طرحت جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز العديد من الأفكار والفئات ومنحت الفرصة للتربويين والمختصين وأولياء الأمور للمشاركة في تغير الواقع التعليمي، وها هي تحصد اليوم ثمار أربعة عشر عاماً من إنجازاتها في العملية التعليمية، لأنها استطاعت أن تقدم معطيات علمية وتدعم مسيرتها التنموية وتخدم تطوير القطاع التعليمي، وتحولت من جائزة محلية إلى برنامج ضخم يساند العملية التعليمية.
وقال الدكتور جمال المهيري الأمين العام لجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز حول توسع الجائزة وخروجها من نطاق جائزة محلية الى برنامج ضخم إن الأثر الذي تركته الجائزة على الميدان في النطاق المحلي كان الدافع للانطلاقة الخليجية والعربية حيث إن التعليم ومسؤولية تطويره لا يقفان عند الحدود الإقليمية لأية دولة هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإن التحول المعرفي السريع وسهولة انتقال العلوم والمعارف بالإضافة الى الفلسفة التي يتبناها سمو راعي الجائزة في نظرته للتعليم والتي لا تقف عند حدود المكان أو العرق أو الدين كلها كانت دواعي للتحول نحو العالمية ولعل حجم المشاركات والاستجابات الدولية يؤكد صحة التوجه والمسار.
كما عكست الجائزة التوجيهات الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وأوضح أن هم راعي الجائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية أن تحقق الجائزة أهدافها وأن تكون برنامجاً لتطوير الأداء التعليمي، وأن تخرج من النطاق المحلي إلى النطاق الخليجي ومن ثم العربي، وحققت ذلك وطرحت مبادرات عدة منها إطلاق جائزة لأفضل الممارسات الدولية للتعليم.
ما هي مستجدات الدورة الرابعة عشرة؟
تم إجراء تعديل على فئة البحث التربوي التطبيقي على مستوى الوطن العربي، بموجب حذف شرط التطبيق من البحوث العربية المشاركة ، حيث تم تغيير في طلب ترشيح فئة أفضل مشروع في المنافسات المحلية، وسيتم قبول البحوث التطبيقية فقط، حيث تساهم البيئة المحلية في تحقيق تقدم أفضل للميدان التربوي، مشيراً إلى أن فئة البحث التربوي التطبيقي على مستوى الوطن العربي حجبت أربع دورات متواليات، وكان واقع نتائجها خلال خمس دورات (ناجحاً جوازاً أو لم ينجح أحد)، مضيفاً إن تطبيق هذه الفئة يقيد المشاركات وخاصة أن هناك تفاوتاً في الإمكانات من دولة إلى أخرى.
لذلك جاء القرار بفرض شرط التطبيق على فئة أفضل بحث تربوي محلي كخطوة واثقة تهدف إلى صناعة النموذج، ومن ثم نحو توسيع قاعدة المستفيدين خليجياً وعربياً.
ما دور البحوث التربوية التطبيقية؟
إن البحوث التربوية التطبيقية تعد ركيزة أساسية للارتقاء بالميدان التربوي من حيث مساهمتها في إيجاد الحلول الملائمة للمشكلات التربوية والعلمية والسلوكية والبيئية والاجتماعية، وبذلك فإن البدء بدراسة مثل هذه المشكلات وتقصي أسبابها ونتائجها بغرض الوصول إلى إجراءات عملية وتوصيات ذات آليات مدروسة يعتبر مطلباً حيوياً لتطوير الميدان التربوي، وتحقيق مخرجاته وتنمية قدرات ومهارات العاملين فيه.
تخريج كفاءات
ما هي أهم الإنجازات التي حققتها الجائزة هذا العام؟
أهم الإنجازات تتلخص في تخريج كفاءات وطنية مزودة بالخبرة والمهارة تقود المجتمع إلى مستقبل واعد ونهضة تنموية شاملة، وإنشائها لمركز الموهوبين والتعريف بخططه وخدماته وإنجازاته، وبالقفزة النوعية التي أقدم عليها بتطبيق خطة وطنية شاملة وفريدة من نوعها لاكتشاف ورعاية الموهوبين في الدولة، وإلقاء الضوء على الانتشار الدولي من خلال الجائزة التعليمية الدولية، وبيان الأثر الميداني للجائزة وانعكاسها على الفئات المختلفة من طلبة ومعلمين وإدارات مدرسية وموجهين وسائر الفئات الأخرى.
