أكدت الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان عضو الرابطة الدولية للثلاسيميا، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات للثلاسيميا ومؤسسة ورئيسة فرع مؤسسة "تحقيق أمنية" في الدولة أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) "لقب نفخر به" فسموها جاهدت للمساعدة في النهوض بالمجتمع في كل مستوياته دون نسيان للمبادئ والقيم الدينية التي هي طابع مجتمعنا، فقد آمنت سموها بأن المرأة تستطيع تحقيق تغيير ملموس في الإمارات وتكمل دور الرجل لبناء مجتمع متميز، فسموها رئيسة الاتحاد النسائي العام بالإضافة لعملها المتواصل وجهودها لإيصال المرأة لمراكز قيادية ذات مسؤولية عالية في الدولة، وقد حصدت سموها العديد من الأوسمة والجوائز، والمهم للإماراتيات دور سموها وتحفيزها الدائم للمرأة لبناء مجتمع مستدام.
وأكدت الشيخة شيخة أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الامارات " وسمو الشيخة شمسة بنت سهيل حرم صاحب السمو رئيس الدولة تتشاركان سموهما في الرؤية لدور المرأة في بناء المجتمع، وأن هذه الرؤية مشجعة والجميع يتشرف بدعمها لتكون دولة الإمارات من أحسن وافضل المجتمعات.
جاء ذلك في كلمة الشيخة شيخة التي توجهت بها للحضور لمؤتمر الأدوار القيادية للمرأة الذي تنظمه جامعــة زايد بمقرها بأبوظبي برعاية سمو الشيخـــة فاطمـــة بنت مبـــارك آل نهيــــان (أم الإمارات)، بمشاركة أكثر من ألف قيادية وباحثة نسائية من 40 دولة في العالم، والذي يختتم فعالياته اليوم بعد أن ناقش المشاركون فيه العديد من القضايا المتعلقة بريادة المرأة في مجالات البيئة والاقتصاد والجوانب الاجتماعية والسياسية ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ونشر السلام في العالم.
وعبرت الشيخة شيخة عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر الرابع للأدوار القيادية للمرأة في جامعة زايد، مؤكدة أنها تتطلع إلى القائدات لبناء التنمية المستدامة في المجتمع، وأن دولة الإمارات محظوظة بقيادات نسائية وهبت نفسها لتأسيس أجيال عديدة قادمة.
وذكرت أن سمو الشيخة شمسة بنت سهيل حرم صاحب السمو رئيس الدولة التي تؤمن بالتعليم بجميع أنواعه ونتائجه على المجتمع والفرد، وأن سموها تنظر للإبداع وتبحث عن طرق تنميته، ونتيجة لذلك أوجدت جائزة " الشيخة شمسة بنت سهيل للمرأة المبدعة " وهي جائزة سنوية تطمح إلى تثمين عمل المرأة والاعتراف بإبداعاتها وتكريمها وتشجيعها، بالإضافة إلى أنها تتوج جهود نسوة الإمارات اللواتي قدمن أعمالا قيمة للمجتمع.
وتطرقت الشيخة شيخة للحديث عن دور الأفراد وما يمكنهم أن يقدموه في مجالات الثقافة والاقتصاد والبيئة والتعليم ، مؤكدة أن علينا جميعا أخذ المسؤولية لبناء عالم ناجح للتنمية المستدامة، ثم استعرضت الشيخة شيخة الجانب المتعلقة بالثقافة في الإمارات وعملية تشجيع الحرف الإماراتية وتشجيع الفنانين الإماراتيين الناشئين، مشيرة إلى نجاح العديد من النساء الإماراتيات في الحفاظ على استدامة الحرف التراثية من خلال عمل مشاريع تجارية تعتمد على هذه الحرف بما يضمن لها الاستمرارية والتطور.
كما تحدثت حول الفنانات الإماراتيات المبدعات في شتى مجالات الفنون الحديثة من بينهن الدكتورة نجاة مكي أول فنانة إماراتية اكتسبت نجاحا وتكريما عالميا، والفنانة التشكيلية آمنة الزعابي التي أكدت على التمسك بالعادات والتقاليد والثقافة الإماراتية، وفنانة الأوبرا الإماراتية سارة القيواني، كما عبرت عن شكرها لجامعة زايد لطرحها تخصص الفن والتصميم الذي اظهر مواهب كالعنود الحمادي وفاطمة المزروعي.
