أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد، أن معهد اللغة العربية في جامعة زايد سيكون بيت خبرة عالمياً، لتطوير مناهج تدريس اللغة العربية وتقويمها وابتكار طرق تدريس حديثة وأدوات قياس وتقويم تستلهم أحدث المناهج المتقدمة في تعليم اللغات القومية، مشيراً إلى أن المعهد سيتعاون في هذا السبيل مع كافة المدارس والكليات والجامعات بالدولة لتلبية المطالب المجتمعية والوطنية في تقديم لغتنا العربية على أفضل صورة وأحسن مثال.

وقال إن المعهد سيقدم برامج تربوية متقدمة لإعداد وتأهيل المدرسين والمتخصصين في اللغة العربية، بما في ذلك طرح برامجٍ للماجستير في مجالات حديثة ومبتكرة تتعلق بتطوير تعليم اللغة العربية سواء للناطقين بها أو للناطقين بغيرها، كما سيقدم درجة الماجستير في الترجمة بكل أنواعها.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده معاليه صباح أمس، للإعلان عن بدء العمل في معهد اللغة العربية بجامعة زايد، بحضور الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، والدكتور عبيد المهيري المدير التنفيذي للمعهد، وعدد من عمداء الكليات والشخصيات العامة.

ويأتي تدشين المعهد في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز مكانة اللغة العربية، حيث يعد المعهد هو الأول على مستوى العالم العربي الذي يتخصص في تطوير مناهج اللغة العربية وطرق تدريسها لجميع المراحل.

وأوضح معاليه ان المعهد سيضم مركزاً عالمياً لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، كما سيستقطب الطلاب من جميع أنحاء العالم، بحيث تصبح الدولة مركز جذب عالمياً للراغبين في تعلّم اللغة العربية وما تشتمل عليه من ثقافة وخبرات ومعارف كما يعتزم تأسيس مركز للتبادل الطلابي مع جامعات العالم.

وتقدم معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بأصدق مشاعر العرفان والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مثمناً تأكيد سموه الدائم على دور العلوم والمعارف في مسيرة الدولة، وحرص سموه الكبير على حماية اللغة العربية وتأكيد مكانتها في حياة الفرد والمجتمع باعتبارها وعاء حضارتنا ورمز هويتنا، مؤكداً أنه يجب علينا جميعاً الحفاظ عليها والارتقاء بها والعمل باستمرار على تنمية قدرة أبناء الأمة على استخدامها بكفاءة بل وتعميق وظيفتها الحياتية كأداةٍ للتقدم والتطور في كافة المجالات ومختلف الميادين.

كما تقدم بالشكر الجزيل إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي تكرّم هذا الأسبوع بإطلاق «ميثاق اللغة العربية» الذي يحدد استراتيجية الدولة في هذا المجال الحيويّ، مشيراً إلى سموه أكد وبوضوح أهمية التزام الدولة بأن تكون اللغة العربية هي أساس النهضة الوطنية في مختلف الميادين.

وأضاف معاليه: «إننا نقدّر لسموه كثيراً تفضّله بالإشارة إلى دور جامعة زايد في هذه الاستراتيجية، كما نؤكد لسموه أن الجامعة ومعهد اللغة العربية بها سوف يكونان على قدر توقعاته مؤسسات تعليمية رائدة وناجحة، تعمل بجدٍ ونشاط على تنمية الاستخدام الصحيح والأمثل للغة العربية والعمل على تعليمها وفق مستوياتٍ عالميةٍ حديثة ورفيعة».

كما أعرب عن تقديره لجهود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في سبيل تطوير التعليم بالدولة، وحرص سموه أيضاً على أن يكون الاهتمام باللغة العربية في قمة أولويات نظام التعليم، باعتبار أن الاهتمام بهذه اللغة الخالدة، وتأكيد مكانتها بين لغات العالم هو طريقنا الأكيد للتمكين لعروبتنا الأصيلة والارتقاء بمكانتنا بين الأمم.

 

نموذج جديد

وأكد أن معهد اللغة العربية في جامعة زايد سيكون له دور أساسي في تنفيذ استراتيجية اللغة العربية بالدولة، كما سيكون نموذجاً جديداً ومتفرداً في وظائفه ومهامه ورسالته، وسيقدم خبراته لجميع الدول العربية والإسلامية، إلى جانب الدول الصديقة في العالم.

وأوضح أن المعهد من خلال تركيزه على ثلاثة عناصر أساسية هي البحث العلمي والتربوي، والتعليم الجامعي وما بعد الجامعي، واستقطاب طلاب العالم لدراسة اللغة العربية وثقافتها، يستطيع تحقيق رؤية قيادة الدولة الرشيدة وما تصبو إليه دائماً من الحفاظ على الهوية الوطنية والقومية ودعم التعليم وتطويره لينافس أفضل نظم التعليم في العالم.

وقال إن هذه المبادرة بإنشاء معهد اللغة العربية في جامعة زايد، تضاف إلى مبادرات مهمة أُطلقت العام الماضي أو سيتم إطلاقها هذا العام، حيث أسست جامعة زايد معهداً لدراسات العالم الإسلامي، يقدّم برامج مبتكرة وجديدة للماجستير في الدراسات الإسلامية، مثل الأوقاف والاقتصاد وإدارة الثروة، والدراسات الإسلامية المعاصرة، وقضايا المرأة، ومقارنة الأديان، وما إلى ذلك من قضايا تهمّ الفرد والمجتمع على السواء.

 

 

مبادرات عدة

 

 

أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أنه سيتم تأسيس معهد لدراسات الإمارات والخليج العربي ليقوم بالبحث والتدريس في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالدولة، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بأمن الخليج ونظمه الاقتصادية والسياسية، وسيقدم أيضاً للطلبة والمهتمين برامج للماجستير في هذه المجالات والموضوعات الحيوية.

كما يتم إطلاق معهد لحوار الحضارات والسلام العالمي ليكون مركزاً عالمياً لتلاقي المفكرين والباحثين من جميع أنحاء العالم للحوار وتبادل الرأي والمشورة واستلهام الخبرة حول كل ما يفيد مستقبل الإنسانية ويعود بالنفع على الجميع.

وقال إن جميع هذه المعاهد التي تُنشئها جامعة زايد إنما تعكس المكانة المتنامية لهذه الجامعة كما تعكس في الوقت نفسه المكانة المحورية للدولة في مسيرة المنطقة والعالم، بل ودورها الريادي على مستوى العالميْن العربي والإسلامي وعلى مستوى العالم أجمع، كنموذج للتنمية البشرية والتسامح الإنساني والتقدم الحضاري والانفتاح المتوازن على جميع حضارات العالم.