أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام أن الامارات دولة مسالمة تسعى دائما الى تعميق قنوات التعاون والسلام اقليميا وعالميا على حد سواء ، وأنها الدولة التي يعيش فيها المواطنون والوافدون في سلام وأمان ، مؤكدة سموها أن الإمارات استطاعت في ظل القيادة التاريخية والحكيمة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، أن تتلافى آفات الجهل والشك وعدم التسامح ، وأن تنطلق الى آفاق العلم والثقة والتصالح والتعايش ، فالإمارات دولة المؤسسات التي تم بناؤها على قواعد راسخة وأسس مستقرة ، وهي التي تلتزم كل الالتزام بالأساليب السلمية في حل الصراعات وتسوية المشكلات في العالم.

جاء ذلك في كلمة سموها التي وجهتها بمناسبة افتتاح فعاليات مؤتمر (الأدوار القيادية للمرأة) الذي تنظمه جامعة زايد برعاية كريمة من سموها تحت عنوان ، " (نحو مستقبل ناجح للتنمية المستدامة في العالم) ، حيث ألقى الكلمة نيابة عن سموها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد خلال افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر بمقر جامعة زايد بأبوظبي.

 

قادة الغد

حيث عبرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في كلمتها عن سعادتها برعاية هذا المؤتمر لأنه مؤتمر طلابي عالمي يهدف الى تعميق قنوات الحوار والتفاهم ، كما يركز على الاهتمام بعدد من القضايا المهمة التي تؤثر في كافة جوانب الحياة في العالم، مؤكدة سموها أن الطالبات المشاركات في المؤتمر يمثلن الآمال والتطلعات للمستقبل ، بما يملكنه من طاقة وحماسة وتصميم على مناقشة القضايا الهامة ، فهن قادة الغد وأمامهن الفرصة وعليهن المسؤولية للإسهام في تطوير مجتمعهن وتشكيل معالم المستقبل لبناء عالم افضل.

وقالت سموها للطالبات المشاركات إن عليهن أن يدركن أن أسلوب تواصلهن مع بعضهن البعض سيكون له أثرٌ كبير على مجتمعاتنا وعلى عالمنا الذي نعيش فيه ، و أن عصر العولمة يتطلب نشر قيم التسامح والتعاون والفهم المشترك ، بين الدول والثقافات . وأن المرأة والقياداتِ النسائيةَ الشابة بالذات أمامهم مسؤولية كبرى في أن يعملوا معاً لتأكيد هذه القيم ،وفي سبيل تصحيح الآراء والمفاهيم ، حول دور المرأة في هذا السبيل ، وضرورة العمل معا في سبيل إزالة العوائق الاجتماعية والاقتصادية ، التي تحول دون تقدم المرأة ، ولتنمية خصائص القيادة والريادة ، لدى الفتاة في المدارس والجامعات وأيضاً خلال حياتها كلِّها ، ويجب العمل معا لتوفير الظروف المواتية لتَقدّم المرأة ، كي تتبوّأ مناصب القيادة في المجتمع ، وأن نتأكد من أن المرأة تثق في قدراتها على وستكون دوماً قادرة على البناء والإسهام الإيجابي في المجتمع .

وأضافت سموها :(إننا في دولة الإمارات على قناعة كاملة بأن تقدم المرأة أمرٌ ضروريٌ لهذا الوطن ، وبلوغه أقصى درجات التقدّم والرقيّ ، فالدولة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة ، حفظه الله ، إنما تحرص على تحقيق المشاركة الفاعلة لجميع أبنائها وبناتها ، والمرأة في الامارات شريكٌ أصيلٌ للرجل في خدمة المجتمع ، وأمامَها الفرصةُ كاملة للعمل والإنتاج في المجال الذي تختاره ،مؤكدة سموها أن كافة قطاعات ومؤسسات الدولة تعطي لهذا الأمر أولويةً خاصة وتسعى نحو تمكين المرأة من النجاحِ والنبوغ ).

 

التنمية المستدامة

وذكرت سمو الشيخة فاطمة أن موضوع المؤتمر يدور حول تحقيق التنمية المستدامة في العالم ، والتنمية المستدامة حسب تعريف الأمم المتحدة هي التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر دونما أي تأثير سلبيّ على قدرة أجيال المستقبل للوفاء باحتياجاتهم. مشيرة الى أن المؤتمر يعكس هذا المعنى من خلال مَحاوره والمتحدّثين فيه، وأنه يدرك ايضا العوامل والظروف التي تعيق تحقيق هذا الهدف.

