لم يردعه القسم الذي أداه للحفاظ على صحة المرضى وتقديم العون اللازم لهم، لتتحول يده التي يفترض أن تكون يد الرحمة إلى أداة مدمرة لصحة مرضاه الذين أقسم على أن يداويهم ويمد لهم يد العون.
تلك هي حكاية طبيب عربي ارتدى ثوب الجشع، وأعماه الطمع والرغبة في جمع المال الحرام، وراح يقدم لزهرة المجتمع وصفات طبية ممنوعة، لأنها عبارة عن مواد مؤثرات عقلية لا يتم أخذها إلا وفق محاذير كثيرة وحالات مرضية بعينها.
عناية الله ثم يقظة شرطة رأس الخيمة كشفت ذلك الطبيب متلبساً بوصفات طبية تم إعدادها وختمها بخاتم المركز الذي يعمل به، حيث كانت في طريقها ليد فئة من الشباب.
وقال النقيب علي محمد السعدي رئيس قسم عمليات المكافحة بإدارة مكافحة المخدرات، إن معلومات وردت إلى إدارة مكافحة المخدرات تفيد بقيام طبيب من إحدى الجنسيات العربية ببيع وصفات طبية غير مرخص بها لعدد من الشباب دون توقيع الكشف الطبي عليهم، ودون أن تستدعي حالاتهم الحصول على تلك الوصفات في العلاج، كما يقوم بعلاج الحالات النفسية التي تحتاج إلى طبيب نفسي متخصص في علاج المدمنين، ويمارس نشاطه خارج العيادة التي تقع في أحد المراكز الطبية.
وبناءً على تلك المعلومات والتحريات تم استصدار إذن من النيابة العامة لضبط الطبيب متلبساً، وتم إعداد كمين له في أحد شوارع الإمارة، حيث ضبط بحوزته عدد من الوصفات الطبية محررة ومجهزة للصرف، وجميعها موقعة ومختومة بخاتم المجمع الطبي التابع له وبخاتم الطبيب نفسه، وعليه تم تحويل الطبيب وملف القضية للجهات المختصة لاستكمال باقي الإجراءات القانونية بحقه. وناشد النقيب علي السعدي كافة أفراد المجتمع إلى ضرورة التكاتف والتعاون للتصدي لآفة المخدرات والعمل على القضاء عليها لحماية أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا من خطر المخدرات وويلاته.
يذكر أن القانون المادة رقم 43 من القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 1995م، والخاص بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، تنص على أنه لا تقام الدعوة الجزائية على من يتقدم من متعاطي المخدرات أو المؤثرات العقلية من تلقاء نفسه إلى وحدة علاج الإدمان أو إلى النيابة العامة.
