حرصت كليات التقنية العليا على توفير البيئة التعليمية المناسبة لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال انشاء مراكز المصادر التعليمية للتكنولوجيا المساعدة بمختلف فروعها ،وتزويدها بأحدث الأجهزة والوسائل التعليمية الخاصة بهذه الفئة من الطلبة ،سعيا منها لاستكمال مسيرتها التعليمية الشاملة وفي ضوء سياستها المتصلة بالاحتياجات الخاصة، والتي تضمن توفير الفرص المتساوية لطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال التعليم العالي مع تلك الخدمات المقدمة لأقرانهم العاديين.

وقال الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا لـــ"البيان" إن التكنولوجيا المساعدة أثبتت جدارتها وفاعليتها حيث شهدت الكليات تغييراً جذرياً في الأداء والتقدم الدراسي للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة،لافتا إلى أن من أهم التحديات التي واجهت الكليات لإعداد هذه المراكز هي العدد المحدود لموردي التكنولوجيا المساعدة في المنطقة والدول المجاورة ، فعلى الرغم من التحقق من فاعلية هذه الأجهزة في ضمان استقلالية الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في عمله، إلا أن فرص إيجاد الموردين المحليين القادرين على توفير تلك التقنيات لا تزال محدودة.

وأكد الدكتور كمالي أهمية توفير التكنولوجيا المساعدة وأجهزة إعادة التأهيل المستخدمة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة لإكسابهم القدرة على الدراسة والنجاح في حياتهم ، حيث أتاح التطور التكنولوجي خاصة للطلبة ذوي الإعاقات الجسدية والحركية والعقلية فرصة الحصول على آلاف الأجهزة التي من شأنها أن تسهل عملية التعلم والفهم والمشاركة في الفصل الدراسي والحياة اليومية.

 

تقنيات متطورة

وقال: ( أنشأت كليات التقنية العليا مراكز المصادر التعليمية للتكنولوجيا المساعـدة المجهزة بأحدث التقنيـات المساعدة المتطورة ، تسهيلاً لعملية استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المباني والفصول الدراسية بالكليات ووضعهم في الصفوف النظامية، مما يعزز مسارهم الدراسي باتجاه الاستقلالية في العمل ويساعدهم على تحقيق طموحاتهم الأكاديمية).

وذكر أن مراكز المصادر التعليمية للتكنولوجيا المساعدة في كليات التقنية العليا اسهمت في إتاحة الفرص التعليمية القيمة لذوي الاحتياجات الخاصة وتنمية مهاراتهم، بصرف النظر عن طبيعة مشاكلهم الجسدية واحتياجاتهم الخاصة، ولبت احتياجات أولياء أمور هؤلاء الفئة، ومراكز الاحتياجات الخاصة، والمؤسسات التعليمية بالدولة بصورة عامة.

تكنولوجيا مساعدة

وأوضح الكمالي أن التكنولوجيا المساعدة تشمل الأجهزة المساعدة بواسطة الكمبيوتر وأجهزة إعادة التأهيل المستخدمة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة لاكتساب القدرة على العمل باستقلالية أكبر وتأدية الأعمال التي كانوا يعجزون عنها أو يواجهون صعوبة في إنجازها.

وأشار إلى أن هذه المراكز توفر مجموعة واسعة من التقنيات المتطورة لغرض إعادة تأهيل الطلبة الذين يعانون من ضعف البصر والسمع والنطق، وشلل المخ، وعُسر القراءة (ديسلكسيا)، والتوحد، ومشاكل الفهم والإعاقات الجسدية، وتشمل هذه التقنيات برامج الكمبيوتر لتكبير الشاشة لضعيفي البصر.

وأجهزة السمع المساعدة لضعيفي السمع، والأجهزة المحمولة للطلبة الذين يواجهون صعوبات التعلم، وبرامج الكمبيوتر لتنبؤ الكلمات، ولوحات المفاتيح على الشاشة، وبرامج الكمبيوتر للتعرف على النطق، وأجهزة الاتصال، والأنظمة الأوتوماتيكية للعيش المستقل، وعروض البرامج الخاصة بلغة برايل، وبرامج الكمبيوتر لتكبير الشاشة، والأجهزة المساعدة لضعيفي البصر.

 

أهداف

وأشار إلى أن أبرز أهداف مراكز المصادر التعليمية للتكنولوجيا المساعدة تتمثل في توفير أحدث الأجهزة التعليمية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة وإتاحة استخدامها بسهولة، وتعزيز التوعية التقنية من خلال تنظيم ورش العمل في المجتمع المحلي وتوفير برامج التدريب للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في استخدام التقنيات المساعِدة، وتوفير المشورة حول شراء واستخدام التقنيات المساعدة.

وأضاف: ( يتوفر لدى المراكز أدوات وتقنيات الاتصال الأساسية والمتطورة لمرضى التوحد الذين يواجهون صعوبات في الاتصال الشفهي والاتصال غير الشفهي، بالإضافة إلى برامج الكمبيوتر التي تساعد في تصميم وإعداد المواد التعليمية، مثل العروض التعليمية للأوراق، والبطاقات لتدوين الملاحظات، والجداول البصرية،.

وقصص عن المهارات الاجتماعية للأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد، والكتب، والأنشطة، والأغاني، والمواد المتصلة بالمهارات الحياتية)، لافتا الى توفر أجهزة ومنتجات متنوعة للمكفوفين، منها تقنيات الكتابة بخط بارز بلغة برايل، وبرامج الكمبيوتر للترجمة بلغة برايل، والقارىء المتحرك، وبرامج الكمبيوتر للطباعة الناطقة، وأجهزة القراءة المنفصلة، والمنتجات الناطقة.