 

الاستغلال السيئ للبيئة

ونوهت سموها بأن الدول الصناعية حققت تَقدُّمَها خلال القرنين الماضيين من خلال الاستغلالٍ السيّئ للبيئة والاستخدام غير الرشيد للموارد الطبيعية ، لذا فانه ليس من المستغرب أن نجد كثيراً من الدول النامية تحاول هي الأخرى أن تطبّق نفس هذا النموذج ، وهو أمرٌ بدأنا نلمس آثارَه السيئة في البيئة حول العالم ، وناشدت سموها الجميع التزام الحكمة والوعي في الحفاظ على البيئة ، ومساعدة قادة جميع الدول في الأخذ بطرقٍ جديدةٍ للتنمية ورائدة تحافظ على البيئة وتطوّرُها وتأخذ مصالح أجيال المستقبل في الاعتبار .

وأكدت سموها دور القيادة في هذا الصدد في أن تشرح الحقائق بصراحةٍ وشفافية للمجتمع على نحوٍ يسهّل فهمَها ، وحتى يُصبح مفهوم الاستدامة ، مبدأً ثابتاً وراسخاً ، في سلوك كافة الأفراد والأمم ، و مساعدة مجتمعاتهم في إدراك عدد من الحقائق ، أهمها أنّ جودةَ الحياة تعتمد بالأساس على حماية البيئة، وأن التنمية المستدامة تحقق وتحافظ على كافة الشروط والأوضاع التي يستطيع الإنسان أن يعيش في ظِلّها باطمئنانٍ ونجاح ، فضلاً عن أن التنمية المستدامة توفر الشروطَ اللازمة التي تفي للأجيال الحاضرة والمستقبلة بالاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والجمالية على السواء .

وأشارت سموها إلى أن أبوظبي ودولة الإمارات تسيربعزمٍ نحو بناء مستقبلٍ قائمٍ على التنمية المستدامة ، والسعي لبناء مجتمعٍ يتسم بالاستدامة الاقتصادية والاجتماعية و يحافظ على التراث وينفتح في الوقت ذاته على كافة الإنجازات في العالم ، معبرة عن فخر سموها بما يقوم به القادة في الدولة من تحديدٍ دقيق لأهداف التقدم في المجتمع و الأخذ بأفضل السُبل والوسائل ، لتحقيق هذه الأهداف ، في ظل إطارٍ يتسم بالحكمة وبُعد النظر ، وأن تجربة دولة الإمارات تؤكد على دور القيادة الواعية في وضع خطط العمل والتعريف بها وتحقيق التفاف الجمهور العام حولها .

وعبرت سمو الشيخة فاطمة عن تأييدها لما يؤكده المؤتمر حول طاقة المرأة وأنها تمثل قوة كبرى لتحقيق الخير والرخاء في العالم ، وأن تضحيات المرأة ومثابرتها عبر عقود لتحقيق المساواة والإسهام في تنمية المجتمع ، تظل محل تقديرٍ وإعجاب ومصدرُ تحفيزٍ وإلهام، للأجيال الجديدة . كما أكدت سموها أن التحديات التي نواجهها في مجالات التنمية المستدامة انما تتطلب التعاون والتنسيق عبر العالم ، وأن التنمية المستدامة يجب أن تكون هي الحافز الرئيسي لخطط عملٍ في كل مجتمع في العالم بحيث تحقق التوازن المطلوب بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ،والجمالية وتلبّي احتياجات ومتطلبات جميع السكان في العالم ، وتُسهم في نشر السلام والمحبة ، وأن قادة المجتمع عليهم واجبٌ ومسؤولية لدعوة الجميع لاتباع مبادئِ التنميةِ المستدامة .

وأكدت أم الامارات ايمانها بدور المرأة وقدرتها على الإسهام في تقدم المجتمع وقناعتها بأهمية إسهاماتها وعطائها وأن ذلك سيظلّ دائما ضرورياً لنجاح وازدهار كافة المجتمعات عبرَ العالم .

 

حافز للتنمية

من جانبه، عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد عن فخره بأم الامارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام والتي تمثل حافزا أساسيا في دفع عجلة التنمية والازدهار والتقدم في الدولة ، مؤكداً شعور الامتنان لسموها لرؤيتها السديدة في الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في صياغة وصقل مستقبل البلاد.