هل أجريتم تعديلات على شروط اشتراك جائزة المؤسسات الداعمة للتعليم؟
تم إدخال بعض التعديلات على شروط اشتراك (جائزة المؤسسات الداعمة للتعليم) وذلك بإضافة شرط جديد وهو أنه يحق للمؤسسة الفائزة ترشيح نفسها مرة أخرى بعد مرور دورتين ولكن يشترط أن تتقدم بمشروع جديد غير الذي فازت به من قبل.
هل واجهتكم تحديات في استقبال المشاركات هذه الدورة؟
هناك زيادة في حجم المرفقات خلال السنوات الماضية مما يشكل عبئاً على المتقدم والمحكم على السواء، لذلك تم تحديد عدد وحجم معين من المرفقات، موضحاً أن تقديم طلبات الدورة الرابعة عشرة تم إلكترونياً، حيث تم فتح باب التسجيل الإلكتروني للمشاركة في منافسات الدورة الرابعة عشرة للجائزة لجميع الفئات وذلك عن طريق الموقع الإلكتروني للجائزة، وذلك للمرة الأولى، بهدف توسيع قاعدة المشاركة وتبسيط إجراءاتها، ونشر معايير التميز بصورة أكبر حيث يستطيع الجميع الاطلاع عليها في أي مكان داخل الدولة وخارجها.
هل توجد فئات جديدة؟
على الرغم من أن مشاركات العام الماضي كانت أقل من الدورات التي سبقتها إلا أن ما ظهر واضحاً وجلياً في ارتفاع نسبة الفائزين إلى المتقدمين، والتي قدرت بـ67 في المئة.
منذ متى بدأ عزوف المناطق التعليمية عن الترشح لمنافسات الجائزة؟
إن العزوف بدأ منذ دورة الجائزة السابعة في العام 2004 ، وفي العام 2011 تقدمت منطقة الشارقة التعليمية بطلب ترشيح للدورة الماضية كأول منطقة بعد غياب استمر لمدة خمس دورات متتالية. علماً أنه تم إطلاق فئة المنطقة التعليمية المتميزة ضمن منافسات جائزة حمدان للأداء التعليمي لأول مرة في الدورة الثانية للجائزة في العام 1999 ومازالت مطروحة حتى الآن ضمن فئات الجائزة المختلفة ، وأن منطقة دبي التعليمية فازت بفئة المنطقة التعليمية المتميزة في العام الأول، كما فازت في الدورة الثالثة أيضاً في العام 2000، كما حصلت منطقتا الشارقة وأبوظبي التعليميتان في نفس العام على مكافأة نقدية تقديراً لتميزهما في أحد معايير التقييم في هذه الفئة.
وأفاد بأنه منذ فوز منطقة أبوظبي التعليمية في فئة المنطقة التعليمية المتميزة في الدورة السابعة من منافسات جائزة حمدان في عام 2004، فإن أياً من المناطق التعليمية على مستوى الدولة لم تتقدم بطلب الترشيح لمنافسات الجائزة.
واعتبر أن منطقة الشارقة هي أول منطقة تكسر حالة العزوف التي استمرت منذ الدورة السابعة وحتى الدورة الثالثة عشرة، ولذلك فإن إدارة الجائزة تجتمع دورياً مع منسقيها في المناطق التعليمية المختلفة وهم أعضاء اللجنة التنفيذية التي تضم منسقي الجائزة على المستويين المحلي والخليجي، وتستفسر منهم عن المشاركات المقدمة للتنافس في فئات الجائزة المختلفة ، كما تطلع على اقتراحاتهم في سبل تحفيز المرشحين وأنه في العام الماضي تمت ملاحظة ضعف المشاركات في المعاهد التكنولوجية ما استدعى البحث عن أساليب جديدة وغير تقليدية للتعامل معها، واستقطاب الجادين للمشاركة والاستعانة بهم.
