مساق التدريب الميداني مسألة تجارية بحتة فرضتها المؤسسات الاكاديمية الخاصة على الطلاب كمساق دراسي القصد منه جني المال فقط ، هذا ما يؤكده خريجو جامعات خاصة معتبرين أن الجامعات تتذرع باعتماد هذا المساق من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهو مطلب أساسي للتخرج .
وأنها تخصص مشرفين أكاديميين لمتابعة الطلبة خلال فترة التدريب ولكن الطلبة فندوا ذلك بقولهم انها مجرد حجج واهية، وعلى حد تعبيرهم فإن الطالب الذي ينفذ التدريب الميداني في أي مؤسسة ، تواصل المشرف معه قليل ولا يزوره في مكان تدريبه إلا عند نهاية التدريب، حيث يحضر الطالب شهادة موقعة من المؤسسة بعد انتهاء فترة التدريب، متسائلين هل الاتصال أو زيارة مرة واحدة تستحق دفع الطالب أكثر من 3 آلاف درهم لمساق التدريب الميداني للجامعة.
بالمقابل يقول عدد من الاكاديميين في الجامعات الخاصة ان التدريب العملي أو ما يسمى بالتدريب الميداني مساق معتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، ويتم تقاضي رسوم على هذا المساق نظرا لأن الجامعة تخصص مشرفا أكاديميا يشرف على تدريب الطالب ويزوره في مكان التدريب ويتابعه ويكتب تقريرا عن أدائه في فترة التدريب.
ويوضحون أن المؤسسات الاكاديمية مطلوب منها التواصل مع المؤسسات والشركات وتوفير فرص العمل من خلال تنظيم لقاءات بين الطلبة ومسؤولي تلك الشركات ، معتبرين أن ترشيح الجامعات للطلبة الخريجين للعمل في تلك الشركات والمؤسسات يجب أن يكون مجانا ولا يجوز للجامعات تقاضي أي رسوم لقاء ترشيحها الطلبة الخريجين للعمل في مختلف المؤسسات والشركات.
"البيان " تواصلت مع عدد من الخريجين في تخصصات مختلفة والذين خضعوا لمساق التدريب الميداني في جامعات خاصة لمعرفة آرائهم حول هذا المساق وكيفية متابعة الجامعات لهم خلال فترة التدريب، يقول أحمد الحربي إن التدريب الميداني مسألة تجارية بحتة تستغلها الجامعات الخاصة تحت غطاء أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعتمدت هذا المساق .
وشأنه شأن المساقات الأخرى يجب على الطلبة أن يدفعوا مقابلا ماديا لإنهاء هذا المساق الذي تعتبره الجامعات مطلبا أساسيا للتخرج ، والحقيقة أن الجامعات تتذرع بأنها تأخذ مقابلا ماديا لهذا المساق نتيجة لتخصيصها مشرفا اكاديميا يشرف على الطالب خلال فترة تدريبه ويذلل العقبات التي يمكن أن تواجهه في المؤسسة التي يتدرب فيها، بينما واقع الحال يقول غير ذلك فمن خلال تجربتي الشخصية لم يتواصل معي المشرف سوى مرة واحدة في الهاتف ولم يزرني في موقع التدريب،وكان المهم بالنسبة للجامعة احضار شهادة من المؤسسة التي تدربت فيها تثبت ذلك .
وفي السياق ذاته يرى عباس محمد أن مساق التدريب الميداني الذي دفع عليه للجامعة حوالي 3250 درهما لمدة شهرين ، كان من المفترض ألا يدفع عليه اي مبلغ مالي والسبب في ذلك أنه خلال فترة التدريب قام المشرف الاكاديمي المخصص للاشراف على تدريبه بالاتصال فيه مرة واحدة ولم يزره في مكان التدريب وفي النهاية جاء بالتقييم من قبل المؤسسة التي تدرب فيها وانتهى الحال على ذلك واجتاز هذا المساق .
فيما يؤكد أحمد الكعبي أن التدريب الميداني مساق يجب عدم الدفع عليه وعلى الجامعات أن تقدمه مجانا للطلبة الذين هم بالاساس دفعوا على جميع المساقات الدراسية ، وإذا كانت حجة الجامعة تخصيص مشرف اكاديمي يشرف على تدريب الطالب، فالسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يفعل هذا المشرف ؟ هل الاتصال مرة واحدة في الجهة التي يتدرب فيها الطالب والسؤال إذا كان يحضر الطالب أم يغيب تستحق دفع مبلغ لمساق كامل؟ .
