أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة كتابا تضمن المحاضرة التى القاها الباحث والمحلل الفرنسى تيرى ميسان فى المركز بعنوان «قراءة فى كتاب الخدعة الرهيبة»، وقد شمل الاصدار النص الكامل للمحاضرة والحوار الذى تم بين المحاضر والباحثين ورجال الاعلام وذلك بثلاث لغات هى العربية والفرنسية والانجليزية. وتأتى قيمة هذا الاصدار من موضوعه الذى يتعلق بيوم الحادى عشر من سبتمبر 2001 حيث أصبحت أحداث ما صار يعرف بالثلاثاء الاسود موعدا أعاد صياغة التاريخ وبناء العلاقات ودمرت اعتقادا راسخا كان يذهب فى اتجاه أن الانسانية قد تجاوزت عقدة حروبها وهى تجنح مع نهاية القرن الماضى الى أشاعه مزيد من قيم السلام وأدوات خدمة الانسان والارتقاء به. ويؤكد الكتاب فى تقديمه أنه عندما تهتز قيم العالم وترتجف مرجعياته وعندما تتعدد المخاوف فيه فان الشعوب التى تملك روح التاريخ وامتداد الحضارة وحدها تستطيع امداد الانسانية بخيوط النور من شموعها حتى تتمكن من تحديد طريقها. وقد قدم الكاتب الفرنسى ميسان وجهة نظر أعادت فتح مجالات التساؤل والاستفهام حول الاحداث وسياقها وتفاصيلها الدقيقة الامر الذى يجعله يتجاوز صدمة الفاجعة وهول الاحداث الى محاصرة الحدث ذاته بالاسئلة الكثيرة والى اعادة ترتيب وتركيب مفاصله من زاوية جديدة تختلف تماما عما ساد سابقا من اعتقاد وتصريحات رسمية وغير رسمية الا أن ما قدمه مع ذلك يمثل وجهة نظره الخاصة وقراءته المتميزة التى يقدمها المركز فى اطار جهوده لنشر الرأى الاخر واشاعة روح الحوار الانسانى بكل تسامح ودون نفى أو اقصاء. أما تيرى ميسان فقد بدأ بالتساول الذى يتأسس عليه كتابه «الخدعة الرهيبة» ذلك التساؤل المتمثل فى من كان يقف وراء أحداث الحادى عشر من سبتمبر منبها أنه منذ الدقائق الاولى التى تلت الانفجار الاول فى مركز التجارة العالمى تم الصاق التهمة بأسامة بن لادن وبتسعة عشر انتحاريا لكن تتبع الاحداث والخوض فى الدلائل يبين أن واحدا من منظمى هجمات 11 سبتمبر على الاقل هو أحد القادة المدنيين أو العسكريين للولايات المتحدة الامريكية. وقد استخدم المحاضر كل بلاغته ووسائل الايضاح الممكنة لابراز هذه النتيجة من خلال تبيان ضعف المستندات التى تأسست عليها الرواية الرسمية وتضاربها أحيانا وخضوعها للمنطق الذى يثير السخرية حينا مثل الحصول على جواز سفر محمد عطا دون أن يتغير فى مكان ذابت فيه أطنان الحديد بسرعة فائقة فى مبنى التجارة العالمى ومثل الحديث عن الطائرة التى ضربت مبنى البنتاجون والتى لم يوجد شيء من حطامها وتدل كل المؤشرات أنها ليست طائرة مدنية من نوع بوينج 757 كما قيل فى الرواية الرسمية بل يمكن أن تكون صاروخا استهدف مقر البحرية الامريكية فى البنتاجون كما أن أسطورة ابن لادن التى تحاول الرواية الرسمية أن تقنع بها العالم ليست معقولة إذ لا يمكن أن يكون الرجل على صلات وثيقة بأجهزة الاستخبارات الامريكية ثم ينجو من قبضتها حين انقلب عليها بل أن دلائل تشير الى أن الاستخبارات الامريكية كانت على صلة به قبل الحادث بفترة قصيرة كما أن أسطورة خروج الملا عمر على دراجة نارية من قندهار أكثر غرابة هى الاخرى.