ابتكر باحثون في مركز البحوث الوراثية البشرية التابع لمستشفى "ماساشوستش" العام في الولايات المتحدة، وسيلة جديدة للتحقق من التشوه الكروموسي، حيث استطاعوا بهذه الوسيلة للمرة الأولى معرفة 33 جينا وراثيا جديدا مرتبطا بمرض التوحد والاعتلالات الجسدية المرتبطة بهذا المرض. ويبدو العديد من هذه الجينات قد طرأ عليها تغير بطرق مختلفة لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل فصام الشخصية، الذي يمكن أن تبدأ أعراضه في مرحلة المراهقة أو سن البلوغ.
خريطة وراثية
ويشير الباحثون الأميركيون إلى أنهم من خلال إجراء تسلسل في الخريطة الوراثية لدى مجموعة من الأطفال الذين يعانون من تشوهات في نمو الأعصاب، بما في ذلك التوحد، والذين يعرف عنهم أن لديهم أيضا كروموسومات غير طبيعية، أمكن التعرف على النقاط الدقيقة التي تتعرض فيها خيوط الحمض الوراثي "دي إن إيه" للاضطراب، فيحدث تبادل للشرائح بين الكروموسومات. ونتيجة لذلك أمكن اكتشاف سلسلة من الجينات لديها تأثير قوي على هذه الاعتلالات الجسدية.
كما اكتشف الباحثون أن العديد من هذه الجينات تلعب دورا في الحالات المرضية السريرية المتنوعة، بدءا من الإعاقة الفكرية وانتهاء بفصام الشخصية في مرحلة البلوغ، مما دفعهم لاستنتاج أن هذه الجينات مفرطة الحساسية حتى لأدنى اضطراب حاصل.
كشف مبكر
قال الدكتور محمد فتيحة رئيس وحدة النطق والتواصل في مركز دبي للتوحد، إن أهمية الدراسة تكمن في الكشف المبكر عن اضطراب التوحد وبالتالي توفير خدمات التدخل المبكر التي تساعد في الحد من الصعوبات التي يواجهها الطفل والاسرة والمجتمع. وأضاف ان الدراسة تدعم الفرضيات الدالة على أن هناك عوامل جينية تسهم في حدوث تلك الاضطرابات بوجود العوامل البيئية التي تحدث قبل أو خلال أو بعد الولادة.