لم تكن رحلتنا إلى غانا مع وفد مؤسسة دبي العطاء سهلة، كما لم تكن بالصعوبة التي اعتقدناها قبل السفر من دبي، فأعددنا العدة لنتحمل أي شيء في سبيل هدف إنساني ونبيل في المقام الأول وهو الاحتفال بثمار غرس بذرته «دبي العطاء»، التي أسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في عام 2007.
إنما الأصعب والأقسى على النفس ما شهدناه من وقائع على الأرض من احتياجات ملحة لتلاميذ منطقة ابوكو بى «بغانا أيست»، جعلت «دبي العطاء» المؤسسة الأقوى بين مثيلاتها العالمية تتقدم بخطى ثابتة نحو تهيئة هؤلاء الأطفال للانتظام في المدرسة، وعدم التسرب لمساعدة الأهل في تحمل أعباء المعيشة، أو التشتيت الناتج عن الجوع والتفكير في الطعام.
أكثر من ثماني ساعات طيران قضاها ممثلو دبي العطاء والوفد الإعلامي المكون من «البيان» و«تلفزيون دبي» وجريدة «الخليج» ووكالة الأنباء الإماراتية «وام» من مبنى رقم 3 في مطار دبي على متن طائرة «طيران الإمارات» ومثلها أثناء الرجوع، لم نفكر خلال السفر إلا في شيء واحد هو البحث عن إجابة لهذا السؤال الذي يلح على أي صحفي أو إعلامي في مهمة صحفية وهو: ماذا هناك في غانا وما هو هذا البرنامج الذي اهتمت به مؤسسة دبي العطاء وعدة شركاء عالميين ومحليين، جمع برنامج التغذية المدرسية في غانا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي ومؤسسة (اس ان فى) المحلية؟
استقبال غير عادي
جاءت إجابة السؤال في اليوم الثاني والثالث للرحلة بعد راحة اليوم الأول في فندق موفنبيك بالعاصمة الغانية «اكرا»، حيث حفل اليوم الثاني الأربعاء الموافق الثاني من شهر مايو باستقبال غير عادي لوفد «دبي العطاء» برئاسة طارق القرق الرئيس التنفيذي للمؤسسة، من جمع غفير من مسؤولي ووجهاء المنطقة على رأسهم سامويل أوفوسو أمبوفو وزير الشئون المحلية والتنمية القروية، ونائبه ستيف ألما، وكوا ساكى الرئيس التنفيذى لبلدية «غانا ايست» وفضيلة الشيخ عبدالله توري إمام الأئمة في المنطقة.
وشهد الاحتفال ممثلون عن الحكومة المحلية وعدد من المنظمات الدولية مثل برنامج التغذية المدرسية في غانا ومؤسسة بيل وميليندا غيتس وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي ومؤسسة (اس ان فى) المحلية المعنية بمثل هذه البرامج وعدد من وجهاء المنطقة ومجموعة من المزارعين المستفيدين من البرنامج، وعدد من طلاب وطالبات المدارس المستفيدة.
في الاحتفال الرسمي أعلنت «دبي العطاء» برنامجها للتغذية المدرسية بوساطة المنتجات المحلية في جمهورية غانا لمدة أربع سنوات بهدف المساهمة في تحسين مستوى التعليم والصحة والتغذية لأكثر من 320 ألف طفل في سن التعليم الأساسي إضافة إلى تحسين معيشة دخل أكثر من 80 ألف أسرة ريفية.
وقالت إن هذا البرنامج يتلقى دعماً من دبي العطاء بحوالي 10 ملايين درهم تقريباً بما يساوي (2.7 مليون دولار) من قبل المؤسسة بالتعاون مع مؤسسة «الشراكة من أجل نماء الطفل» وبدعم من برنامج التغذية المدرسية في غانا الذي أطلقته الحكومة الغانية عام 2005 لخفض أعداد الفقراء.
وقد وجه مسؤولو وأعيان وأهالي المنطقة الشكر والتقدير الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على مبادرة دبي العطاء، والتي تسهم في تعزيز تعليم الاطفال وتنمية المجتمع المحلي، سائلين الله تعالى ان يجزي سموه خير الجزاء وأن يكتب الله له هذا العمل في ميزان حسناته وأن يطيل الله في عمر سموه.
