قال سلطان علي الطاهر رئيس قسم التفتيش الغذائي في بلدية دبي ان عملية التفتيش تسير وفق آلية محددة ومرسومة مسبقاً، اذ ان كافة المؤسسات الغذائية في الامارة مرتبطة بنظام الكتروني للتفتيش، بحيث يتم توزيع المناطق على المفتشين، مشيراً الى انه يتم اسبوعياً توزيع المهام على المشرف بحيث يتعرف كل منهم إلى خطة التفتيش الخاصة به مطلع كل اسبوع، جاء ذلك خلال جولة مفتشي قسم الرقابة الغذائية والتفتيش الغذائي في بلدية دبي التي رافقتهم فيها " البيان" للتعرف عن قرب على آلية التفتيش على المؤسسات ، وطبيعة المخالفات التي يتم توجيهها لكل مؤسسة.
وما هي الاخطاء الشائعة، وعلى ماذا يتم فرض الغرامات، والتعرف عن قرب إلى كيفية سير عملية التفتيش وبدئها يوميا مطلع كل صباح، وذلك بعد نشر "البيان" خبرا حول انخفاض المخالفات وعدد وقيمة الغرامات المفروضة على المؤسسات الغذائية في دبي بمختلف أنواعها وأنشطتها بنسبة تصل الى 8% بين عامي 2010 و2011
مسؤوليات
واوضح الطاهر ان كل مفتش تقع على عاتقه مسؤولية 5 عمليات تفتيش اسبوعياً (على الأقل)، تتنوع بين مطاعم وبقالات وكافتيريات ومقاه وغيرها، مؤكداً انه يتم تدوير وتغيير المفتشين على المناطق كي لا يحدث نوع من التعود من المفتش على المكان بحيث لا يلحظ المخالفات او العكس على سبيل المثال، ولضمان النزاهة ، وايضا تنويع الخبرة زيادتها بين المفتشين باختلاف الواقع والمؤسسات التي تتم عليها عمليات التفتيش.
وحول عدد الزيارات المفروضة على كل مؤسسة، اوضح الطاهر ان عدد الزيارات يعتمد على مدى التزام المؤسسة الغذائية ومدى تكرار المخالفات فيها ومدى احتياجها لتكرار عدد الزيارات ، واضاف: ( المؤسسة الملتزمة .
والتي لا تقوم بمخالفات كثيرة لا تتطلب منا تكرار العملية بشكل متقارب بل نركز على تلك الاكثر خطورة او الأكثر تكراراً في المخالفات والممارسات الخاطئة لتعديل وضعها، وهذا لا يعني ان نعفي المؤسسات التي يشير ملفها او تاريخها الى حسن العمل فيها وسيره بشكل مناسب، على العكس من ذلك نواصل التفتيش عليها لكن بصورة اقل من تلك التي تتكرر مخالفاتها او التي تشهد ارتفاعا في نسبة المخالفات).
آلية الزيارات
وقال رئيس قسم التفتيش الغذائي في بلدية دبي : (الزيارات تنقسم الى ثلاثة اقسام.. الاولى زيارات روتينية، وهي المعتمدة ضمن الجدول السنوي او الاسبوعي، والثانية زيارات مفاجئة والتي تعتمد على شكاوى او بلاغات او حتى لمجرد المتابعة من قبل البلدية، والاخيرة زيارات بناء على اداء المؤسسة بمعنى متى ما تكررت مخالفات المؤسسة او زادت يصبح عدد الزيارات لها اكبر .
وبالتالي لا يتم الاكتفاء بالزيارات الروتينية). وأوضح ان البلاغات تكون مقدمة في العادة من الجمهور المتعامل مع تلك المؤسسات حيث يتقدم بالابلاغ عنها لمركز الاتصال التابع للبلدية والذي يعمل على مدار الساعة لتلقي البلاغات والاقتراحات والشكاوى، على الرقم 800900 ، مؤكدا ان المركز مرتبط بشكل مباشر بقسم التفتيش الغذائي مباشرة ، حي يتم ابلاغ القسم بأية شكاوى او بلاغات على الفور ليتم التعامل معها.
إجراءات التفتيش
وقال الطاهر : (تخضع للتفتيش كافة المؤسسات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالاغذية وتخضع الى تفتيش مبرمج ضمن برنامج التفتيش والغرامات العام، وتحدد الزيارة الدورية بناءا على درجة خطورة النشاط، ويدخل المفتش المؤسسة وينفذ عملية التفتيش من خلال مطابقة مدى استيفاء المؤسسة للمواصفات والاشتراطات الفنية والصحية وتحديد المخالفات والنقاط الحرجة الممنوحة لتلك المؤسسة مع الكشف على كافة المستندات المطلوبة وادخال المخالفات كافة في نظام التفتيش والغرامات المعلول به في بلدية دبي).
وأضاف : (عقب ذلك يحدد المفتش طبيعة المخالفة عبر تتبع قائمة المخالفات في نظام التفتيش والغرامات العام حسب الملاحظة التي تم رصدها اثناء التفتيش عن طريق اختيار احد المستويات المدرجة المعمول بها وهي: (المخالفة لا تنطبق على المؤسسة ، عدم وجود مخالفة ، وجود فرصة للتحسين، وجود مخالفة بسيطة ، وجود مخالفة متوسطة، وجود مخالفة حرجة، المؤسسة لا تمارس العمل اومغلقة" يقوم على اثرها المفتش باصدار تقرير التفتيش لنهائي الذي يبين مدى استيفاء المؤسسة لمواصفات والاشتراطات الفنية والصحية).
