دشن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس في فندق جميرا أبراج الإمارات مبادرة "أيادي" التي أطلقتها مؤسسة الإمارات للاتصالات"اتصالات" لرعاية ودعم الشباب المواطنين المبدعين والمتفوقين ودفعهم لإكمال دراستهم أعضاء ناجحين وفاعلين في المجتمع.وتستهدف المبادرة في مرحلتها الأولى مئة طالب وطالبة من جامعات الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا. وتم خلال التدشين أمس توقيع ثلاث إتفاقيات بين مؤسسة الإمارات للإتصالات ورؤساء جامعتي الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا. واكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية للملتقى خلال إطلاق المبادرة على اهمية دعم استخدام التكنولوجيا وتقنيات المعلومات في اعداد الكوادر الشابة في المجتمع الاماراتي.
مشيرا معاليه إلى ضرورة أن تمتلك الكوادر المواطنة القدرة على البحث عن الأفكار الجديدة والتمييز بينها لاختيار الأفضل، كما يجب أن تكون قادرة على الإفادة مما يتيحه هذا العصر من تَنوّعٍ في الخبرات والمهارات، والتطورات المتلاحقة في مجالات الإبداع والابتكار.
وأشاد معاليه بإطلاق "اتصالات" لبرنامج "تمكين أيادي"، مشيراً إلى أن تركيز هذا البرنامج على شباب الوطن وحرصه الشديد على تنمية خصائص القيادة والريادة فيهم، إنما يتوافق تماماً مع مسيرة دولة الإمارات و التي تمثّل اليوم وبفضل عطاءاتها وإسهاماتها المتلاحقة نموذجاً مرموقاً لدور القيادة الحكيمة في تحقيق الرخاء والتقدّم للمجتمع، لافتاً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك الكثير من نماذج القادة الناجحين وعلى كافة المستويات، الأمر الذي يجعل بالإمكان التعرف عن قرب على ما يتّسمون به من خصائص وصفات قيادية.
ويعتبر اطلاق هذا البرنامج بمثابة الخطوة الأولى على طريق إتاحة الفرصة أمام هؤلاء الطلبة ليقوموا بتأدية الأدوار المطلوبة منهم في بناء حاضر ومستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتم اختيار الدفعة الأولى المشاركة في البرنامج من جامعة الإمارات العربية المتحدة، كليات التقنية العليا، وجامعة زايد.
وبعد إنتهاء معالي الشيخ نهيان من إلقاء كلمته تم توقيع 3 إتفاقيات بحضور معاليه بين مؤسسة إتصالات والتي مثلها علي الأحمد الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي ، وجامعة الإمارات والتي مثلها الدكتور عبدالله الخنبشي، مدير جامعة الإمارات ، وجامعة زايد والتي مثلها الدكتور سليمان الجاسم مدير الجامعة ، وكليات التقنية العليا والتي مثلها الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية.
خطط تطويرية
وأكد صالح العبدولي الرئيس التنفيذي لـ"اتصالات" الامارات علي هامش الملتقي ان اتصالات ماضية في خططها لتطوير قدراتها وامكانياتها لخدمة المجتمع الاماراتي سواء على الصعيد الاقتصادي او الاجتماعي وهو مايتمثل في حرصها على اطلاق المبادرات الداعمة للمجتمع ضمن مسؤوليتها ودورها في التطوير الشامل الذي تشهده الدولة.
وقال : (المبادرة الحالية خطوة على أجندة المؤسسة لهذا العام والذي سيشهد تطورا ملحوظا ل"اتصالات" في مختلف المجالات والتي تسعى المؤسسة فيها الى دعم قيام اقتصاد قائم على المعرفة من خلال مبادراتها ومشروعاتها الفعالة لذلك سواء على الجانب الاجتماعي مثل برامج المبادرات الاجتماعية او فيما يخص انشطة المؤسسة الرئيسية في قطاع الاتصالات ومنها استكمال تطوير البنية التحتية والشبكات الخاصة بها وعلى رأسها تطوير الجيل الرابع الذي من المتوقع ان تشهد الفترة المقبلة اطلاق المزيد منه وهو ماينعكس بشكل ايجابي على تطوير قطاع الاتصالات في الامارات بشكل عام) .
دعم المبادرة
وكشف عمر الحريز رئيس مجلس أمناء مبادرة(اتصالات للمسؤولية الاجتماعية-أيادي) في تصريحات للصحافيين على هامش الملتقى عن تخصيص اتصالات لنحو 300 مليون درهم لدعم مبادرة ايادي حيث ستشهد المبادرة فعاليات وبرامج عديدة للتطبيق على غرار ما تم الاعلان عنه خلال الملتقى من تنمية وتدريب الكوادر الشابة.
واضاف الحريز ان حجم ما أنفقته اتصالات على مبادرات المسؤولية الاجتماعية بلغ حوالي 1.2 مليار درهم خلال السنوات الثلاث الماضية ويرتفع هذا المبلغ إلى 1.5 مليار بإضافة مخصصات مبادرة "ايادي" ، ونوه إلى أن نسبة 70% من اوجه الانفاق من خلال المبادرات المجتمعية للمؤسسة يتم توجيهها للتعليم وتشجيع المبادرات الفعالة على التطوير ودعم قدرات الكوادر الشابة وصقلها لمواكبة تطلعات الدولة نحو اقتصاد قائم على المعرفة بينما يتم تخصيص النسبة المتبقية للمشاريع الخيرية والإنسانية والاجتماعية.
