ضبطت القيادة العامة لشرطة دبي، 264 متسولا خلال الستة شهور الاولى بواقع 201 ذكر و63 إناثا، وضبط 1900 متسول من عام 2009 وحتى 2011، فيما اعدت 60 دورية لمراقبتهم خلال شهر رمضان على مدار الساعة.

وأوضح العميد خليل ابراهيم المنصوري، مدير الادارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، أنه من منطلق تطبيق سياسة القيادة العامة بشأن منهجية مكافحة التسول وبتوجيهات مباشرة من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم ، قائد عام شرطة دبي فإن الإدارة على جاهزية تامة لإطلاق الحملة، حيث تم تجهيز 60 دورية امنية مدنية وعسكرية من كافة مراكز الشرطة والإدارات الفرعية على ان تتمركز تلك الدوريات في أماكن تجمع المتسولين ما بين المساجد والمراكز التجارية والاسواق العامة.

إضافة إلى الاحياء السكنية حيث يستقل بعض هؤلاء المناسبات الدينية ومواسم العبادات مثل شهر رمضان المبارك بدخولهم المساكن وارتكاب جرائم السرقات تحت غطاء التسول وإظهار الضعف والمسكنة للآخرين وتقمص شخصيات أخرى لاستمالة عواطف الناس . جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن اطلاق حملة ( كافح التسول) والتي حملت عنوان: (المتسولون بين الفقر والاحتراف).

والتي تستمر حتى آخر شهر رمضان، فضلا عن متابعة رجال الامن لحالات التسول على مدار العام، والتي نظمته ادارة التحريات امس في مقرها في دبي، إذ سيتم اطلاق الحملة بالتعاون مع شركاء رئيسيين يعملون مع شرطة دبي لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع ومنهم النيابة العامة في دبي، والادارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ، بالإضافة إلى الشريك الرئيسي ( بلدية دبي ) ، ودائرة الشؤون الدينية والاوقاف في دبي.

وأضاف المنصوري ان المتسولين يلجؤون إلى ابتكار أساليب جديدة لتحقيق أعلى ربحية من وراء هذا العمل غير المشروع، والمجتمع لا يزال ينساق وراء العواطف الخادعة ويتعامل بعشوائية مع هذه الفئات الضالة، التي تحتاج إلى وقفة وتقويم وتحتاج إلى استراتيجية رشيدة للتصدي لظاهرة التسول وإعادة النظر في التعامل معهم كمحترفي مهنة التسول وليسوا محتاجين .

مناوبون على الاتصالات

وأكد محمد راشد المهيري مدير إدارة الأمن السياحي بشرطة دبي، ورئيس الحملة، وجود مناوبين على مدار الـ 24 ساعة للرد على اتصالات افراد المجتمع للإبلاغ عن حالات التسول التي سيتم رصدها، حيث تم تخصيص 10 موظفين للرد ويستقبلون الاتصالات حيث يتم توزيع البلاغات على الفرق لضبط المتسولين.

أوضح أن أهداف الحملة توعية افراد المجتمع بمضار هذه الظاهرة وأثرها السلبي على المجتمع ومن هذا المنطلق ستقوم الجهات المختصة وبالتعاون مع الأجهزة الاعلامية بشتى انواعها بعرض بعض الحالات التي سيتم ضبطها خلال الحملة القادمة حتى يكون ذلك بيانا عمليا في شأن المتسولين وأحوالهم وكشف الجهات المستفيدة من وراء جلبهم وتسهيل دخولهم إلى البلاد.

من جهة أخرى، اعتبر مسؤول الأسواق في بلدية دبي، عبيد المرزوقي، أن العمل على تغطية فترات الذروة التي تشهد المزيد من المتسولين يمثل تحدياً أمام فرق العمل الميدانية، والذي تم تخصيصه ليعمل بنظام المناوبات على ثلاث فترات، من التاسعة صباحاً حتى الواحدة من صباح اليوم التالي.

وقال رئيس قسم البحث والتحري في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، الملازم أول ماجد محمد الشاعر، أن توجيهات الإدارة واضحة، تتمثل في أهمية حسن التعامل مع المضبوطين في وقائع تسول، فضلاً عن تحمل تكاليف تذاكر السفر الخاصة بهم.

ولفت إلى أن دور الإدارة يتمثل في إبعاد المتسولين إلى خارج الدولة، إضافة إلى الحظر والتضييق على الشركات السياحية التي تستقدمهم، وتغريمهم، ويجرى لذلك اجتماعات دورية لمناقشة الأخطاء لتحسين مستوى الدوريات والضبطيات.

