لحق بأمه.. فقتله فك البوابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرجت الأم من المنزل، وكحال الأطفال يركضون خلف ذويهم، تعلقاً بالبقاء معهم حتى لو كان المقصد بقالة إلى جانب البيت، فالأم صعدت إلى سيارتها وخرجت من «الفيلا» مسرعة واكتفت فقط بالضغط على زر (الكنترول) لإغلاق البوابة الرئيسية، دون أن تلتفت لفلذة كبدها وراءها يلهث لاحقاً بها، فكان القدر أسرع حينما أطبق الباب حديده على جمجمة الطفل فأوقعه صريعاً.

حتى هذه اللحظة، وابن الأربعة أعوام، عالق بين سور البيت وفك البوابة، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، والحال لا شيء هنا يتحرك سوى جثة طفل صغير متدلية تحت غطاء الليل، حتى أفزع جار البيت أهله، من هول المشهد، عندما قال: «شاهدت طفلاً عالق بالباب الكهربائي للمنزل، فقمت باستدعاء أهله، فخرج أخوه الذي يبلغ من العمر 12 عاماً مسرعاً، وعندما فتح الباب كان الطفل لا يتحرك، فقمنا بالاتصال بالشرطة والإسعاف».

الجهات المعنية ممثلة بقيادة شرطة عجمان، أفادت بتلقيها بلاغاً في تمام الساعة التاسعة وخمسين دقيقة من مساء الثلاثاء، يفيد بوجود طفل عالق في الباب الكهربائي لإحدى الفلل السكنية في الإمارة، وبوصول فرق الشرطة إلى مكان الحادث، تبين أن الطفل علق بالباب الكهربائي لمنزل ذويه، وفارق الحياة على الفور، وبمعاينة الباب تبين وجود حساسات لوقف فتحه وإغلاقه في حال وجود جسم قريب، إلا أنها لم تعمل في ذلك الوقت، كون جسم الطفل صغيراً، في حين بين تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة وجود كسور في الجمجمة، أدت إلى الوفاة السريعة.


الرائد إبراهيم الشحي مدير فرع البحث الجنائي في مركز شرطة المدينة الشامل، أكد أن مركز شرطة المدينة انتهى من إجراءاته القانونية، وقام بتسليم جثمان الطفل لذويه لإتمام إجراءات الدفن، مؤكداً أنه سيتم استدعاء الشهود وأهل المتوفى لاحقاً، لإتمام إجراءات التحقيق.

فيما أشار العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي قائد عام شرطة عجمان بالإنابة، إلى ضرورة مواصلة الجهود المبذولة لتطوير مساعي حماية وتوعية الأبناء وسلامتهم، وتعزيز الوعي الأسري لدى جميع شرائح المجتمع والأطفال بصفة خاصة، بما قد يواجهونه من تحديات ومخاطر.

هول الفاجعة أفقد الأم صوابها، ونبه أيضاً كل أولياء الأمور بضرورة متابعة أبنائهم، وعدم تركهم وحدهم في المنزل، فضلاً عن إحكام إغلاق النوافذ والممرات المؤدية إلى الشرفات ومراقبة أطفالهم أثناء اللعب داخل وخارج المنزل، حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث التي يدفع فيها أطفالنا ثمن تهورنا في غالب الأحيان.
 
 

 

Email