قصة خبرية

العسل المر.. رحلته تنهي حياة شاب في الفجيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازالت رحلة البحث عن العسل وخاصة في موسم تجميعه الذي لا يتعدى الـ 15 يوما حاضرة في وجدان ممتهني وعشاق هذه المهنة وخاصة ممن هم في مقتبل العمر الذين توارثوها من الآباء والأجداد، بالرغم من الصعاب والمخاوف المحيطة بها والمتمثلة في تغيرات الجو ومفاجآت الطريق.

ولا تختفي مثل هذه الرحلات من يومياتهم، بل إن وتيرتها تزداد خاصة في الأيام التي يقترب فيها الموسم من نهايته.

والحكايات الموروثة عن النحل والعسل لا تقل غرابة عن الحكايات التي تدور وتروى حول البحث عن الآثار والكنوز، فأبطالها على اختلاف أعمارهم ووظائفهم ووضعهم الاجتماعي يقضون أوقاتهم في مغامرات البحث عنه وتجميعه من مناحله التي تقع في مناطق مختلفة من رؤوس الجبال الشاهقة وكهوفها في المنطقة، ومنهم من يفقد حياته في الطريق الى خلايا النحل التي تسكن المناطق الوعرة.

فقد شيعت منطقة الصرم القريبة من منطقة الطويين في دبا الفجيرة عصر أمس جثمان المواطن محمد راشد الصريدي في العقد الرابع من العمر والذي هوى من على مرتفع جبلي أثناء مباشرته رحلته في تجميع خلايا العسل، حيث جرى نقله على عجل إلى مستشفى دبا من قبل أقاربه وجيرانه، إلا أن روحه فاضت إلى بارئها متأثرا بإصابات بالغة الخطورة.

حيث عثر على جثه المواطن في وقت لاحق وتحديدا في تمام الساعة الحادية عشرة من وقت الظهيرة ساقطا بين الصخور و ملقى على جانب طريق جبل في المنطقة قريبا من " العزبة " التي تمتلكها عائلة المتوفى. وباشرت الجهات الأمنية التحقيق في الواقعة عقب تلقيها بلاغا من مستشفى دبا يفيد بسقوط مواطن من جبل فانتقلوا إلى المستشفى ومن ثم الى الموقع.

وأفاد أحد جيران المتوفى والذي قام بنقله إلى المستشفى بأن والدة المتوفى " راشد " طلبت العون منه بحثا عن ابنها بعد محاولاتها الاتصال بأشقائه، حيث استغربت تأخر عودته الى المنزل بعد خروجه وحيدا منذ الساعة السادسة صباحا، متجها إلى الجبل القريب من مزرعتهم من أجل البحث عن العسل.

وكانت الجهات الأمنية قد حققت لمعرفة الدوافع الرئيسية التي قادته إلى الصعود والسقوط من علو منحدر صخري، حيث اختل توازنه في أعلاه وهوى من المرتفع لتسقط الصخور عليه وبالأخص " على جبهته " ويلقى حتفه على الفور.

حيث أفاد تقرير الطبيب الشرعي في مستشفى الفجيرة وفاته طبيعيا متأثرا بإصاباته الخطيرة، ولا شبهة جنائية في الحادثة. وأمرت الشرطة بتسليم الجثة إلى ذويه، لدفنها حسب الأصول المتبعة.

ومن جانب آخر، أوضحت الإدارة العامة للدفاع المدني في الفجيرة عدم تلقي أي من مراكزها بلاغا يفيد بوقوع هذا الحادث، بالإشارة إلى التعامل السريع مع الحالة من قبل الأقارب والجهات المختصة. وتهيب الإدارة بعشاق وممتهني جمع العسل وهواة تسلق الجبال أخذ الحيطة والحذر أثناء القيام بعمليات جمع العسل خاصة في المناطق الجبلية والالتزام بمعدات الأمن والسلامة للحذر من مفاجآت الطريق حفاظاً على أرواحهم من الخطر.

بطاقة

المتوفى " راشد " يبلغ من العمر 36 سنة متزوج ولديه3 أولاد وابنتان. ودرس وتخرج من إحدى الجامعات البريطانية في العام 2008. وكان يقضي إجازته السنوية في هذا الوقت.

Email