تنظم مؤسسة الامارات لتنمية الشباب خلال الفترة المقبلة سلسلة من ورش العمل تهدف إلى تصميم برنامج وطني على مستوى دولة الإمارات لتسليط الضوء على مشكلة الانفاق لدى الشباب الاماراتيين وارتفاع مديونياتهم خلال السنوات الماضية وذلك بمشاركة عدد من الجهات المختصة والخبراء بهدف ايجاد حلول علمية وعملية لتزويد الشباب بالمعلومات الكافية والثقافة التي تمكنهم من ادارة شؤونهم المالية بحكمة وتنجيهم من براثن الوقوع في الديون.

ودعت المؤسسة الهيئات والشركات والمؤسسات المهتمة بهذا الموضوع للمشاركة بشكل عملي في الندوات الخاصة التي ستعقدها المؤسسة والتي ترمي إلى إيجاد حلول حقيقية لهذه المشكلة.

وكانت المؤسسة عقدت في يونيو الماضي ملتقى مؤسسة الامارات للاستثمار المجتمعي بحضور الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو مجلس الإدارة المنتدب للمؤسسة وعدد من كبار رجال الأعمال والرؤساء التنفيذيين للشركات والبنوك في الدولة والذي تناول عادات الانفاق لدى الشباب الإماراتيين.

عادات الإنفاق

وأكدت كلير وودكرافت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات أن الإدارة المالية وعادات الانفاق لدى الشباب تعد واحدة من أكثر المشكلات إلحاحا وذلك إذا ما نظرنا في الأرقام الكبيرة التي تشير إلى مديونيات الشباب، وهي قضية تحتاج إلى أن يتم طرحها وبحثها بشكل مستفيض ومنهجي.

وأضافت أن الشباب في الإمارات هم مثل الشباب في جميع أنحاء العالم يتشابهون في معاناتهم في كيفية إدارة ديونهم موضحة انهم في أغلب الأحيان لا يملكون المعلومات الكافية التي تخولهم إدارة شؤونهم المالية الحالية والمستقبلية بسلاسة، وأكدت أن مؤسسة الإمارات تعي أهمية دورها في تمكين الشباب في هذه الناحية يدعمها في توجهها هذا ما تملك من علاقات وطيدة مع الخبراء في القطاع المالي محليا ودوليا.

منوهة بأن الشباب في معظم الأحيان ينهون دراساتهم الجامعية ومعلوماتهم الإدارية المالية ضحلة بشكل لا يساعدهم على تخطيط مالي قوي يضمن استقرارهم في المستقبل، وأن المؤسسة إذ تسعى إلى بناء شراكات وبرامج تساهم في تقليص هذه الفجوة في مهاراتهم الحياتية وثقافة الإنفاق.

وأوضحت بأن رؤية المؤسسة حول هذا الموضوع تخلص إلى توحيد الجهود وإيجاد شركاء لمساندتها في هذا التوجه، مما يساعد في التأثير بشكل إيجابي ودائم على سلوكيات الشباب في الإمارات في ما يتعلق بكيفية تغيير سلوكياتهم ومنهجياتهم لإدارة شؤونهم المالية ومديونياتهم وتغييرها نحو الأفضل.

مشكلة ملحة

وكانت المؤسسة خلال الملتقى قد دعت الهيئات المهتمة للمشاركة في عدد من ورش العمل التي تهتم بأن تشارك في وضع برنامج وطني يتعرض لهذه المشكلة الملحة، وعقدت المؤسسة أول حلقة من حقلات النقاش يوم 26 يوليو الماضي.

وكانت حلقة نقاش مفتوحة شاركت فيها أكثر من 10 جهات من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة المهتمة بمشاركة المؤسسة في وضع برنامج وطني يساهم في تثقيف الشباب حول إدارة شؤونهم المالية وعادات الإنفاق لديهم ومن هذه الشركات: بنك أبوظبي التجاري، وبنك أبوظبي الوطني، وبنك الخليج الأول، وفيزا، وبيزات، وكاشي مي دوت كوم، ومجلس أبوظبي للتطوير الاقتصادي، وبنك أبوظبي الإسلامي.

وتم خلال ورشة العمل مناقشة العديد من المواضيع، حيث قام المشاركون باستعراض مشاريعهم المختلفة لرفع مستوى ثقافة الإنفاق لدى الشباب، كما استعرضوا أسباب نجاحها والمعوقات التي واجهتهم في تنفيذها والتحديات التي كان ولازال عليهم تجاوزها، وناقشوا أيضا الخطوط العريضة للبرناج الذي تسعى مؤسسة الإمارات إلى طرحه في نفس المجال.

وقالت كليروودكرافت ان مهمة مؤسسة الإمارات هي أن تساعد الشباب على تجاوز العقبات والتحديات التي تواجههم، مشيرة إلى أن قسم الدمج المجتمعي في المؤسسة يقوم حاليا بالبحث في مواضيع تهم الشباب منها موضوع عادات الإنفاق وكيفية إدارة الشؤون المالية الشخصية والتي تبين من البحث أنها فعلا مشكلة كبرى تؤرق الشباب في جميع المراحل.

ولهذا فإن المؤسسة مهتمة بالبحث في هذا الموضوع بشكل أكثر عمقا وفهم المشاكل الحقيقية التي تؤدي إلى تضخمها والنظر في الذي يمكن عمله يبدا بيد مع المؤسسات الأخرى العاملة في هذا المجال كي نصل إلى حلول تساعد الشباب على إدارة شؤونهم المالية بشكل أفضل.

شراكة

الجدير بالذكر ان مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب تعمل على تعزيز الشراكة بين مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، والاستفادة منها في تطوير مشاريع ومبادرات غير ربحية في جميع أنحاء الدولة، ويأتي تمويل المؤسسة من خلال المساهمات المقدمة إلى صندوقها الوقفي المدعوم من حكومة أبوظبي، وشركات القطاع الخاص.

تثقيف

 في إطار تعليقه على ورشة العمل قال مارتين سكوت مدير التسويق في بنك أبوظبي التجاري إن البنك يأخذ دوره في عملية تثقيف جيل الشاب في دولة الإمارات عن المسؤولية المالية على محمل الجد. نحن سعداء أن نكون جزءا لا يتجزأ من هذا الجهد لإيجاد بيئة حاضنة تعمل على فهم أعمق لطبيعة المنتجات والخدمات المصرفية والمالية المتاحة للشباب في الدولة .

وكيف يمكن أن ينعكس ذلك التوجه إيجابا على الرفاهية المالية عند استخدامها بمسؤولية تامة. إننا في بنك أبوظبي التجاري نُثني على جهود ودور مؤسسة الإمارات في هذا المجال، ونتطلع إلى المساهمة في مستقبل مالي مشرق للشباب المواطن.

من ناحيته قال المستشار الدكتور سليمان الشحومي وهو شريك وخبير استثمار في مؤسسة بيزات ان المؤسسة تؤمن ان التثقيف المالي هو حجر الاساس في الإدارة المالية الشخصية، بعملنا معاً لدينا الفرصة لنحسن بشكل كبير مستوى معيشة الناس وفرص تحقيق أهدافهم المالية المستقبلية.

الى ذلك أكد ممثل مصرف الامارات الاسلامي "بما أن المنتجات المالية أصبحت تزداد تعقيدا ومتاحة بسهولة، فلا بد للمؤسسات المالية من أخذ زمام المبادرة في محو الأمية المالية من خلال فرض التعليم والتوجيه والشفافية".