طعام صحي
وفي كلمة له خلال الافتتاح قال القرق إن هذا البرنامج يعتمد على قاعدة أساسية وهي أن الأطفال الأصحاء يتعلمون بشكل أفضل، وان برامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية والتي هي جزء من برامج دبي العطاء المتكاملة للصحة المدرسية والتغذية أثبتت فعاليتها في انتظام حضور الأطفال للأيام المدرسية واستفادتهم من التعليم بشكل عام عبر تناول طعام صحي ومغذٍ.
وأشار إلى أنه على المستوى العالمي تساعد هذه البرامج البلدان النامية على تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية ذات الصلة بالتعليم الأساسي.
وقال: يشكل برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية بديلاً مستداماً ومتكاملاً لتوفير الوجبات في المدراس بحيث يؤمن الوجبات المغذية للأطفال ويعزز النشاط الاقتصادي في المناطق النائية.
وأضاف القرق أن البرنامج سينعكس إيجاباً على أطفال المدارس إضافة إلى المجتمعات الريفية المهمشة نظراً لأن المواد الأولية المستخدمة في إعداد الوجبات المغذية لأطفال المدارس ستكون من إنتاج المزارع المحلية، وهذا بدوره يشكل حلقة مستدامة بحيث يتلقى الأطفال الغذاء اللازم ويرتفع دخل الأسر الريفية.
وقال موجها حديثه للحضور: يسعدني أن أكون بينكم اليوم لإطلاق برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية الذي يهدف إلى تحسين مستوى حياة أكثر من 320 ألف طفل في سن التعليم الأساسي وأكثر من 80 ألف أسرة قروية في غانا، حيث سيدعم هذا البرنامج النهج الوطني للتغذية المدرسية في غانا، وتبلغ قيمة مساهمة دبي العطاء 2.7 مليون دولار، فيما سيتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع مؤسسة الشراكة العالمية من أجل نماء الطفل.
جهود العطاء
وأشار الى جهود دبي للعطاء العالمية في العديد من الدول النامية فقال: لقد أطلقت دبي العطاء بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، انطلاقاً من إيمان سموه الراسخ بأهمية التعليم كأداة لكسر حلقة الفقر، وكان وراء تأسيس دبي العطاء إيمان ورغبة سموه في منح الأطفال بصرف النظر عن عرقهم أو معتقدهم، فرصة للإسهام بشكل إيجابي في تنمية مجتمعاتهم.
وأضاف أن دبي العطاء تأسست في عام 2007 بهدف توفير التعليم الأساسي لمليون طفل في البلدان النامية واليوم ومع إطلاق برنامجنا في غانا يصل عدد المستفيدين من برامجنا إلى أكثر من 7 ملايين طفل في 28 بلداً نامياً، وتقوم برامجنا المتكاملة على أربعة عناصر أساسية هي: البنية التحتية للمدرسة والصحة المدرسية والتغذية والمياه والمرافق الصحية والنظافة في المدارس وجودة التعليم، حيث تسهم في التصدي لهذه التحديات التي تعيق الأطفال عن إتمام مسيرتهم التعليمية.
وقال: بخصوص برنامجنا في غانا فإننا نحاول معالجة مسألة الجوع التي تحد من قدرة الأطفال على التعلم، ويعتمد البرنامج على مبدأ أن الأطفال الأصحاء يتعلمون بشكل أفضل، وقد تعلمنا من خبرتنا أن توفير وجبات مغذية للأطفال أثناء ساعات المدرسة من شأنه تحسين معدل التزامهم بالدوام وتحصيلهم الدراسي، وخصوصاً في المناطق النامية والأهم من ذلك أن نمط تغذية صحياً خلال سنوات التعليم الأساسي يضمن تعزيز مستوى استعياب الأطفال وتحسين مستقبلهم سواء في المدرسة أو في الحياة اليومية.