وتشمل التقنيات المساعِدة المتوفرة لضعاف البصر مكبرات الفيديو الثابتة، والمكبرات المحمولة باليد، والمكبرات للمسافة القريبة والبعيدة، ومكبرات الفيديو المحمولة، وبرامج الكمبيوتر لتكبير الشاشة، ولوحات المفاتيح بخط كبير.

و أشار الى أنه يمكن مساعدة الطلبة ذوي الإعاقات التعليمية عن طريق تدريس المهارات المحددة وفحص عُسر القراءة، وتوفير التسهيلات اللازمة، مثل برامج الكمبيوتر للقراءة وتنبؤ الكلمات وحلول برامج الكمبيوتر للكتابة والتعلم والأجهزة المحمولة. وبالنسبة لضعف السمع، قال : ( تتوفر أدوات السمع المساعدة خفيفة الوزن، وأجهزة الجيب، وبرامج الكمبيوتر للإشارات، وبرامج الكمبيوتر لتنبؤ الكلمات، وبرامج الكمبيوتر سهلة الاستخدام للتدريب اللغوي والنطق السريع).

وأ شار الى أن الأجهزة والتقنيات المساعدة لذوي الإعاقات الجسدية تشمل لوحات المفاتيح البديلة، ولوحات المفاتيح لاستعمال اليد الواحدة، ولوحات المفاتيح على الشاشة، ولوحات المفاتيح بدواسات للقدمين، والشاشات باللمس، وبرامج الكمبيوتر للتشغيل بدون يدين، بالإضافة الى برامج الكمبيوتر لسماع الصوت بدون استخدام اليدين، وبرامج الكمبيوتر لاستخدام الكمبيوتر بدون فارة أو لوحة مفاتيح.

ولفت إلى أن عمل المراكز تقوم على تقديم خدمات خارج نطاق الكليات فتؤدي دور كمصدر رئيسي للتكنولوجيا المساعدة للمجتمع من خلال إتاحة المجال للمؤسسات والجهات المحلية التي لديها طلبة أو موظفين من فئة الاحتياجات الخاصة للإطلاع على الأجهزة والاستفادة من الدورات وورش العمل التي تطلعهم على كيفية توظيفها والتعامل مع برامجها المتخصصة، ما يوفر فرصا لمواصلة التعليم العالي.

واكتساب المهارات المهنية والفنية الجديدة، وكذلك يقع الاهتمام من قبل القائمين على المراكز على توجيه التوعية للأسر وتثقيفهم حول أهمية الإفصاح عن الحالات التي لديهم في وقت مبكر لمساعدتهم على التفاعل والاستجابة بالشكل الصحيح للطرق العلاجية والوسائل التعليمية المتوفرة لدعم أدائهم الأكاديمي والمجتمعي، فالمركز فرصة لخلق بيئة تعليمية مناسبة لكبر شريحة من الطلاب.

وقال إن المراكز لم تؤسس لكي تستخدم من قبل الطلبة خلال الحصص الدراسية بل لإطلاعهم على التقنيات التي بإمكانها أن تخدمهم وتدريبهم عليها ومساعدتهم على اختيار الأفضل من بين الخيارات المتاحة،وبالنسبة لطبية الفئات التي يمكن للأجهزة المتاحة بالمركز خدمتها تشمل أجهزة وبرامج تقنية للمكفوفين وضعاف البصر والمصابين بعسر القراءة وضعاف السمع ومن لديهم مشكلات في النطق والمصابين بإعاقات جسدية أو عقلية بالإضافة لحالات التوحد.

 

 

خدمات

 

أوضح الدكتور طيب كمالي أن مراكز التكنولوجيا المساعدة في كليات التقنية تأسست لتأدية عدة خدمات أولها تعريف طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بأحدث الأجهزة التي يمكنها دعم أدائهم الدراسي سواء في الكلية أو خارجها في المنزل وإتاحة المجال لتجربة الأجهزة المتاحة واختيار الأنسب منها طبقا لحالة كل طالب وطبيعة مشكلته ، كما تهتم الكليات بمساعدته في الحصول على أحد تلك الأجهزة خاصة التي ستساعده في الاعتماد على الذات بالمنزل، كما تضم المراكز نخبة من الاختصاصيين في هذا المجال.

والذين يقومون على زيادة الوعي لدى مجتمع الكلية بكيفية التعامل مع طلبة الاحتياجات الخاصة كما ينفذون ورش عمل تدريبية لتأهيل الموظفين والأساتذة في سبيل استخدام تلك الأجهزة خلال الفصول التي تضم طلاب هذه الفئة.

نتائج متوقعة

ترى كليات التقنية العليا ضمن خطتها الاستراتيجية أن النتائج المتوقعة من اقامة مراكز التكنولوجيا المساعدة تشمل إبراز مواهب الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال الفن والحرف وتقدير المواهب الإبداعية لذوي الاحتياجات الخاصة ،و إلقاء الضوء على الأساليب الفنية المتنوعة وتشجيع مجتمع الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة على إنتاج اللوحات الفنية والرسوم وعروض الوسائط الإعلامية والتصاميم المعاصرة والأفلام والأزياء .

كما تشمل الاهداف تقديم سجل بصري فريد لمشاهد الفيديو النادرة للفنانين وإبراز ثقافة وتقاليد دولة الإمارات بالاضافة إلى إبراز المساهمة الفاعلة لكليات التقنية العليا في تحقيق التطور المتكامل الشمولي للطلبة وإبراز مدى أهمية دور الكليات في تأمين المساواة بين جميع الطلبة وتقدير المواهب الإبداعية لقطاع الاحتياجات الخاصة.