دون صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر حول إطلاق سموه مبادرة التعلم الذكي، الذي يشمل كل المدارس الحكومية، ويهدف لخلق بيئة تعليمية جديدة، وتطرق سموه خلال تدوينه إلى حديثه في العام 2007 عن إطلاق استراتيجية الحكومة ورؤيتها لمدرسة المستقبل واليوم تحقق جزء من هذا الحلم عبر إطلاق المشروع الجديد الذي يشمل أجهزة لوحية لجميع الطلاب وصفوفاً ذكية وشبكات الجيل الرابع في جميع المدارس وبرامج تدريبية لجميع المعلمين.
واختتم سموه تدوينه بالإشارة إلى أن مستقبل الإمارات الأفضل يبدأ من مدارسها وبناء الإنسان هو منهج ثابت في الدولة منذ 40 عاماً، فأبناء الإمارات يستحقون الأفضل والأجيال القادمة ستواجه عالماً جديداً ويجب أن يكونوا مستعدين له، حيث دون سموه بهذه المناسبة قائلاً: أطلقنا اليوم مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي ليشمل كل المدارس الحكومية، ويهدف لخلق بيئة تعليمية جديدة، تحدثنا في عام 2007 عند إطلاق استراتيجية الحكومة عن رؤيتنا لمدرسة المستقبل،.
واليوم نرى جزءاً مهماً من هذا الحلم يتحقق عبر هذا المشروع، المشروع يشمل أجهزة لوحية لجميع الطلاب، وصفوفاً ذكية، وشبكات الجيل الرابع في جميع المدارس، وبرامج تدريبية لجميع المعلمين، ونؤمن بأن المستقبل الأفضل للإمارات يبدأ من مدارسها، وبناء الإنسان هو منهجنا الثابت في الإمارات منذ 40 عاماً، أبناؤنا يستحقون الأفضل، والأجيال القادمة ستواجه عالما جديداً نريدهم أن يكونوا جاهزين له، وهذا واجبنا الوطني.
بدء تنفيذ «المبادرة» سبتمبر المقبل
قال معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، إن الوزارة ستبدأ بتنفيذ مبادرة "محمد بن راشد للتعلم الذكي"، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس في فندق جراند حياة بدبي، في سبتمبر المقبل مع بداية العام الدراسي الجديد في 18 مدرسة حكومية من مدارس الحلقة الثانية كمرحلة أولى للمشروع.
وأضاف إن هناك كثيراً من الأنظمة التي تدعم مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي ولها بنية تحتية وتحول نوعي في أساليب التدريس، منوهاً بأن المشروع سينفذ وفق خطة زمنية محددة، وسوف يبدأ فريق من الوزارة بالاطلاع على ممارسات الدول الأخرى لتطبق ما يصلح منها على مدارس الدولة.
وأشار إلى أن المبادرة تشمل تدريب المعلمين والمعلمات على الوسائل التقنية الحديثة، وذلك وفق خطة ينفذها خبراء في التعامل مع تلك الوسائل.
وأكد القطامي أن الوزارة لن تدخر وسعاً في سبيل تطوير البنية التحتية لمدارس الدولة، وجعلها أكثر استجابة لكل ما هو جديد ومتطور في تقنيات التعليم، مشيراً إلى أن الوزارة استطاعت أن تحول التعليم من تعليم نظري إلى تعليم تطبيقي عن طريق تفاعل الطالب مع المعلم من خلال التعليم الإلكتروني، والانتقال بالطالب من التعلم التقليدي إلى تكنولوجيا التعليم، وذلك من خلال عدة مشاريع إلكترونية وتكنولوجية تخدم العملية التعليمية.
ويهدف المشروع إلى تحقيق رؤية الإمارات (2021) في توفير نظام تعليمي رفيع المستوى، والارتقاء بمستوى المدرسة، وبيئتها ومرافقها وجودة خدماتها التعليمية، وتحسين مخرجات التعليم والحد من التسرب، والهدر المتمثل في السنة الجامعية التأسيسية .
بالإضافة إلى ربط الطالب بمجتمع المعرفة، وتمكينه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة، وموافقة تطلعات الدولة في إعداد أجيال واعدة، بما تمتلكه من علوم ومعارف وفكر وانتماء وقيم، والإسهام في تعزيز توجهات الدولة ورؤيتها نحو تحقيق التنافسية العالمية.
ملامح المشروع
وشرح القطامي ملامح المشروع التي تمثلت في المدرسة المتكاملة والمناهج المطورة ووسائل التعليم المتجددة وقال إن مشروع منظومة التعلم الذكي وأركان المدرسة الرقمية التي تستند في بيئتها التعليمية وبنيتها التحتية ومرافقها التربوية والعلمية والثقافية والترفيهية، إلى تجهيزات ووسائل تعليم تقنية رفيعة المستوى.