رأي مختلف
احمد اسماعيل خريج كلية هندسة من جامعة خاصة كان له رأي مختلف عن زملائه فقال: إن التدريب الميداني مساق كغيره من المساقات ومطلب اساسي للتخرج والطالب الذي يخضع للتدريب ثمة دكتور من الجامعة يتابع تدريبه وبالنسبة لتجربتي فإنني تدربت حوالي شهرين في مؤسسة هندسية وكان هناك متابعة من قبل الدكتور المشرف على تدريبي وبعد انتهاء التدريب طلب مني تقديم تقرير عن فترة التدريب ومدى الفائدة التي اكتسبتها وتم مناقشته مع المشرف.
"البيان "نقلت آراء الطلبة إلى مسؤولين في الجامعات الخاصة حتى تستوضح منهم كل ما يتعلق بالتدريب الميداني ولماذا يدفع الطلبة عليه أسوة بالمساقات الدراسية الأخرى.
يقول الياس بو صعب نائب الرئيس التنفيذي للجامعة الاميركية في دبي إن التدريب العملي مساق معتمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو أحد متطلبات التخرج، ويتضمن نوعين النوع الأول من التدريب مجاني من دون حصول الطالب على ساعات معتمدة ، بينما النوع الثاني من التدريب يحصل الطالب على ساعات معتمدة ويدفع مقابلها مبلغا ماديا.
والسبب في ذلك أن الجامعة تخصص مشرفا اكاديميا يتابع الطالب خلال فترة التدريب ويقوم بالتواصل معه ومع المؤسسة التي يتدرب فيها وفي نهاية فترة التدريب يعد المشرف الاكاديمي تقريرا عن الطالب ويمكن أن ينجح الطالب في التدريب أو يرسب وفقا لنتائج التقرير التي يذكرها المشرف الاكاديمي، وهذا الامر يكشف مدى التزام الطالب بالتدريب العملي واهتمامه .
ويضيف إن التدريب العملي مساق اجباري في عدد من كليات الجامعة الاميركية في دبي وليس في جميعها .
ويوضح أن الجامعة الاميركية في دبي لديها مكتب خدمات يقوم بالتواصل مع المؤسسات والشركات لتأمين أو ترشيح الطلبة الخريجين من مختلف الكليات لتأمين فرص عمل لهم بشكل مجاني من دون تقاضي أي مبلغ مادي لقاء ذلك ،معتبرا بأن الجامعات مطالبة بتوفير هذه الخدمة لطلابها مجانا،ولا يجوز أن تتقاضى أي رسوم لقاء ترشيحها الطلبة الخريجين للعمل في مختلف المؤسسات والشركات .
حافز للارتقاء
الدكتور مثنى غني عبد الرزاق رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات قال إن الجامعة تتقاضى مبلغ مادة دراسية واحدة لمساق مادة التدريب العملي وذلك لتغطية مصاريف المشرف الاكاديمي الذي يقوم بزيارات ميدانية، واحدة على الاقل كل اسبوع لموقع تدريب المتدربين.
وتنفيذ ساعتين كل اسبوع كمحاضرات لمناقشات المتدربين من قبل استاذ المادة والمشرف الاكاديمي لمتابعة تطور عملية التدريب وكذلك حل اية مشاكل قد تواجه المتدربين، ومراجعة سير التقرير الاسبوعي الذي يعده الطالب، إلى جانب مكافئة المشرف الميداني بخصوص قبول تدريب الطلبة والإشراف عليهم، وكذلك كحافز للارتقاء بنوعية التدريب.
ساعات معتمدة
من جانبه قال الدكتور بشير شحادة نائب رئيس شبكة جامعة عجمان للمتابعة والتحديث والتطوير إن موضوع تدريب الطلبة في جامعة عجمان بدأ منذ كانت كلية عجمان الجامعية في 1988 ومنذ انشائها وهي تركز على الاهتمام بالتدريب وبدأت بأسلوب مختلف حيث كان التدريب يعد متطلباً أساسياً للتخرج ولا يمكن للطالب أن يتخرج إلا إذا حصل عليه بدون إشراف أكاديمي ودون أن يحتسب ساعات أكاديمية ودون رسوم ، ولكن الإدارة العليا للجامعة أصدرت قرارا في عام 1995 باعتبار التدريب الميداني جزءا لا يتجزأ من الخطة الأكاديمية للطالب ويحتسب ساعات معتمدة "2-3-4 ساعات".