وأضاف أن البرنامج سينعكس ايجابا على أطفال المدارس إضافة إلى المجتمعات الريفية المحلية نظراً لأن المواد الأولية المستخدمة في إعداد الوجبات المغذية لأطفال المدارس ستكون من إنتاج المزارع المحلية وهذا بدوره يشكل حلقة مستدامة بحيث يتلقى الأطفال الغذاء اللازم ويرتفع دخل الأسر الريفية وسنعمل على تحسين القدرات الإدارية داخل البلد والترويج لأنظمة توصيل فعالة من حيث التكلفة يمكن أن تؤدي إلى زيادة كفاءة البرنامج على المدى الطويل.
وفي ختام كلمته قال القرق إن هذا المزيج بين التوصيل الفعال والسعة المتزايدة يتيح للبرنامج التطور والتوسع في المستقبل ونأمل أن تزداد انعكاساته الإيجابية على أجيال المستقبل ومجتمعاتهم ونأمل أن يشكل إطلاق البرنامج اليوم بداية مسيرة القضاء على الفقر وضعف التغذية والتحديات الأخرى التي تمنع الأطفال ومجتمعاتهم هنا في غانا من الاستمتاع بحياة صحية ومستقرة ومزدهرة.
أربع سنوات
سامويل أوفوسو أمبوفو، وزير الشؤون المحلية والتنمية القروية بدوره كان له كلمة أشاد فيها بدعم دبي للعطاء ومساهمتها في اطلاق مبادرة لتعزيز المستوى الغذائي للأطفال في المدارس بدعم من المؤسسة، وقال: بدعم دبي للعطاء سيتم ايصال وجبات تغذية للأطفال في المدارس، مقدراً ومثمنا ايضا جهود جميع الشركاء.
وأشار الوزير الغاني الى البرنامج الوطني لبلاده للتغذية المدرسية والذي اطلقته منذ سبع سنوات والذي يجري تطبيقه بشكل تدريجي، لافتا إلى أن مبادرة دبي للعطاء تأتي لدعم البرنامج من خلال تغذية 320 الف طفل على مدى أربع سنوات.
وقال إن هذا البرنامج يعتبر اهم واكبر برنامج لخفض الفقر في غانا، معتبراً انه استثمار في اطفال غانا ويأتي كجزء من جهود الحكومة لتحقيق الاهداف الانمائية للألفية الثالثة التي اقرتها الامم المتحدة، واضاف أن حكومة غانا اتخذت خطوات مهمة لمكافحة الفقر، مضيفاً أننا تعلمنا العديد من الدروس على مدى الأعوام الماضية وخصوصاً في العامين الاخيرين، حيث تم اتخاذ خطوات لاستمرار البرنامج واستدامته ووضعنا هدف ايصال التغذية المدرسية الى مليون ونصف المليون طفل امام أعيننا، ونسعى الى تحقيقه لأطفال تلاميذ المدارس الحكومية الذين يستهدفهم البرنامج، موضحا أن النسبة التي تم الوصول إليها بلغت 40 بالمائة من العدد المستهدف.
وأشار الوزير الغاني الى انه لابد وأن يكون هناك تطوير للبرنامج بما يضمن زيادة اعداد المستفيدين وتطويره وجودة ايصال الاغذية، ولهذا تعمل الحكومة الغانية بجد لتطبيق هذا البرنامج بالتعاون مع شركائها الدوليين بما فيها دبي للعطاء والشركاء المحليين «المزارعين» والمدارس والطهاة.
وأضاف، «سنحاول اتباع افضل الممارسات العالمية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمة التنمية الهولندية وسنركز على العامل المحلي في هذا البرنامج من حيث المنتج المحلي والإدارة المحلية ولجان التدقيق والمتابعة المحلية، وفي النهاية فإن اقتصادنا المحلي هو الذى ينمو».
وقال: نقوم بالتدقيق والمتابعة على آليات تنفيذ البرنامج بما يضمن الاثر الاكبر على الاطفال في المدارس، واشار الى اختيار «ابوكو بي» لاطلاق البرنامج بمشاركة دبي للعطاء نظراً لأهميتها التاريخية وستكون مثالاً يحتذى لباقي مناطق جمهورية غانا.