واستعرض الحريز مبادرات اتصالات لدعم تطوير الاداء التعليمي والتدريبي وصقل خبرات الكوادر الجامعية ورفع خبراتها التقنية ملقيا الضوء على المبادرة الجديدة برنامج "تمكين أيادي"، مشيرا إلى أنها تأتي ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها مبادرة "أيادي" في دعم ورعاية الطلبة الموهوبين، وتمكينهم من مواصلة تحصيلهم العلمي.
مشروع وطني
تعتبر مبادرة "اتصالات للمسؤولية الأجتماعية -أيادي"، التي أطلقتها "اتصالات" أواخر عام 2011، نواة مشروع وطني اجتماعي ذا أهداف وتطلعات استراتيجية كبيرة. كما تهدف المبادرة إلى توفير الإطار المؤسسي لتجسيد أهداف المؤسسة الإستراتيجية في تحقيق التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تطويع الحلول التقنية لخدمة القطاعات التنموية بشكل عام وقطاع التعليم بشكل خاص. كما تسعى في الوقت نفسه إلى رفع مستوى الوعي بين أفراد ومؤسسات المجتمع حول مختلف القضايا الإجتماعية وتشجيعهم على المساهمة في العمل التطوعي كل حسب خبرته وقدراته والمشاركة في مشاريع تعود بالفائدة على المجتمع ككل... ويدعو لنشر الثقافة العربية وتطوير تعليم اللغات
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد أهمية تطوير مبادرات جديدة لتعليم اللغات التي تُمَكِّن المتعلم من إتقان اللغة الأجنبية عن طريق تقريبه إلى المحيط الثقافي والحياتي للشعوب الناطقة بهذه اللغة، مما يدعم سبل التواصل والانفتاح على العالم، مشيراً معاليه إلى أن تطبيق مثل هذه المبادرات في مجال تعليم لغتنا العربية لغير المتحدثين بها يعزز نشر لغتنا وثقافتنا العربية ويزيد من اهتمام العالم بالاطلاع عليها واكتشاف الكنوز المعرفية في تراثنا التاريخي وفي حضارتنا المعاصرة.
جاء ذلك خلال استقبال معاليه وفداً ثقافياً من كوريا الجنوبية، بحضور الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد والدكتور لاري ويلسون نائب مدير الجامعة، حيث كان الوفد قد زار جامعة زايد لمتابعة الجهود التي يقوم بها فرع معهد الملك سيجونغ بالجامعة في تعليم اللغة والثقافة الكورية لطلابها، وهو المؤسسة الوطنية الكورية المخولة بنشر اللغة والثقافة الكورية في العالم، حيث ضم الوفد كلاً من مي يونغ كانغ، ممثلة وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، التي تشرف على معاهد الملك سيجونغ في العالم، وجا-هي غو ممثلة المؤسسة الدولية للغة الكورية، و الصحفية سونغ مي شن ممثلة صحيفة "دونغ آ"، أوسع الصحف انتشاراً في كوريا.
ونوه معالي الشيخ نهيان بالعلاقات الثنائية المتنامية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، والتي تزدهر يوماً بعد يوم في المجالات الثقافية والتعليمية كما تزداد رسوخاً في المجالات التجارية والاقتصادية، مشيداً في الوقت نفسه بمبادرة جامعة زايد في فتح آفاق التواصل مع الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية وتوفير برامج لطلاب الجامعة لتعلم اللغات والثقافات الأجنبية سواء داخل الحرم الجامعي أو من خلال الرحلات التعليمية.
وقدم أعضاء الوفد الزائر الشكر لمعالي الشيخ نهيان لاستقبالهم والترحيب بهم، معربين عن عرفانهم وامتنانهم لما لاقوه أثناء زيارتهم جامعة زايد من رعاية واهتمام.
كما اطلع أعضاء الوفد معالي الشيخ نهيان على تزايد الاهتمام بين الكوريين، ولاسيما الأجيال الجديدة منهم، بالاطلاع على الثقافة العربية وتعلم اللغة العربية، وخصوصاً مع ازدياد أنشطة التبادل التجاري ومشاريع الأعمال بين البلدين في السنوات الأخيرة، معربين عن سعادتهم لما لمسوه في جامعة زايد من تزايد إقبال طلابها على تعلم اللغة الكورية وثقافتها، وما يقوم به النادي الكوري من أنشطة في هذا المجال كالمهرجان الإماراتي للسينما الكورية الذي اختتم الأحد الماضي.
وقال الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد إن فرع معهد الملك سيجونغ بالجامعة ، هو الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط بين 75 فرعاً تنتشر في أنحاء العالم، ويشهد إقبالاً متزايداً من الطلاب الراغبين في تعلم اللغة الكورية وثقافتها، حيث استقطب حتى الآن نحو 150 دارساً ودارسة ، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الاجتماع مع الوفد الكوري أكد استعداد جامعة زايد لاستقبال دارسين كوريين لتعلم اللغة العربية، خصوصاً من العاملين في دولة الإمارات والمقيمين فيها.
حيث طورت الجامعة أخيراً استراتيجية تعليمية جديدة لتدريس وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، باستخدام أساليب ووسائل غير تقليدية تسهل لهم تلقي وتذوق المفردات والعبارات العربية، مما يساهم في سرعة إجادتهم اللغة في وقت قياسي، موضحاً أن بين مرتكزات هذه الاستراتيجية تصميم برامج للطلاب الدارسين للغة العربية في الجامعات الدولية، حيث ينتظمون في برنامج تطبيقي لدراسة اللغة في جامعة زايد من خلال التعامل المباشر مع طلبة الجامعة وزيارة المعالم الثقافية والتراثية للدولة والتعايش في مناخ عربي متكامل.
