أشاد الدكتور محمد مراد عبدالله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار، بالدراسة التي صدرت مؤخراً عن المركز، حول "التنبؤ بالإجرام" من إعداد الدكتور فريدون محمد نجيب، ويجيء هذا الإصدار ضمن خطة المركز في تدعيم كافة المجالات لدعم متخذي القرار في ظل ظروف الأزمات والتعامل مع الأطراف المناوئة.

وأثنى الدكتور محمد مراد على الكتاب باعتباره يمثل إضافة علمية حقيقية لترسيخ نهج الأمن الوقائي وتدعيم القرارات الشرطية لاحتواء الأخطار المحدقة، والحيلولة دون تفاقمها، مؤكداً أن أهمية الدراسات التي من هذا القبيل، ترجع إلى دورها في تعزيز نهج الأمن الوقائي الذي يجنب المجتمع المخاطر الأمنية المحتملة، وهذا النهج يعد أفضل منهج لتحقيق أقصى قدر ممكن من الأمن العام بمفهومه العصري الشامل، في ظل الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا في ظل توافر الخبراء الأمنيين ذوي القدرة العالية على الرصد، والتحليل الكمي، والتوقع العملي، والتنبؤ المستقبلي، ومساندة القادة الشرطيين المتمتعين بالحدس الأمني المرهف، المؤمنين بأهمية العلم كمنهاج عمل وأسلوب حياة.

وأوضح مدير المركز أن الدراسات التنبؤية تحقق فوائد ومزايا عديدة للعمل الشرطي، وذلك لأنها تُمكن السلطات من التدخل في الوقت المناسب، وتحث الجهات المعنية على حل المشكلات قبل استفحالها، وتتيح فرصة الاستعداد المبكر، وتمكن من التخطيط المسبق وبرمجة العمليات، وتتيح الفرصة لتعزيز أنظمة الدعم.

موضوعات

وتضمن الكتاب موضوعات مهمة، منها: مفهوم انحراف الصغار، وماهية التنبؤ الأمني، وأساليب التنبؤ الأمني، والتنبؤ الأمني للعمل الشرطي، ومجرم الصدفة ومجرم السيكوباتية التراكمية، وطفولة السفاحين وعتاة المجرمين، ونظرية المجرم المطبوع، ونظرية الاستعداد الإجرامي، وتوريث الميل للإجرام، ونظرية الموروث الزائد " الكرموزوم الإضافي"، ونظرية الخلل الدماغي، ونظرية جينة العنف، والحمض النووي وجينة الإجرام الموروثة، واحتمالات تحول الحدث المنحرف إلى مجرم عتيد، ورصد السلوك الانحرافي للصغار الأكثر ميلاً للإجرام المستقبلي، واستخدام الأسلوب الماركوفي في التنبؤ بالوضع الإجرامي للحدث الجانح، ومواجهة الإجرام المحتمل، بالإضافة إلى الخلاصة والتوصيات للدراسة.

وتضمنت التوصيات الخاصة بالدراسة ضرورة الاهتمام برصد الأحداث الذين لديهم ميل شديد نحو الجنوح وحصرهم، وذلك من خلال ملاحظات مدرسيهم وذويهم والأخصائيين الاجتماعيين المؤهلين والأسر والجيران، وكل من له علاقة بالحدث، ووضع برامج متكاملة للتعامل مع هؤلاء الأحداث، بما يكبح جموحهم، ويهذب سلوكهم، وتشجيع إجراء الأبحاث العلمية والدراسات التتبعية، في مجال التنبؤ بالإجرام، ووضع الخطط المتكاملة لتوفير الملاحظة الدقيقة والمتابعة المستمرة والرعاية الخاصة للأحداث الذين ينبئ تكوينهم، ويشير سلوكهم، وتوحي ظروفهم باحتمال إجرامهم عند الكبر، بالإضافة إلى تشجيع جمعيات النفع العام، على تقديم الدعم المادي والمعنوي، والرعاية اللازمة للأحداث المعرضين.

تعليمات

وأصدر الدكتور محمد مراد عبدالله، تعليماته بتوزيع هذا الكتيب على مختلف الإدارات الشرطية داخل الدولة، وعلى المكتبات الأكاديمية الشرطية في العديد من الدول العربية، كما حث خبراء المركز على إعداد المزيد من الدراسات التي تتعلق بالأمن الوقائي، لما لهذا النهج من أهمية وخاصة في مجال الدراسات الأكاديمية.