وأكد معاليه أن رعاية سمو أم الامارات لهذا المؤتمر انما تحمل رسالة متميزة تعكس مدى ثقة سموها في طاقات الأجيال القادمة من نساء العالم ، وترسخ التزام الدولة القوي بتطوير العامل البشري ، والالتزام بتنمية القدرات القيادية للأجيال القادمة ، وبناء جسور الحوار والتعايش السلمي العالمي وتبادل الأفكار بين الثقافات المختلفة.

وأشار معاليه الى فخر جامعة زايد بحملها اسم القائد الذي تميز برؤية ثاقبة وتعمقه وتأصله في عادات شعبه وتقاليده المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، والذي كرس نفسه لبنيان ونهضة أمته الى أبعد الحدود وأيضا لتطوير التعليم لأفراد شعبه اناثا وذكورا ، منوها معاليه بما كان مأثور عن المغفور له الشيخ زايد في وصفه للمجتمع بانه كالطائر بجناحين ، جناح منه يمثل الرجل والآخر المرأة ، ولا يمكن للمجتمع ان يعلو ويرتقي الا بهذين الجناحين معا ، بما يؤكد تأسس الدولة على ايمان راسخ بضرورة تعاون أبنائها وبناتها معا لنهضتها . وأشار معاليه الى المكانة التي تحتلها المرأة في الامارات ودعم القيادة لها ، وأن جامعة زايد من خلال تنظيمها لهذا المؤتمر تؤكد على الدور الايجابي للمرأة كنصر فاعل في شتى المجالات بالمجتمع.

وحضر افتتاح المؤتمر صباح أمس في جامعة زايد بابوظبي الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك ال نهيان و الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك ال نهيان و معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية و معالي الدكتور مغير الخيلي مدير عام مجلس ابوظبي للتعليم و معالي احمد الطاير و سماحة الشيخ عبدالرحمن الهاشمي و الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد ورؤساء الجامعات ومؤسسات التعليم بالدولة وعدد من اعضاء الهيئات الدبلوماسية العرب و الاجانب المعتمدين لدى الدولة و عدد من الشخصيات العامة .

 

منظومة خليجية للتطوع

وتحدثت الشيخة أمثال أحمد الجابر الصباح رئيس المركز الكويتي للأعمال التطوعية في كلمتها حول العمل التطوعي الذي يمثل جانبا أساسيا في تعاليم ديننا الاسلامي و الموروث الاجتماعي لسكان المنطقة ، داعية من خلال المؤتمر الى ضرورة خلق منظومة خليجية للعمل التطوعي تحت مظلة الامانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي ، تكون أهدافها الأساسية التنسيق بين مراكز وهيئات العمل التطوعي في الدول الأعضاء ، والقيام بالأعمال التطوعية المختلفة ذات العلاقة دون الاخلال بسيادة الدول الأعضاء ، بما يعزز التعاون الخليجي في هذا المجال وخصوصا من خلال تنفيذ برامج تدريب وتأهيل موجهة للعاملين المعنيين في الأعمال التطوعية.

وأشارت الشيخة الصباح لأهمية العمل التطوعي كذراع أساسية لمثلث التنمية المستدامة الذي يضم المجتمع والاقتصاد والبيئة ، مستعرضة اسهاماتها في مجال العمل التطوعي في الكويت من خلال مؤسسة "فزعة " للعمل التطوعي . اندماج

أوضحت الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت في المملكة العربية السعودية كلمتها في افتتاح المؤتمر أن الدول العربية ظهرت فيها ضرورة اندماج المرأة في هيئات صنع القرار من بداية الستينات ، وقد ساهم التعليم والتحول الى الاقتصادات القائمة على القطاع الخاص لتوفير فرص كثيرة للمرأة ، مشيرة الى تقرير الاتحاد البرلماني الدولي أوضح أن عددَ أعضاء البرلماناتِ العربيةِ من النساءِ قد تضاعف تقريبا خلال الخمسِ الماضية ليصبح 6.5% بعد أن كانت 3.5% عام 2000. غير أنَّ التقريرَ أوضحَ أنَّ نسبةَ النساء بين أعضاء البرلمانات العربية ما زالت أقل كثيرا من المتوسط العالمي للبرلمانيات الذي يبلغ 15.7% حاليا ، كما أن معدل تمثيل النساء في المجالس البرلمانية لا يتعدى (9.1%) أي بفارق كبير عن المعدل العالمية البالغ (18.4%).