاهل المعلم. حيث إن المعلم بحاجة إلى تنمية الوعي، ودعم التوجهات المعززة لخلق مجتمع المعرفة، وتطوير المناهج المطروحة وطرق تدريسها للتوافق مع الطرق العالمية الحديثة».

المخرجات التعليمية

وعن السبب في ضعف المخرجات التعليمية، قال الشارد: «إن ضعف قدرة المعلمين والمدارس عموماً على إثارة دافعية الطلاب والتلاميذ، وعدم الاهتمام بغرس مهارة التفكير في المستقبل، حيث إن الاستمرار في استخدام الطرق والأساليب التقليدية في التدريس، ربما كان أهم أسباب ضعف المخرجات التعليمية وعدم تأهيلهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي».

وتابع: «تؤكد القيادة السياسية في دولة الإمارات أن عملية التنشئة يجب أن يشارك فيها الرجل والمرأة على حد سواء. حيث إن حق المرأة بات واضحاً من خلال المساهمة في مختلف الأنشطة التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، حيث إنها تمثل ركيزة أساسية في التنمية المستدامة».

حالة الإمارات

وعن نتائج الدراسة الميدانية لحالة الإمارات التي تضمنها تقرير المعرفة العربي، أجاب الشارد: «لقد جاءت نتائج الدراسة الميدانية صادمة في المهارات المعرفية «معالجة المعلومات، التواصل الكتابي، حل المشكلات، استخدام التقانة» لدى أبنائنا الطلبة، حيث كانت درجات الطلاب أقل من المتوسط بسبع عشرة درجة في هذه المهارات المعرفية مجتمعة».

وقال: «شملت العينة العشوائية 22 مدرسة في مدينتي أبو ظبي ودبي، وبلغ عدد التلاميذ في العينة 1375، مقسمين إلى 629 تلميذاً و746 تلميذة في التخصصات العلمية والأدبية، كما تم اختيار عينة عشوائية من المدرسين المواطنين وغير المواطنين في 138 مدرسة. وتابع: «جاءت نتائج استبيان التلاميذ حول البيئات التمكينية المحيطة بهم إيجابية بصفة عامة نحو بيئة المدرسة، من رعاية وتواصل ومناخ تربوي. كذلك كانت البيئة الصحية في المدرسية، وكانت آراؤهم إيجابية نحو البنية التحتية الملائمة لتجهيزهم لمجتمع المعرفة».

بناء أجيال المستقبل

 

قال عادل الشارد: عن نتائج تقرير المعرفة العربي:

»إن التحرك الإيجابي نحو بناء أجيال المستقبل وإعدادها لولج مجتمع المعرفة يقضي بإعادة النظر في السياسات القائمة وتوجيهها الوجهة الإيجابية الفعالة،

وبدء تنفيذ الاستراتيجيات والخطط للعمل على أرض الواقع لبناء دولة متقدمة قادرة على ولوج عالم المعرفة بكل ثقة«.