ما هي طموحات الجائزة في الدورات المقبلة؟
لا تزال الجائزة تطمح إلى زيادة المشاركات، وخصوصاً في التعليم الجامعي، وهناك توجه جديد لابتكار طرق أخرى لجذب المشاركين من خلال التوعية في الجامعات، وخصوصاً طلاب جامعة خليفة إذ فيها كليات للهندسة وهي بيئة مناسبة لفئتي أفضل مشروع وابتكار.
كما أشار قائلاً إنها اليوم وبعد 14 عاماً على نشأة الجائزة فإنها لا تقف على حدود نشر ثقافة التميز والتوثيق ومكافأة المتميزين فقط وإنما يتعدى دورها الى كونها بيت خبرة في مجال التميز وليس التميز التعليمي فحسب فالخبرات التراكمية التي تكونت للجائزة في مجال التحكيم أو إعداد أدوات التقييم وتطويرها وبناء جوائز التميز .
ومجال الاستشارات المتعلقة بإعداد النظم وإعداد اللوائح والمنهجيات بالإضافة الى البحوث في مجال التميز والموهبة وتطلعها الى ريادة رعاية الموهوبين واكتشافهم بأدواتهم الخاصة يستوجب تغيير أدوارها والانتقال من كونها جائزة الى كونها برنامج عمل متكاملاً يضم كل ما سبق في إطار مؤسسي منظم.
اقتراحات
وعن المشاريع والأعمال التي فازت في الدورات السابقة اقترح المهيري على الفائزين أن يعرضوا مشاريعهم وأعمالهم على المدارس والميدان حتى يتم تعميم المشاريع الهادفة عليهم للاستفادة منها.وذكر أن كافة الأعمال المقدمة للجائزة تعتبر مملوكة لها، ولن تتم إعادتها للمشاركين وعليه يجب التأكد من تسليم نسخ الأعمال وليس الأصول حيث ستحتفظ الجائزة بكافة الأعمال المقدمة، ومن ثم يتولى أعضاء اللجنة التنفيذية اتخاذ كافة التدابير لتوضيح تلك الملاحظة للمستهدفين.
وأشار إلى أنه تم افتتاح صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) للجائزة لزيادة التواصل مع المستهدفين والمهتمين بشؤون التميز.
270 ألف دولار قيمة الجائزة لليونسكو
تأسست جائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم-اليونسكو لمكافأة الممارسات والجهود المتميزة لتحسين أداء المعلمي» في عام 2009، بدعم من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وتهدف الجائزة إلى دعم وتشجيع وإفادة العاملين في تعزيز أداء وفعالية المعلمين في سبيل تحقيق أهداف التعليم للجميع. كما أعطت الأولوية للبلدان النامية، وكذلك الجماعات المهمشة والمحرومة على نطاق العالم. وسوف تسهم أيضاً في تيسير تشاطر ونشر الممارسات المتميزة المتعلقة بالمعلمين على الصعيد العالمي.
وتُمنَح الجائزة مرة كل سنتين، وذلك لثلاثة فائزين من مختلف أنحاء العالم ممن يقدمون ممارسة تربوية متميزة تسهم في تحسين أداء وفعالية المعلمين في الدول النامية والمجتمعات المهمشة والأقل نمواً، وتبلغ قيمة الجائزة 270 ألف دولار، تقسَّم على ثلاثة فائزين، بحيث يحصل كل منهم على 90 ألف دولار. وتقدم الجائزة للجهات الفائزة على هيئة خدمات تربوية وأكاديمية مناسبة.
وتمنح الجائزة للمنظمات الحكومية وغير الحكومية الدولية والمحلية، والهيئات والجمعيّات المحلية أو القومية أو الإقليمية التي تسهم في تحسين فعالية أداء المعلمين، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجائزة لا تمنح للأفراد.
ويجب أن تنطبق على المرشحين الشروط، وهي أن تكون للمرشح صفة قانونية، أو أن يرفق خطاباً من جهة رسمية بما يفيد عدم وجود ما يمنعه من المشاركة، ويكون للمرشح صفة قانونية منذ ما لا يقل عن خمس سنوات، ألا تكون للمرشح أية انتماءات أو توجهات سياسية أو دينية أو عرقية، وأن يتمتع المرشح أو المرشحون بالاستقلالية فيما يتعلّق بالإدارة والتمويل، وألا يكون المرشح أو المرشحون ممن تدعمهم جائزة حمدان للأداء التعليمي المتميز أو منظمة اليونسكو بالتمويل أو الإدارة، وأن يكون المرشح أو المرشحون منشغلين بالقضايا التربوية انشغالاً كلياً أو جزئياً.