حملة تثقيفية
ومن جانبها قالت الدكتورة ليسلي دريك المدير التنفيذي للشراكة من أجل نماء الطفل، إن هذا الدعم السخي المقدم من دبي العطاء سيحدث أثراً ملحوظاً في مستوى صحة أطفال المدارس وتغذيتهم وتحصيلهم الدراسي الأمر الذي يؤثر بصورة إيجابية على المجتمعات المحلية التي يعيشون داخلها كما يُعد برنامج التغذية المدرسية في غانا مثالاً ممتازاً على الممارسة الجيدة، ومما لا شك فيه أن هذا التمويل سيدعم التوجه العام نحو تعميم برامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية على مستوى القارة والمحافظة على استمراريتها.
وشكرت دكتورة ليسلي جهود دبي للعطاء التي تركز على ان التعليم السليم يتطلب تغذية سليمة معربة عن سعادتها للتعاون والشراكة مع دبي للعطاء ضمن فريق التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية والذي يعتمد على الطعام المحلي للأطفال المحليين مشيرة الى ان الاطفال هم المستقبل.
وألقى ستيف ألما، نائب وزير الشئون المحلية والتنمية القروية كلمة اشار فيها الى اهمية البرنامج، منوها بتمويل دبي للعطاء لدعم حكومة غانا في تغذية اطفال المدارس بحوالي 2.7 مليون دولار، مشيرا الى ان اهداف البرنامج تشمل تحسين تغذية الاطفال بحيث تتضمن الفيتامينات والمواد المغذية، ما يساعد على نموهم وتعلمهم وتحصيلهم الدراسي وتحتوى الوجبة التي تقدم يوميا للأطفال في المدرسة على جميع المواد الغذائية، مضيفا أن هؤلاء الاطفال يمثلون حلقة الوصل بين اهاليهم والمدارس، مشيرا الى حملة تثقيفية للأهالي لتدعيم تنفيذ البرنامج وتشجيع ابنائهم على التعليم.
وأكد نائب وزير الشئون المحلية والتنمية القروية اهمية وجود سياسة وطنية على مستوى غانا بالتعاون مع مختلف المنظمات والمؤسسات والعمل على تطوير مثل هذا البرنامج بما يضمن تحقيق الاهداف الانمائية للألفية الثالثة للأمم المتحدة، مشيرا في ختام كلمته الى انه ستكون هناك مراجعة للنتائج وآليات العمل بالتعاون مع الشركاء.
عمل جليل
وألقى كوا ساكي، الرئيس التنفيذي لبلدية «غانا ايست»، كلمة ترحيبية اوضح فيها ان برنامج التغذية المدرسية الوطني له انعكاسات ايجابية على حياة أهالي المنطقة، وقال: «نحن ملتزمون بهذا البرنامج ونعمل بجد على تطبيقه وتطويره من حيث جودة الطعام وآليات تحضيره، والقيام بزيارات ميدانية مفاجئة للمطابخ للتأكيد على جودة تنفيذ البرنامج»، وأشاد بالتعاون بين مختلف الشركاء في هذا البرنامج ودخول دبي العطاء الشراكة دعما للبرنامج وأهدافه في التنمية المحلية وتشجيع الطلاب على التعليم، مؤكدا أن التحدي الذي يواجه البرنامج هو ربط طهي الطعام بالمزارع المحلية ونوعية الربط الفعال من خلال عمل وتعاون الشركاء.
وقال: من خلال البرنامج يتم اطعام آلاف الاطفال يوميا في مدينتين داخل منطقة «غانا ايست». من جانبه، وجه فضيلة الشيخ عبدالله توري إمام الأئمة في المدينة التابعة «لغانا ايست»، وأحد الشخصيات المحلية، الشكر والتقدير الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على مبادرة دبي للعطاء والتي تسهم في تعزيز تعليم الاطفال وتنمية المجتمع المحلي، سائلاً الله تعالى ان يجزي سموه خير الجزاء وأن يكتب الله له هذا العمل في ميزان حسناته وان يطيل الله في عمر سموه، مشيدا بمساهمة دبي للعطاء في هذا البرنامج والتي تسهم بدعم البرنامج الغاني للتغذية المدرسية.