وأشار الى أنه في حال استيفاء المؤسسة للشروط الصحية يتم اعطاؤها تقريرا يوضح الدرجة التي حصلت عليها والملاحظات ، ويتم اعطاء المؤسسة الحاصلة على درجة (أ) في زيارتين متتاليتين رسالة شكر وتقدير، لافتا الى أنه في حال عدم استيفاء المؤسسة للشروط الصحية فيتم اعطاؤها تقريرا يحدد من خلاله المخالفات والغرامات والحلول المقترحة لها .
وقال: ( إن المؤسسة التي تشير نتيجة التفتيش عليها الى وجود خطر فعلي وصحي متدن او طفح في المجاري او وجود اعمال صيانة ، يتم اصدار امر ايقاف مؤقت عن العمل مباشرة لحين ازالة المخالفة او استكمال الصيانة، وفي حال حصلت المؤسسة على درجة (د ) خلال اربع زيارات روتينية متالية يتم اصدار امر بإيقاف مؤقت عن العمل لمدة اسبوع لازالة المخالفات الصحية،.
جولة ميدانية
بدات "البيان" جولتها في الصباح الباكر يرافقها سلطان علي الطاهر رئيس قسم التفتيش الغذائي في بلدية دبي وهو لا يخرج عادة للتفتيش بل يعمل على تنظيم العملية التفتيشية وتوزيع العمل على المفشين ومتابعة التقارير وغيرها من الاعمال الادارية ، الا انه رافقنا للتأكد من تقديم الشرح الوافي عن عمليات التفتيش بشكل كامل ، بالاضافة الى جمال ابراهيم ابو السعود ضابط اول صحة تفتيش الاغذية في البلدية ، يعمل في هذا المجال منذ 26 عاما ، ولا يمكن لأية مخالفة ان تمر امام عينه دون ان ينتبه لها بعينه الخبيرة ، ويوجه اصحابها بمنطق الحق والمصلحة المشتركة.
شملت الجولة مؤسسات صحية عدة ، منها مطاعم كبرى واخرى متوسطة ، وكافتيريات شعبية، ومقاه ، انتهت بحصيلة جيدة من المعلومات الصحية التي يجهلها الكثيرون ممن لا يرون عمليات التحضير التي تجري داخل مطابخ المطاعم او الكافتيريات التي يتوجهون اليها لطلب الطعام والاستمتاع به، ولا يعرفون تحديدا مدى الجهد المبذول من قبل البلدية للتأكد من ان الطعام الذي يصل للجميع هو طعام صحي خال من اية مسببات للتسمم او الضرر بصحة الانسان.
وتبدأ عملية التفتيش منذ اللحظة الاولى لدخول المفتش من باب المؤسسة الخارجي مرورا بالصالة وانتهاء بالمطبخ، حيث ان عين المفتش ابو السعود لا تكف عن النظر في كافة الاتجاهات للتأكد من ان كل شيء يسير حسب الاصول بدءا من السقف مرورا بالجدران وانتهاء بالارض والعاملين عليها وبكل ما تحمله.
ويواصل المفتش ابو السعود عمله بعد انتهائه من التفحص بعينيه فيطلب شهادات كافة العاملين في المؤسسة من موظفين وطباخين ومنظفين وغيرهم للتأكد من سريان بطاقاتهم الصحية ، ومن عدم اصابة أي منهم بأي نوع من المرض كي لا يتسبب ذلك الى انتقال مرضه عن طريق الطعام الى المستهلك، وبعد التأكد من كافة البطاقات ، يتأكد من نظافة العاملين ونظافة ملبسهم واظافرهم ، بحيث لا تكون طويلة او مكسورة او مصابة حتى لا تكون مكانا لتجمع الميكروبات ومن ثم انتقالها الى الطعام.
تهوية مناسبة
ويشير المفتش ابو السعود الى اماكن التهوية، مؤكدا ضرورة وجود فتحات تهوية مناسبة في المطبخ لخروج الدخان وروائح الطعام ولضمان عدم اختناق الموظفين العاملين في المكان، بالإضافة الى ضمان تجدد الهواء ، وتغير درجات الحرارة بسبب عمليات الطبخ واعداد الطعام التي تؤدي الى سخونة الجو.
كما يشير بيديه الى الاضاءة التي يجب ان تكون كافية للعاملين للتعامل مع الاشياء ومع الطعام وان لا تكون خافتة لا تمكنهم من ممارسة عملهم بالراحة المطلوبة، بالإضافة الى امر مهم ايضا في مسائل (السقف) وهي لاقطات الذباب والحشرات الكهربائية التي يتعين تواجدها في كافة المؤسسات الغذائية ويتحدد العدد المطلوب منها حسب حجم المكان، عوضاً عن ضرورة عدم تواجدها فوق الاطعمة او اماكن تحضير الطعام مباشرة كي لا تسقط الحشرات الميتة بواسطة هذه الآلة فوق الطعام.
وأكد أيضاً على ضرورة رفع كل من الثلاجات او الصناديق او المغاسل او غيرها من الادوات والاجهزة الموجودة في اماكن تحضير وطهي لطعام عن الارض، بواسطة حوامل معينة ذات عجلات تمكن عمال النظافة من ازاحتها بسهولة والتنظيف خلفها واسفل منها، منعها لتجمع الاوساخ او ركود المياه مما يتسبب بتكون الجراثيم والميكروبات التي ستنتقل حتما للعاملين او للطعام بشكل او بآخر.