المساجد

وعكفت دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري على الحد من ظاهرة التسول، من خلال ابتكار ملصقات يتم توزيعها على كافة مساجد الإمارة، إضافة إلى توعية العاملين بالمساجد بآلية التعامل مع المتسولين، على أن يبلغ إمام المسجد الشرطة بوجود متسولين لديه، حسب ما ذكر مسؤول في الدائرة، محمد مطر الظاهري. وأضـاف إنه سيتم وضع الصناديق المصرح بها لجمع التبرعات بواقع 300 صندوق في المساجد.

بالاضافة إلى تخصيص 150 صندوقا للتبرع بالملابس، معتبر أنها وسيلة لمواجهة التسول، كما سيتم التواصل مع الذين يوزعـــون الصدقات لإجراء التنسيق مع جمعيات العمل الخيري، فيما نوفـــر قوائم بالأشخاص المستحقين للصدقـــة، ما يضمن وصولها لمن يستحقها.

 

أساليب التسول

 

يلجأ البعض من المتسولين إلى تغيير معالم جسده بحيث يبدو للآخرين بأنه صاحب عاهة تستحق الشفقة وقد تم رصد حالة لشخص آسيوي وضع على بطنه لاصق بطريقة فنية ومدروسة بعناية فائقة بحيث يبدو للمارة انه أجرى عملية جراحية كبيرة وفي حاجة ماسة للمساعدة وبعد ان تم اكتشاف أمره اعترف طواعية بأنه فعل ذلك بمساعدة آخرين لتسهيل مهمته كمتسول واستدرار عطف الناس.

وفي مشهد آخر قام رجال التحريات بمراقبة امرأة من إحدى الجنسيات العربية وبحوزتها طفل رضيع تستخدمه لطلب مساعدة المارة ، وقد تبين بعد التحقيق معها أن الطفل لا يمت لها بأي صلة، بل تستأجره لاستعطاف الأخرين وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وإبعادها خارج البلاد حسب الطرق القانونية المتبعة.

وفي قضية أخرى تم مراقبة حافلة ركاب بداخلها 20 شخصاً من الجنسية الآسيوية كانت تقلهم بشكل يومي كونهم محترفين هذه الظاهرة كمهنة وتنشرهم في أماكن مختلفة لممارسة التسول ، وتم القبض عليهم ومن ثم ترحيلهم خارج البلاد.

 

 

ظاهرة لا تذكر

 

 

قال اللواء خميس مطر المزينة نائب قائد عام شرطة دبي، في بيان صحافي صدر أمس عن القيادة، إن ظاهرة التسول لا تكاد تذكر في الإمارات إذا ما قارناها بباقي الدول العربية ودول المنطقة، مؤكداً أن غالبية المتسولين يقصدون الإمارات في المناسبات الدينية والأعياد والمهرجانات، لذلك شددت الدولة من إجراءات منح التأشيرات، كما شددت العقوبة على الجهات والمؤسسات المانحة لهذه التأشيرات إذا ثبت معرفتها لطبيعة الزيارة .

وأضاف المزينة إن للمتسولين أساليبهم المختلفة في استجداء وابتزاز الآخرين والتي عادة ما تجد طريقها مفتوحا لدى كثير من الناس ، ويضيف أن المتسولين يتواجدون عادة في الطرقات والميادين وأمام المساجد وفي المواصلات وأمام أبواب البيوت حتى تحول هذا الأمر إلى ظاهرة استغلها كثير من القادرين على الكسب من الرجال والنساء والأطفال على حد سواء..

وٍقد أضحى " التسول " في كثير من بلدان العالم حرفة ومهنة لدى ضعاف النفوس وأحيانا نجد كثيرا من الناس سرعان ما يستجيبون لابتزاز المتسولين ويقعون فريسة لحيلهم وأكاذيبهم ، فكم من أناس ظنناهم فقراء معوزين ، ولما انتهت أعمارهم فوجئنا بهم يخلفون وراءهم ممتلكات ومئات الآلاف من الدراهم .

 

العقوبات

 

 

العقوبات التي تتخذ حاليا بحق المتسولين الذين تم ضبطهم في دبي وفقا للأمر المحلي تتراوح مدة الحبس بين 15 إلى 30 يوما والغرامة بقيمة ألف درهم، وعن المتسولين المواطنين تكيف ضدهم تهم جنائية وتتم إحالتهم للنيابة العامة لمحاكمتهم أمام المحاكم المختصة بالتهم الجنائية، موضحا أن شرطة دبي قامت بالتنسيق مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بشأن حالات المضبوطين من الوافدين لأخذ بصمة العين منهم وإبعادهم بعد معاقبتهم بحسب بنود الأمر المحلي إلى البلاد التي أتوا منها.