وبعد انتهاء الاحتفال واطلاق البرنامج توجه وفد دبي للعطاء بزيارة تفقدية الى مواقع مزارع عدد من المزارعين المستفيدين من البرنامج للاطلاع عن قرب على المساحات التي تتم زراعتها بالمنتجات المستخدمة لتغذية الاطفال، كما استمع بوجود ممثلين حكوميين وممثلين عن المنظمات الشريكة لملاحظات المزارعين.
وفي اليوم الثاني قام الوفد بزيارة احدى مدارس التعليم الأساسي المستفيدة من البرنامج وهي مدرسة مشتركة للبنين والبنات، حيث تعرف على طريقة تجهيز وطبخ الوجبات الغذائية وتوزيعها على الاطفال بالمدرسة، والتقى خلال الزيارة مع ستيفن ام اى كيه اكاه، نائب وزير الحكومة المحلية للتنمية الريفية بمنطقة «ابوكو بى»، الذي قام بتكريم وفد دبى للعطاء، والتقى الوفد جورج ايه تساكل، الوزير المحلي بالمنطقة، بحضور ممثلي مؤسسة الشراكة من أجل نماء الطفل.
تقديم وجبات مجانية للمدارس بتمويل «دبي العطاء» ومؤسسة بيل وميرندا غيتس
أعلن وزير الشؤون المحلية الغاني، بحضور وفد دبي العطاء، عن انطلاق أول نظام وطني للتغذية المدرسية في غانا، ووفقاً لهذا الإعلان تلتزم غانا وقيادتها بتقديم وجبات مجانية لأطفال المدارس، بتمويل مشترك من دبي العطاء ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتقوم منظمة «الشراكة من أجل نماء الطفل» بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي والبنك الدولي بدعم التحرك الحكومي في غانا لوضع برامج وطنية للتغذية المدرسية المستدامة عبر شراء الأغذية من صغار المزارعين المحليين.
وعلى مدار السنوات الأربع المقبلة سيسهم تبرع دبي العطاء ودعم منظمة «الشراكة من أجل نماء الطفل» في تحسين مستويات التعليم والصحة والتغذية لأكثر من 320 ألف طفل في سن التعليم الأساسي يعيشون في فقر وانعدام أمن غذائي، كما سيسهم في تحسين دخل أكثر من 80 ألف عائلة ريفية في غانا.
وقد بدأ برنامج غانا للتغذية المدرسية التابع للحكومة بشكل تجريبي داخل 10 مدارس أواخر عام 2005، ثم توسع منذ ذلك الحين إلى أن تم تطبيقه داخل 1695 مدرسة تضم 656 ألفاً و624 طالباً وطالبة في جميع مناطق غانا البالغ عددها 170 منطقة.
ويتضمن البرنامج ثلاثة مسارات عمل: يسعى الجزء الأول إلى تحسين النوعية التغذوية للمواد الغذائية التي يتم تقديمها، وذلك حتى تتم تلبية متطلبات التغذية الخاصة بالطاقة والبروتين وفيتامين (أ) و(ج) والحديد والزنك واليود للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 10 سنوات باستخدام طرق مختلفة. وبدورها، توجه المدارس المزارعين بشأن نوعية المحاصيل التي ينبغي زراعتها لتلبية هذه الاحتياجات الغذائية.
تشكل توعية المجتمع المحلي المكون الثاني، حيث يتم تثقيف الآباء بشأن أهمية التعليم والتغذية لأطفال المدارس وعائلاتهم.
فيما يتمثل المكون الثالث في إدارة برنامج مجاني للتخلص من الديدان المعوية.
ويعد برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية هو أحد المشروعات التي تقودها وتديرها حكومات أفريقية، حيث يرى الاتحاد الأفريقي أن برنامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية يحقق «مكاسب سريعة» في التصدي لمشكلة عدم الأمن الغذائي ومحاربة الفقر.
