قصة خبرية

«مارسيل» توفيت بعد اعتناقها الإسلام بيومين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يكون من الصعب تصور أن فرحة ما قد تعتري من يفقد عزيزاً، فكيف إن كانت الحبيبة ورفيقة العمر وأم صغار كزغب القطا، كيف يمكن أن تتحول لوعة فراقها إلى فرحة نعم فهذه الفرحة كانت من أجلها، ماتت مارسيل وتركت صغارا لا يعرفون بعد معنى كلمة الموت، ولكن زوجها محمد ممتلئ القلب بالرضا لأن زوجته أعلنت اسلامها قبل وفاتها بيومين فقط، وهي التي تمسكت بعقيدتها خلال 12 عاماً عاشتها مع زوج مسلم يتمتع بخلق الاسلام وروحه.

ثقافة إسلامية

كانت مارسيل تقرأ عن الاسلام وتحبه وتؤمن بعظمته قبل أن تتزوج محمد، عاشت طيلة حياتها وهي تقرأ عن عظمة الإسلام وإعجاز القرآن الكريم لكنها لم تفكر يوما في اعتناق الإسلام، وقد أحبت زوجها محمداً لأنه مسلم يتمثل الاسلام في سلوكه وأخلاقه وليس كما اعتقد البعض انه أحبت الاسلام لحبها لزوجها الذي تعلمت منه الكثير والكثير عن الإسلام، وحاول أن يأخذ بيدها إلى الاسلام ولكنها تمسكت بعقيدتها ولم ترغب في تغير دينها واحترم هو ذلك، فعاشا سوياً بسعادة لأكثر من 12 عاما، أنجبا خلالها ولدا وبنتا، لم يدب بينهما خلافات زوجية تذكر، ولم يكف الزوج يوماً عن محاولة اقناع زوجته في الدخول إلى الإسلام، وبقيت هي على موقفها على الرغم من اقتناعها التام بصحيح الإسلام.

بداية المعاناة

وكعادته يذهب محمد مبكرا إلى عمله بعد أداء صلاة الفجر، إلا أنه هذه المرة فوجئ باتصال هاتفي من مارسيل تخبره فيه أنها تعاني من آلام مبرحة وتريد الذهاب إلى أحد المستشفيات في الحال، وما هي إلا لحظات قضياها سويا في حجرة الكشف بالمستشفى، لترتسم على وجهيهما علامات الدهشة والخوف الشديد، بعد أن أخبرهما الطبيب بشكوكه من وجود أورام سرطانية وهو ما أكدته التحاليل الطبية والإشعاعات لتدخل مارسيل في دوامة علاج المرض اللعين وتبدأ قواها بالانهيار تدريجيا نتيجة لكيماويات العلاج المستخدمة في هذا المرض، وخلال مرحلة العلاج التي لم تدم طويلا، حاول زوجها معها إقناعها بالإسلام، إلا أنها كانت على موقفها، بل وازدادت تمسكا بعقيدتها.

إشهار الإسلام

وفي النهاية التي لابد منها اعلن العلم عجزه أمام حالة مارسيل، حيث انتشر السرطان في كامل جسدها، ليتم حجزها بمستشفى المفرق في أبوظبي، ولم ينقطع الزوج عن زيارتها يوما واحدا، بل كان شبه مقيم معها إقامة كاملة، فقط يذهب لعمله صباحا، ليعود إلى المستشفى ليلبي لها مطالبها واحتياجاتها. وفي احدى هذه الزيارات فوجئ بطلبها إشهار إسلامها فسارع واتصل بقسم إشهار الإسلام التابع لدائرة القضاء في أبوظبي، طالبا منهم حضور أحد الموظفين للمستشفى لاتخاذ الإجراءات المتبعة لإشهار إسلام زوجته. وخلال دقائق وصلت أسماء الزعابي، رئيس قسم إشهار الإسلام بدائرة القضاء في أبوظبي، حاملة معها كافة نماذج المستندات والأوراق المطلوبة، وكانت مارسيل في حالة مرضية سيئة للغاية، فقرأت عليها الشهادة التي لم تتمكن من ترديدها، كل ما استطاعت القيام به هو رفع السبابة اليمنى والاشارة بعينيها بأنها تردد بداخلها ما تقوله أسماء الزعابي، وما هي إلا لحظات قليلة لتكمل الشهادة، ويضج مستشفى المفرق بلحظات فرح نادراً مايعرفها، وبعد يومين فقط ودون أن يمكن المرض مارسيل بأداء أي من واجباتها كمسلمة، تنتقل روحها إلى بارئها وهي مسلمة، وليتم دفنها في مقابر المسلمين في أبوظبي، وبقدر ما حزن محمد على فراق زوجته، وحزن معه أولاده، بقدر ما دب الفرح بين الأسرة كونها أسلمت وجهها إلى بارئها وهي مسلمة، داعين الله ان يتقبل اسلامها وتذهب إليه كما بشرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كيوم ولدتها امها وقد جب الاسلام جميع ما عليها من ذنوب.

Email