أن تكون الممارسات مبنية على احتياجات فعلية مدعومة بالأدلة والبراهين، وتتضمن هذه الممارسات مبدأ العدالة والمساواة، وأن تلبي حاجات المجتمع المحلي والإقليمي أو الدولة التي تطبق فيها، وتكون الممارسات مبنية على طرق علمية رصينة، بما في ذلك إشراك المعنيين والمصادر المالية والبشرية.
بالإضافة إلى أنظمة التقويم والمتابعة مناسبة للجهة المتقدمة والسياق الذي تعمل فيه، وأن تكون الممارسة ذات أثر فعال ويتميز بالفاعلية والكفاءة، وسوف يوضع في الاعتبار أيضاً الدروس المستفادة والخطط المستقبلية عند تقييم المتقدم للجائزة.
وتتكون لجنة المحكمين من فريق من الخبراء الدوليين المتميزين يمثلون كل مناطق العالم. وستكون هذه اللجنة من ثلاثة أعضاء دائمين، وخمسة غير دائمين. وتشمل اللجنة ممثلاً عن المدير العام لليونسكو، وممثلاً عن مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، ومنسقاً عاماً ورئيساً للجنة، هذا بالإضافة إلى خمسة من المهنيين المتميزين من ذوي الخبرة والمعرفة بالقضايا المتعلقة بالمعلمين، ويمثلون كل مناطق اليونسكو.
استضافة مؤتمر الموهوبين من 14 -18 يوليو المقبل
أعلن معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، ان الجائزة خطت خطوات واسعة في استعداداتها لمؤتمر دول اسيا والمحيط الهادي الثاني عشر للموهبة 2012 الذي سيقام تحت عنوان اثراء الموهبة وتنمية القدرات ويبدأ في 14 حتى 18 يوليو المقبل في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وأوضح أن المؤتمر يعقد لأول مرة في الشرق الاوسط وفي الدول العربية وخاصة الخليجية والمؤتمر يأخذ ابعادا عالمية من خلال نوعية وحجم الاوراق المشاركة وتعددها حوالي 42 دولة.
جاء ذلك خلال الاعلان عن التفاصيل المبدئية لاستعدادات جائزة حمدان التعليمية للمؤتمر من خلال مؤتمر صحافي نظمته الجائزة مساء امس الاول في فندق البستان روتانا بدبي.
وقال ان المؤتمر سيتيح الفرصة لمشاركة اكثر من 2000 شخص من الخبراء والاستشاريين العالميين في مجال الموهبة وتنمية القدرات من مختلف دول العالم، ويصحبه ملتقى الاطفال والشباب الذي سيطرح برامج عالية المستوى لأكثر من 500 طالب موهوب من اكثر من 20 دولة،.
كما انه سيضم مجموعة من المؤسسات ودور النشر والجامعات المهتمة بالموهبة في فعاليات المعرض المصاحب، حيث سيضم المؤتمر العديد من المواهب وتم تحديد بنود عامة للمؤتمر ومحاور رئيسية في مجال الموهوبين وتنمية القدرات وتم استخلاص اكثر من 100 موضوع بشكل متفرد ومتميز يتيح شمولية الموضوعات الخاصة بالموهبة وعدم تكرارها كما تتيح للمتقدمين فرصة اختيار اوراق العمل بكل سهولة بما يتناسب مع تخصصاتهم، وعمل 350 ورشة عمل اضافة الى 9 اوراق لمتحدثين رئيسيين.
واشاد القطامي بالإنجازات التي حققتها الجائزة على صعيد المجلسين العالمي والآسيوي للموهوبين ونجاحها في حسم المنافسة على استضافة المؤتمر الآسيوي القادم للموهبة لصالح الدولة ، وان هذا الإنجاز سيمثل دافعاً لنشر ثقافة الموهوبين واستيعاب المجتمع لأهمية هذا القطاع وأفضل البرامج للتعاطي معه ومضاعفة المشروعات المخصصة له وخاصة فيما يخص الاكتشاف والرعاية.