تعليم المرأة
وتطرقت الشيخة شيخة للحديث حول تعليم المرأة وأنه من أهم جزئيات بناء المستقبل، وتناولت الشيخة الحديث عن أعمالها في المجال الانساني مشيرة لمساعدة الأطفال وتأسيس مؤسسة " تحقيق أمنية " في الامارات العام 2003.
وكيف تمكنت المؤسسة من تحقيق أكثر من 500 أمنية لأطفال، ودورها أيضا كرئيسة فخرية لجمعية الثلاسيميا في الدولة وتوقيعها اتفاقية مع اتحاد الثلاسيميا العالمي لافتتاح مكتب إقليمي في إمارة أبوظبي بالإضافة إلى عملها حاليا مع المستشفى الجامعي في لندن لانشاء برنامج ماجستير في الثلاسيميا ، ونوهت بانشاء زوجها الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان لجائزة الشيخ سلطان العالمية للثلاسيميا بالإضافة الى مؤتمر في ابوظبي مزمع عقده في العام 2013.
وأكدت سموها أن العمل التطوعي والانساني هو مسؤولية أي فرد من أفراد المجتمع، وأن الجميع بإمكانه العطاء لتحسين المعيشة الانسانية وبناء مجتمع مستدام.
الطاقة النظيفة
وتناولت فعاليات اليوم الثاني مجموعة من الجلسات الحوارية ، منها جلسة حول " مبادرة تثقيف وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة " والتي شارك فيها ممثلون عن "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا"، ودار النقاش خلالها حول الاستراتيجيات التي ترمي إلى إلهام الجيل القادم من القيادات النسائية الشابة، حيث تناول المتحدثون التحديات التعليمية والمهنية والبحثية ذات الصلة بعالم الطاقة النظيفة، التي تواجهها المرأة، والعوامل التي تؤثر في عملها وتطورها في قطاع الطاقة المتجددة.
قيادات إماراتية: نجاح المرأة موازٍ للرجل
عقدت حلقة نقاشية حول القيادات النسائية العربية شاركت فيها كل من نورة الكعبي مدير ادارة التنمية البشرية في "توفور 54" وموزة العتيبة رئيسة مجلس إدارة "مجموعة العتيبة إنماء" وبدرية العلي (أدنوك) ، وأمينة طاهر من مبادلة ، والتي أكدت خلالها المشاركات على النجاح الذي حققته المرأة في الإمارات محليا وإقليميا وعالميا في مجالات عدة، وأن كل ذلك تحقق بفضل دعم القيادة الرشيدة في الدولة وإيمانها بالمرأة في الإمارات وبقدرتها على إثبات ذاتها، وأكدن أن فرص التعليم والتوظيف متوفرة للرجال والنساء في الدولة على حد سواء.
من جهتها أكدت بدرية العلي المرأة أن النساء يحظين بدعم قوي وكبير من الحكومة ويعملن في معظم القطاعات بما فيها النفط والشرطة وغيرهما، كما تناولن خلال الجلسة التحديات التي تواجه المرأة العاملة لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة.وتطرقن للحديث حول توفر فرص التعليم والتدريب للجميع بالدولة، وكذلك التأكيد على الحماية التي يكفلها القانون بالدولة لكل من يعمل على ارضها من مواطنين ومقيمين.
هالة غوراني: أداء البنات في المدارس أفضل حتى في العلوم
أكدت الإعلامية هالة غوراني (من سي إن إن ) أن دولة الإمارات تتربع في مصاف دول العالم المتقدم في ميدان تعليم المرأة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن النساء إذا ما وُضِعن في اختبار فإن أداءهن يكون الأفضل ولذا فإنهن يحتجن ويستحققن فرصاً متساوية مع فرص الرجال.
واستشهدت في هذا الصدد بدراسة أثبتت أن أداء البنات في المدارس أفضل من أداء أقرانهن الأولاد حتى في العلوم.
