لم يخطر في ذهن الشاب "م. ف" عربي الجنسية، أنه سيقع رهينة لمقايضة بين زوجتيه، الأولى نيوزلندية والثانية فلبينية، إذ قامت الزوجة النيوزلندية خلال غيابه في موطنه الأصلي، بالاتفاق مع ضرتها الفلبينية بتنازل الثانية عن ابنتها "سلوى" من زوجهما مقابل 15 الف درهم، على سبيل التبني، وذلك بموجب عقد وقع في سفارة بلادها التي تتيح انظمتها وقوانينها مثل تلك العقود، وان تهرب الفلبينية بجنينها الذي تحمله في أحشائها إلى بلدها، فيما أصبح الزوج يقطع المسافات بين بلده وسفارتي زوجتيه وأقسام الشرطة والمحاكم ، لتخليص ابنته رهينة عقد التبني ، ومعرفة مصير ابنه الجنين، الذي هربت به الفلبينية إلى موطنها دون ابلاغه ومعرفة عنوانها.

ذلك الإطار العام للمأساة التي يرويها الزوج "للبيان" وهو يحتضن طفلته سلوى بيد وبالأخرى يحمل ملفا مليئا بالأوراق والمراسلات التي تراكمت من خلال الدعاوى والمراجعات ، فيما سلوى تبكي بحثا عن أم ترضعها وترعاها ، وأب في حيرة من امره ،فالزوجة الأولى تقيم في مدينة مجاورة تتبع لبلد آخر وتتسمك بعقد التبني، والزوجة الثانية هربت بالجنين وهي مجهولة العنوان.

الزوج قال انه تزوج من فتاة نيوزلندية ،تعمل في مجال التمريض في احدى المؤسسات الصحية بمدينة العين، واستمرت العلاقة بينهما أكثر من خمس سنوات ،إذ اصبح بينهما مشاريع شراكة مالية في موطن الزوجة، إلا انهما لم ينجبا اطفالا، وكذلك اتفقا على أن يتزوج الزوج من فتاة فلبينية بهدف الإنجاب ،وبالفعل تم الزواج ،وعاشت الضرتان كل منهما حياتها الخاصة ، وانجبت الفلبينية فتاة اطلق عليها اسم "سلوى" وتم تسجيلها على جواز سفر والدها وأصبح عمرها سنتين ،وهي بانتظار شقيق ثان تحمله أمها في أحشائها منذ شهرين، ويضيف الزوج انه ونظرا لارتباطها بعمل تجاري خاص مع شقيق زوجته النيوزلندية ،فقد سافر لإنجاز العمل في بلده، وبعد عودته صعق بالمفاجأة التي كانت تنتظره.

فقد اتفقت الضرتان فيما بينهما ،على ان تتنازل الأم الفلبينية عن امومتها للطفلة سلوى لصالح النيوزلندية ،على سبيل التبني ،بموجب عقد يوقع بينهما في سفارتها التي تتيح انظمتها مثل ذلك ،مقابل 15 الف درهم ،تغادر بعدها الأم الفلبينية بجنينها إلى بلدها.

وهنا دخل الزوج في دوامة البحث عن ابنته التي وجدها قبل ان تغادر ،فيما بدأت زوجته النيوزلندية مساومته على إمكانية التنازل عن عقد التبني في سفارتها، مقابل تسوية صفقة مالية قدرها نصف مليون دولار، حسب ما يدعي ، نظير شراكته مع شقيقها ، فيما باءت بالفشل كل جهود البحث عن الفلبينية التي غادرت الدولة.

وما بين سفارتي البلدين وسفارة بلاده واقسام الشرطة والمحاكم ،يقطع الزوج المسافات ويجري الاتصالات الدولية والمحلية، بانتظار أن يجد مخرجا لمشكلته ،بان يلغي صفقة التبني في سفارة الزوجة الأولى بطلب بطلان العقد أو التصالح معها ،خوفا من ملاحقته قانونا في بلدها في حال ذهابه لهناك ،والبحث عن زوجته الفلبينية ،على أمل استرداد طفله الجنين قبل ان يصبح هو الآخر رهينة مستقبل مجهول، فيما عينا سلوى تغرقان في الدموع بحثا عمن يؤمن لها الرعاية والحنان والنوم باطمئنان في ظل والدين أصبحا في خبر كان.