كما تشكل برامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية فائدة مشتركة للأطفال والمزارعين على حد سواء. بإعطاء أطفال المدارس وجبات مغذية، تزداد احتمالية حضورهم إلى المدارس واستمرارهم فيها، فيما تزداد أيضاً قدرتهم على التحصيل الدراسي. ويحقق استخدام هذه البرامج للمنتجات المحلية الاستقرار في السوق ويعود بالفائدة على الاقتصاد الزراعي المحلي بوجه عام وصغار المزارعين بوجه خاص.
دبي العطاء .. شراكات مع مؤسسات كبرى خدمة للانسانية
دبي العطاء هي مؤسسة إنسانية إماراتية أطلقها صاحــــــــب السمــــــو الشيــــخ محمــد بن راشـــد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في سبتمبر 2007 بهدف توفير التعليم الأساسي السليم للأطفال في البلدان النامية. وتطبق دبي العطاء أفضل الممارسات العالمية في مجال المنظمات غير الحكومية، وقد ارتبطت بالعديد من الشراكات مع منظمات دولية كبرى مثل مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» و«كير إنترناشيونال» والاتحاد العالمي لتحسين التغذية «غاين» وغلوبال نتورك وأوكسفام جي بي وبلان إنترناشيونال و«مؤسسة مساحة للقراءة».
و«منظمة إنقاذ الطفولة» و«سكولاستيك» فضلاً عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف). وتطبق برامج تربوية أساسية شاملة في 24 بلداً منها: بنغلادش والبوسنة والهرسك وكمبوديا وتشاد وجزر القمر وجيبوتي ومالي وموريتانيا ونيبال والنيجر والأراضي الفلسطينية المحتلة وباكستان وسيراليون والسودان واليمن.
إضافة إلى توفير الدعم للاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان، وذلك من أجل تحقيق الهدف الثاني والثالث والثامن من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية الجديدة بحلول عام 2015، وهم ضمان تعميم التعليم الأساسي وتعزيز المساواة بين الجنسين وإقامة شراكات عالمية من أجل التنمية.
برامج الصحة المدرسية والتغذية تحسن صحة الأطفال
يذهب 60 مليون طفل في البلدان النامية إلى مدارسهم كل يوم وهم جائعون، ويتعذر على الأطفال الذين لا يأكلون استيعاب دروسهم.
يعيش ما يزيد على نصف سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأقل من دولار أميركي في اليوم. ويتكسب ثلثا السكان أرزاقهم بالعمل في الزراعة، و70% من صغار المزارعين هم من النساء.
أثبتت برامج الصحة المدرسية والتغذية أنها لا تحسن صحة الأطفال ومستواهم الغذائي فحسب، بل إنها ترفع أيضاً من قدراتهم التعلمية وتزيد من اختياراتهم في الحياة على الأجلين القصير والطويل. وعلى هذا الأساس، تسهم هذه البرامج إساهماً كبيراً في جهود البلدان بشأن توفير التعليم للجميع وتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية الجديدة.
أثبتت الأبحاث في المجتمعات التي تنتشر فيها عدوى الديدان المعوية أن العدوى المزمنة بالديدان تضر صحة الأطفال وتحد من قدرتهم على الحصول على التعليم وتمنع امتصاص المغذيات الضرورية.
نماء الطفل .. جهود عالمية
منذ تأسيسها عام 1992، أخذت «الشراكة من أجل نماء الطفل» على عاتقها مهمة تنسيق الجهود متعددة القطاعات لمساعدة البلدان ذات الدخل المنخفض على تنفيذ برامج فعالة تدريجية ومستدامة للصحة المدرسية والتغذية. وتعمل «الشراكة من أجل نماء الطفل» حالياً في عدد من البلدان يزيد على 50 بلداً (منها 37 بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى)، ويشارك فيها ما يتجاوز 100 شريك من شركاء التنمية على المستويات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية والقطرية. وفي الأعوام الأخيرة، انتقلت بنجاح 75% من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى برامج تديرها وتمولها وتنفذها حكوماتها.
وتعتمد «الشراكة من أجل نماء الطفل» على هذه الخبرة والنجاح في توفير بيئة داعمة لجمع كل الجهات المعنية بهدف تحديد الفوائد الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لبرامج التغذية المدرسية بالمنتجات المحلية، كذلك العمل معاً على وضع برامج فعالة ومستدامة.