وقالت غوراني إن منح النساء فرصة الوصول إلى الاستقلال المالي أمر مهم في سياق التمكين. وأشارت إلى أن معدل البطالة بين النساء غالباً ما يكون أعلى من معدل البطالة بين الرجال بنحو 10% .
ودعت في ورقة عمل ألقتها بالمؤتمر إلى خلق مستقبل يتحقق فيه تمكين النساء في مختلف مجالات الحياة.
وتحدثت سيدة الأعمال الإماراتية رجاء القرق في احدى جلسات العمل حول دعم القيادة الرشيدة للدولة وحكام الإمارات وتشجيعهم الدؤوب للمرأة، كما بينت حرص الحكومة على دعم مشاريع الشباب وذلك من خلال مؤسسة خليفة لدعم مشاريع الشباب ومؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب.
وقالت: "نحن مسؤولون عن بث الأمل في الأجيال القادمة".
وأكدت أن الاستثمار في مجال دعم المرأة سيكون ذا فائدة عظيمة اليوم وفي المستقبل.
و شددت على ضرورة ألا يتحول تمكين النساء إلى مجرد قصص نجاح فردية بل أن يكون حركة مستمرة لها مسار ومنهج وريادة.
المرأة وصنع التحولات
وحثت زينب البدوي، الإعلامية الشهيرة، من قناة بي بي سي ، المرأة على أن تواجه تحديات العصر التي تواجه الناس جميعاً والتحديات التي تواجهها هي كامرأة برؤية ثاقبة ، وأن تكون صاحبة المبادرة والاستقلال ، متحدثة عن تجربتها الشخصية في ترتيب حياتها والسيطرة على شؤونها.
وتحدثت د. إيزابيل كولمان مديرة برنامج المرأة والسياسات الخارجية بالمجلس الأميركي للعلاقات الخارجية فأشارت إلى أن العالم هذه الأيام مليء بالتحولات الدراماتيكية المتسارعة، مشيرة الى أن البرلمان التونسي بعد الثورة أصبح يضم "كوتة" نسائية تبلغ نسبتها 27% مقابل 18% هي نسبة الكوتة النسائية في الكونغرس الأميركي.
وقالت إن معدلات عمل المرأة في الزراعة ارتفعت إلى 18% في قارة أفريقيا و27% في آسيا بعد أن كانت متضائلة كثيراً على مر الأجيال الماضية، وهذا مؤشر على تحول كبير.
وأضافت إن المرأة السعودية حققت على مر الجيلين الماضيين منذ بدأت نهضة تعليم المرأة في عهد الملك فيصل تطوراً كبيراً، حيث زاد عدد الخريجات بما يفوق عدد الخريجين.
كما نوهت بالزيادة الواضحة في حجم اشتغال النساء في الخليج والوطن العربي بالصحافة حيث أصبح حضورهن كبيراً ، كما نوهت بأن حجم مشاركة النساء في الصحافة بشبكات التواصل الاجتماعي تفوق حجم مشاركة الرجال حيث ارتفع إلى نسبة 55%.
كلمة
سيغورني ويفر :النساء مكمن القوة في المجتمعات
الممثلة والناشطة الإنسانية والبيئية الأميركية الشهيرة سيغورني ويفر فقد استهلت حديثها أمام المؤتمر بالإشادة بحرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على تطوير المرأة من خلال دعمها للأسر المحتاجة وتقوية وضع المرأة ودورها، حيث أعطتها الأدوات لتتطور في مختلف المجالات الإعلامية والبيئية وغيرها.
وقالت ويفر إن المرأة لديها رغبة فطرية في أن تقوى وتنجز،
ولذا فإننا دائما ما نلجأ للأم عندما نحتاج لمساعدة، لثقتنا بأنها قادرة على حل المشكلات أكثر من الرجل.
وأوضحت أن نساء العالم يمتلكن أفكاراً تجعل منهن "حماة للبيئة"، وأضافت أن خمس السكان في العالم يفتقرون إلى مياه صالحة للشرب،
وإن كل ما هو جيد للمرأة سيكون حتماً جيداً للبيئة، واعتبرت النساء هن مكمن القوة في المجتمعات بف
ضل ما يتمتعن به من إمكانات هائلة لتشكيل الأسواق.