وقال إن الاطفال الموهوبين هم عقول نيرة لها توقعات معينة، إن لم تكن متطلبات ليست باليسيرة ودورنا كأولياء امور ومعلمين واختصاصيين نفسيين وإداريين ان نمهد الطريق لانطلاقهم ونموهم الذاتي والاندماج داخل نسيج المجتمع، مشيرا الى ان الدولة تؤمن بأن هذه العقول النيرة والذكية بمثابة ثروة من الامكانات والطاقات.
وقال إن جذب الخبرات والمؤسسات العالمية في مجال الموهبة والتميز لتحقيق الشراكة العالمية في سبيل النهوض بالموهوبين إلى آفاق أوسع عبر أفضل البرامج والمشروعات المطبقة في الدول المتقدمة، سوف تساهم في دخول الدولة في فلك صناعة الموهبة مما يفتح نافذة جديدة لدعم الخطة الوطنية لرعاية الموهوبين في الدولة.
برنامج للدبلوم المهني في تربية الموهوبين
إيماناً من الجائزة بأهمية قطاع التعليم باعتباره المحور الرئيسي لعملية التنمية، وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والمجتمعية، وشعورها بضرورة دعم توجهات الحكومة والمجتمع في الاهتمام بأبناء الوطن من الموهوبين والمتميزين، نفذت برنامج الدبلوم المهني للموهوبين بالتعاون مع جامعة الخليج العربي ووزارة التربية والتعليم. والذي يعد أول برنامج للدبلوم المهني يتم تطبيقه في الوطن العربي في مجال تربية الموهوبين.
والذي تتمثل أهدافه في مساعدة المعلمين الدارسين في امتلاك المعارف والمهارات والخبرات ذات العلاقة بميدان تربية الموهوبين، وإعداد معلمين أكفاء في ميدان تربية الموهوبين، وتلبية احتياجات البيئة العربية الخليجية وإمدادها بالخبرات والقيادات التربوية الرفيعة، والمساهمة في تطوير منظومات التربية والتعليم في دول الخليج العربية وتمكينها من توفير خدمات وبرامج تساعد في تلبية الاحتياجات الخاصة بالطلبة الموهوبين، وتقديم برامج مهنية وأكاديمية متطورة من حيث الشكل والمضمون في مستوى تطلعات المجتمعات الخليجية واحتياجاتها.
حيث يتم تقديم البرنامج في أربعة شهور، ونفذته جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز بالتعاون مع جامعة الخليج العربي ووزارة التربية والتعليم، وقد أبرمت الجائزة اتفاقيات تعاون مشترك مع كل منهما، واستهدف البرنامج المعلمين والموجهين المواطنين في الدولة من: غرف المصادر- التربية الخاصة- المواد التعليمية الأخرى.
ويحصل الدارسون على امتيازات استكمال الدراسة لنيل درجة الدبلوم العالي في تربية الموهوبين، ودرجة الماجستير في برنامج تربية الموهوبين، حيث خرج برنامج الدبلوم المهني للموهوبين دفعتين مؤهلتين.
حصاد الدورة الرابعة عشرة
أتت منافسات الدورة الرابعة عشرة من الجائزة على المستوى المحلي في التعليم العام والتعليم الجامعي وجائزة المؤسسات الداعمة للتعليم، وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في فئات الطالب المتميز والمعلم المتميز والإدارة المدرسية المتميزة، وجائزة البحث التربوي على مستوى الوطن العربي.
وقد فازت جمهورية مصر العربية بجائزة البحث التربوي ، بفوز 159 مرشحا في مختلف فئات الجائزة من جملة 338 مشاركة، وتصدرت هيئة المعرفة ومنطقة دبي التعليمية قائمة عدد الجوائز حيث حصدت 45 جائزة، واحتلت منطقة أبوظبي التعليمية المركز الثاني بـ34 جائزة . حيث بلغ عدد الفائزين 159 فائزاً، سواء على المستوى المحلي أو مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أو العربي، بناءً على التقييم الدقيق والتحكيم الموضوعي لمدى تطابق أدائهم مع معايير التميز التي تعتمدها الجائزة.