و يختلف من كلية لأخرى ومن تخصص لآخر وعليه تم إدراج التدريب في الخطة وفي عدد الساعات التي يأخذها الطالب وكانت هذه مبادرة بدأت جميع الجامعات والكليات داخل الدولة وخارجها تنتهجها منذ سنوات قليلة ، لأن المستفيد الأول والأخير منها هو الطالب في تطبيق الجانب الأكاديمي التعليمي على متطلبات سوق العمل.
وأضاف طالما أن التدريب هو مساق يدخل في الخطة ويحتسب ساعات معتمدة فتتم المحاسبة عليه مثل الساعة المعتمدة للمساق تختلف من تخصص لآخر ومن كلية لأخرى فهناك بعض الكليات تحتسب التدريب "2ساعة معتمده" وبعضها "3 ساعات معتمدة" ومن هنا يختلف المبلغ الذي يدفعه الطالب من كلية لأخرى ، ومن المعلوم أن هناك لائحة تنظم العملية التدريبية برمتها خاصة بمركز التدريب، ومنها تم اشتقاق لائحة لكل كلية على حدة نظرا لخصوصية كل كلية وهذه ضمن متطلبات هيئة الاعتماد الأكاديمي ومعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي ،لأنه كما سبق يعد مساقاً يتم تحصيل الرسوم عليه.
وأوضح الدكتور شحادة أنه بالنسبة للشركات المدربة فهناك اتفاقيات تعاون مشترك مع شبكة الجامعة وهذه الشركات يتم بموجبها دفع مبالغ مادية أو عينية وفقاً لتطبيق الاتفاقية المبرمة فقد يكون المبلغ على كل متدرب أو يكون في صورة شهادات وهدايا وتبادل خبرات ودورات تدريبية يقيمها مركز التدريب بالشبكة للعاملين بهذه الشركات أو المشاركة في المؤتمرات أو داعمين لها،إذن هناك أكثر من وسيلة لمكافأة هذه الشركات .
وفيما يتعلق باختيار الشركات يتم أولا حسب رغبة المتدرب وفقاً لمكان إقامته وبما يتناسب مع تخصصه وأحيانا يكون وفقا لمكان عمله طالما أنه يتناسب مع تخصصه الأكاديمي ، وكل هذا تسهيلا على الطلبة سواء في الانتقال من وإلى مكان التدريب أو في أخذ موافقة مكان عملهم للتفرغ للتدريب.
وأشار إلى أن العملية التدريبية التي انتهجتها شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا تهدف في المقام الأول لمصلحة الطالب لإكسابه الخبرة اللازمة في مجال تخصصه ومعرفته بأحدث التكنولوجيا في الشركات وكذلك الاتصال المباشر بسوق العمل باعتباره المكان الذي سيستمر فيه طوال حياته بعد التخرج ،وفيما يخص موضوع السير الذاتية للطلبة الخريجين وإرسالها إلى الشركات فهذه خدمة مجانية تقدمها الجامعة من خلال جمعية الخريجين التي تتواصل معهم وتتابع مسيرتهم المهنية.
مساق إجباري
بدوره قال الدكتور عطا عبد الرحيم عميد كلية الاعلام في جامعة الجزيرة إن مختلف الكليات في جامعة الجزيرة لديها مساق نظري للتدريب العملي وتطلب من الطلبة انجاز فترة تدريب عملي في إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة وتخصص لكل طالب مشرفا اكاديميا يتابعه خلال فترة التدريب ويعد تقريرا عنه وثمة مشرف يتابع الطالب من قبل المؤسسة التي يتدرب فيها ،وهذا الامر من ضمن الخطة التدريسية للجامعة حيث تتضمن اللائحة التنظيمية للجامعة توصيف يوضح التدريب العملي ومدى أهميته للطالب فلا يجوز للطالب التخرج من دون التدريب الميداني.