 

شرطة أم القيوين تضع خططاً للتصدي لظاهرة التسول في رمضان

 

 

أكد العقيد سالم احمد المزروعي نائب قائد عام شرطة أم القيوين أنه تم وضع خطط مسبقة لمكافحة ظاهرة التسول التي تستشري في شهر رمضان المبارك من كل عام حيث شكلت فريقا متخصصا للتصدي للمتسولين والتعامل معهم حسب القانون والذي سيكثف جهوده مع بداية الشهر الفضيل في كافة المواقع لمراقبتهم وضبطهم ، لافتا إلى أنه منذ بداية العام الجاري تم ضبط شخصين يمارسان عملية التسول في أماكن متفرقة من الإمارة ، مشددا على أنه سوف يتم إبعادهم ، وأن العام الماضي تم ضبط 10 أشخاص متسولين تم تحويلهم للجهات المختصة .

وأضاف إنه تم وضع خطة محكمة للتصدي لتلك الظاهرة وذلك بتكثيف الدوريات وتوزيعها على المناطق النائية التي تكثر فيها عمليات التسول حيث يتم جمع المعلومات عنهم لمتابعتهم وترصدهم ، مبينا أن التهاون مع تلك الفئة من المتسولين يسبب مشاكل أمنية لذلك لا بد من التصدي لهم ومحاربتهم وذلك بتعاون الأفراد مع الجهات المختصة بعدم إتاحة الفرصة للمتسولين باستغلال مشاعرهم الإنسانية على نحو يسهل لهم الحصول على الأموال من أجل الحد من تلك الظاهرة التي تكثر في شهر رمضان .

وناشد المواطنين والمقيمين بعدم المبالغة في التعاطف مع هذه الفئة لأنها تستغل عطف الناس في الحصول على المال بسهولة دون اللجوء إلى المؤسسات والهيئات الخيرية وصناديق الزكاة المنتشرة في كافة إمارات الدولة لمساعدتهم في سد احتياجاتهم وفق الشروط والمعايير التي تتبعها تلك الجمعيات ، في الوقت ذاته ناشد الأفراد ضرورة إبلاغ إدارة الشرطة عن أي متسول عند مشاهدته ، لافتا إلى أن المتسولين عندما يشعرون بإحكام الرقابة عليهم والملاحقة يتوجسون خيفة ويرتدعون.

ظاهرة

وأوضح أن ظاهرة التسول أصبحت في تراجع مقارنة مع الأعوام الماضية وذلك نتيجة للمتابعة المستمرة من قبل الجهات الشرطية التي تقوم بها، إضافة إلى الإجراءات الصارمة التي تتخذ بحقهم فضلا عن التعاون المشترك بين أفراد المجتمع والشرطة وذلك بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات ما يؤدي إلى ضبط المتسولين واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنهم .

وأشار إلى أن حماية المجتمع مسؤولية مشتركة تعزز المكاسب التي حققتها الشرطة في الحفاظ على الأمن وضمان استقراره، وأن تلك الشراكة مع المجتمع تعد من أولويات العمل الشرطي لتعزيز المفهوم الذي يؤدي إلى ديمومة ثقافة التواصل ما يسهم في الحفاظ على الأمن وإشاعة الطمأنينة والاستقرار عبر تكاتف جهود رجال الشرطة والمواطنين والمقيمين ، وبذلك المفهوم يمكن القضاء على ظاهرة التسول .

 

 

..وشرطة الشارقة تخصص هاتفاً للابلاغ

 

 

 

كشفت الادارة العامة لشرطة الشارقة عن رقم هاتف خاص للابلاغ عن ظاهرة التسول والظواهر السلبية، وذلك بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وحرص سموه على تفعيل دور الجمهور في مكافحة التسول والحد من الظواهر السلبية التي تنشط خلال شهر رمضان المبارك.

وبمتابعة اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة باتخاذ التدابير والاجراءات وتسخير كافة الوسائل التي تمنع وتحد من هذه الانشطة فقد دعت شرطة الشارقة أفراد المجتمع للتواصل معها عبر الهاتف المجاني الذي تم تخصيصه لهذا الغرض .

والذي يحمل رقم 06.5632222 للابلاغ عن حالات التسول بكافة اشكاله وظاهرة غسل المركبات في الشوارع العامة والباعة المتجولين والاشخاص الذين يقومون بطرق أبواب المنازل لعرض منتوجاتهم وحالات التسكع والتجمعات التي يقوم بها بعض الشباب والاحداث وغيرها من الافعال المنافية للقيم في الاحياء السكنية حيث يعمل الهاتف المخصص لهذه الخدمة على مدار ساعات اليوم بهدف تلقي البلاغات وإحالتها إلى الجهات المختصة والتي سوف تقوم على الفور بالتدخل . الشارقة فهمي عبدالعزيز