والـ 159 فائزاً موزعون على 133 في فئة الطالب المتميز، و6 في فئة الطالب الجامعي المتميز، و3 في فئة المدرسة والادارة المدرسية المتميزة، و9 في فئة المعلم المتميز، وفائز في فئة أفضل مشروع مطبق، وفائز واحد في فئة أفضل ابتكار علمي، وفائزان في فئة افضل بحث تربوي تطبيقي، وفائزان في فئة الأسرة المتميزة، وفائز في فئة الموجه المتميز، وفائز في فئة المؤسسات الداعمة للتعليم.
حمدان بن راشد في كلمته الأولى عند انطلاق الجائزة في العام 1998
تأتي جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز من واقع حرصنا الدائم والمتواصل على حفز عناصر المنظومة التعليمية في وطننا العربي الكبير نحو تحقيق الجودة والتوعية في كل نشاط تربوي وتعليمي تقومون به، وتشجيعهم في الوقت ذاته على أن يكون التفوق شعارهم والتميز رائدهم الأول وعلى الدوام. إننا ندرك تماما أن إطلاق هذه الجائزة بفئاتها المختلفة سيكون له صداه الكبير.
كما سيكون له تأثيره الإيجابي في إيقاظ الهمم واستثارة العزائم لدى أجيال الشباب والكبار، كما أننا متفائلون بأن المستهدفين سيكونون دائما عند حسن الظن بهم أداءً والتزاما وعملا متميزا يفخر به الجميع. إن هذه الجائزة وبما تحتويه من معايير علمية رصينة، إنما تمثل الحافز والغاية في الوقت نفسه، فهي حافز يدفع إلى الجدية والعمل والتنافس الشريف، وهي غاية يصبح تحقيقها رمزا للرغبة الصادقة والعزيمة القوية والإصرار الأكيد على بلوغ مراتب العلا والإسهام في النهوض التنموي المستدام لأمتنا العريقة.
أملنا بالمولى عزّ وجّل أن تتحقق طموحاتنا وأهدافنا من هذا الإسهام المتواضع ، وأن تغدو هذه الجائزة بتفاعلكم الواعي صرحا علميا ينثر إشعاعه المعرفي على كل رقعة، وتقدم نتاجا مشرفا من المتميزين والمبدعين والموهوبين إلى العالم المعاصر.
السمات المميزة للجائزة
الجائزة كما أراد لها راعيها، سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم تستهدف التميز في الأداء التعليمي ضمن معايير الجودة الشاملة التي وضعتها، وتبحث عن المتميزين للكشف عنهم، وإثابتهم وتشجيع الآخرين على اللحاق بهم، دون أدنى تمييز بين مواطن وغير مواطن.
بالإضافة إلى ان اهتمام الجائزة موجه نحو الأفراد والمؤسسات التربوية على حد سواء، وذلك إيماناً من الجائزة بأهمية دور القوى العاملة المتميزة في المؤسسة، ودور المؤسسة في توفير البيئة الحاضنة للتميز، والمحفزة لدى العاملين فيها، أولت الجائزة اهتماماً كبيراً للبحث التربوي، فهي تعلي في توجهها من قيمة البحث التربوي مع التركيز على الجانب الإجرائي والميداني له كأسلوب لحل المشكلات ومواجهة التحديات، بالإضافة إلى توليد المعرفـة وتمحيصها.
كما تعلي الجائزة في الوقت نفسه من شـأن الإبـداع والابتـكار في العمل التربوي، والعمل بأسلوب المشاريع لتحقيق الأهداف المخططة، وتجسيداً لهذا التوجه، فقد خصصت الجائزة فئة البحث لأفضل ابتكار علمي، وجائزة أفضل مشروع تدعيماً للعمل التعاوني، واستحدثت الجائزة مؤخراً فئة البحث التربوي التطبيقي على مستوى الوطن العربي.
والذي يمثل نقلة في عمل الجائزة ودخولها النطاق العربي الواسع، كما أولت الجائزة اهتماماً بالأسرة، وخصصت لها فئة خاصة بالأسرة المتميزة، على اعتبار أن الأسرة هي المدرسة الأولى للطفل، ومنها يبدأ التوجيه السليم نحو التميز والإبداع، ولأهمية تكامل دور الأسرة مع المدرسة، واهتمام الجائزة بالأسرة رفع من مكانتها في المجتمع، وجعلها تتجاوز البعد التربوي إلى عمقه الاجتماعي مما أعطاها قيمة عالية في نظر أولياء الأمور.