بالإضافة إلى تحقيق المشروع هدف الخروج بالمناهج والمواد التعليمية، من الأطر التقليدية والصور النمطية المألوفة للكتب المدرسية، إلى المناهج الإلكترونية، والمحتوى العلمي التقني، الذي يتيح للطلبة فرص التعلم المستمر، والتعليم الجماعي والتواصل مع المعلمين، والوصول إلى البرامج الإدارية ومعلومات الطالب وبياناته، من خلال عالم الحوسبة السحابية، وباقة التطبيقات الذكية المتكاملة.
وذكر أن اعتماد وزارة التربية والتعليم على آخر ما جاد به عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ووسائل التعليم الحديثة، وذلك يهدف إلى تمكين الطالب والمعلم وولي الأمر والإدارة المدرسية من التواصل الفعال، وتعزيز أدوار أطراف العملية التعليمية، في عمليات التحديث المستمر.
التربية: حريصون على الوصول لأفضل النظم
أكد علي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية والتعليم لـ"البيان" أن الوزارة حريصة على الوصول بمستوى المدارس الحكومية إلى أفضل النظم التعليمية في العالم، لافتاً إلى ما تم إنجازه في جانب تطوير البنية التحتية للمدارس وتجهيزها بالوسائل التعليمية الحديثة، وتزويد المختبرات العلمية والتقنية بآخر ما وصلت إليه تكنولوجيا التعليم في العالم، من أجهزة حاسوب متقدمة، وغيرها من الوسائل التعليمية المتطورة، وكذلك الأمر على صعيد المرافق التربوية والتعليمية، من مكتبات وغرف مصادر تعلم، وغرف أنشطة.
وذكر أن عمليات التطوير تتم وفق رؤية شاملة تستهدف الوزارة منها رفع مستوى الخدمة التعليمية، والارتقاء بمستوى التعليم ومخرجاته، فيما لفت إلى ما شهدته البيئة التعليمية في المدارس الحكومية من الإنجازات والطفرات التطويرية المتلاحقة، حتى أصبح لدى جميع المدارس الآن شبكة إنترنت عالية الكفاءة ، كما أن هناك تحديثاً مستمراً لمختبرات الحاسوب وتقنية المعلومات، فضلاً عن مشروع المكتبة الرقمية (المحتوى التعليمي الإلكتروني للمناهج)، ومشروع الحقيبة المدرسية الإلكترونية "أبل ستور".
وقال السويدي، إن مبادرة محمد بن راشد للتعلم الذكي سوف تحقق نقلة نوعية من حيث تعامل الطالب مع المعلومة والمهارة، واستخلاصه للنتائج وتحليلها كما أنه سيكون هو المعلم الأول لنفسه، بالإضافة إلى خلق أفق أكبر للطلبة لاستخلاص المعلومات والاستفادة منها في التعلم، إلى جانب إعطاء ولي الأمر الفرصة للتعامل مع الإلكترونيات الحديثة، مشيراً إلى أن الوزارة ستقوم بإرسال إرشادات ومطبوعات تمكنهم من التعامل مع أحدث وسائل التقنية الحديثة.
وقال إن العنصر البشري الركيزة الرئيسة في كل تطوير، كما تظل عملية تأهيله وتنمية مهاراته المهنية وكفاياته الشخصية، محل اهتمام الوزارة البالغ ، إذ يرتكز المشروع في أهدافه على الوصول إلى أفضل مستويات الممارسات التربوية والتعليمية، التي تحمل المعلمين والإداريين إلى العمل بروح الفريق الواحد، وتحفزهم إلى المبادرة والابتكار.
كما يوفر المشروع شبكات تواصل عالية المستوى، تتسم في مضمونها بالمرونة، وفي أدواتها بالدقة والسرعة، معتمدة في ذلك على وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تتيح فرص الحوار البناء والتعاون المثمر بين جميع الأطراف الرئيسة للعملية (إداريون، معلمون ، طلبة، أولياء الأمور) من جهة، ومن جهة ثانية تعزز شراكة المدرسة بالمجتمع المحلي المحيط بها (مؤسسات وأفراد).
وأوضح أن هناك أدوات أكثر تقدماً في هذا المشروع لتقييم سير العملية التعليمية، ومراجعة الخطط والبرامج، والتحقق من مسارات التطوير، ومعدلات الإنجاز، وفق البرمجة الزمنية المحددة، واستناداً إلى أرقى المعايير الدولية.
أدلة إلكترونية
ومن جهتها قالت الشيخة خلود القاسمي مديرة إدارة المناهج في الوزارة، لـ"البيان" إن الإدارة انتهت من إعداد أدلة المعلمين الإلكترونية لكافة المواد العلمية لجميع الصفوف ابتداء من الأول وحتى الثاني عشر، وسوف يتم تحميلها على متجر "ابل استور" نهاية ابريل الجاري وذلك لتساعد المعلم على تصفح الكتاب بسهولة.



