في أخطر أزمة تواجه الوسط الرياضي عام 89

حكمة زايد تُعيد الهدوء والاستقرار لكرة الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام المؤسس 21

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

في موسم 1989 نشبت أزمة خطيرة في أوساط كرة القدم الإماراتية، وكان من الممكن أن يكون لها آثار سلبية شديدة لولا حكمة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تدخل في الوقت المناسب، وبمجرد تدخله عاد الصفاء والوئام وصفت النفوس بعد أن كانت مشتعلة، ومن يومها برز إلى الوجود شعار «البيت متوحد»، وأدرك الجميع أن سر قوة دولة الإمارات في اتحادها وأنه لا سبيل آخر سوى هذا الأمر، فالمشاكل والأزمات واردة في كرة القدم وفي كل الأمور الأخرى، لكن تأكد للجميع أن كل مشكلة لها حل طالما صفت النفوس وطالما بقي الإيمان أن دولة الإمارات فوق الجميع وفوق كل المشاكل والأزمات.

بدأت الحكاية برسالة من النادي الأهلي تحديداً في 15 أبريل 89 وفيها يعترض على تسجيل ثلاثة لاعبين في نادي الجزيرة مقدماً بيانات تدلل على وجهة نظره، اجتمع اتحاد الكرة وقرر رفض شكوى الأهلي لمخالفتها الشروط الشكلية التي حددتها لائحة المسابقات، لكن الأهلي لم يقتنع بالمبررات وقام بتصعيد الموضوع للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في تلك الفترة، لتبدأ بعدها سلسلة طويلة من المراسلات بين اتحاد الكرة والمجلس الأعلى للشباب، حيث كان يرى المجلس أن على اتحاد الكرة النظر إلى موضوع الشكوى دون الالتفات للإجراءات الشكلية، في حين رأى اتحاد الكرة ضرورة التمسك باللوائح، فما كان من المجلس إلا أصدار قرارات جريئة قرر خلالها شطب اللاعبين الثلاثة محل النزاع، واعتبر اتحاد الكرة برئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد ذلك تدخلاً في شؤونه، فما كان منه إلا أن تقدم باستقالة جماعية ليقبلها المجلس الأعلى على الفور، مشكلاً لجنة مؤقتة لإدارة شؤون اتحاد الكرة، مكونة من سلطان صقر السويدي، وعضوية: عبدالرحمن الحساوي، أحمد عيسى، عبد الله إبراهيم، وصلاح الشنقيطي، وجمعيهم من قيادات المجلس الأعلى للشباب والرياضة، حيث تولت المهمة الأولى وهي المشاركة في التصفيات النهائية الآسيوية بسنغافورة 89.

تحدٍ كبير

أحدثت هذه الأزمة وما ترتب عليها زلزالاً داخل الوسط الرياضي وكل الأوساط الأخرى، لا سيما أنها تزامنت مع تصفيات كأس العالم النهائية في سنغافورة وخشي الجميع من النتائج السلبية، لكن أبناء الإمارات مسؤولين وإداريين ولاعبين كانوا عند حسن الظن، فقد زادتهم هذه المشكلة إصراراً وأدخلت في أنفسهم تحدياً كبيراً وخاصة لاعبي منتخب الإمارات الوطني الذين شعروا بالمسؤولية، ورغم من كل هذه الأمور لم تنقطع اتصالات سمو الشيخ حمدان بن زايد وقتها عن الجهاز الفني والإداري واللاعبين خلال منافسات سنغافورة.

بعد عودة البعثة والصعود لكأس العالم بإيطاليا 90، كان حكيم العرب أول المستقبلين بالطبع، وخلال الاستقبال طلب اللاعبون من سموه ضرورة عودة سمو الشيخ حمدان بن زايد إلى رئاسة اتحاد الكرة، وكان، طيب الله ثراه، لم يشأ التدخل في البداية وترك المؤسسات تمارس دورها، لكنه تدخل في الوقت المناسب حيث كانت الأجواء أجواء فرح وسعادة بصعود المنتخب للمونديال، فأعطى سموه توجيهاته بعودة سمو الشيخ حمدان بن زايد لرئاسة اتحاد كرة القدم هو وبقية أعضاء مجلس الإدارة، وعلى الفور استجاب المجلس الأعلى وأصدر قراره بتشكيل وعودة مجلس الإدارة مرة أخرى، لتعود الأمور إلى مجاريها ويسود شعار «البيت متوحد» في الأجواء.

مواقف خالدة

مواقف كثيرة تظل خالدة في الذاكرة ارتبط بها اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في كل مناحي الحياة في الإمارات وغير الإمارات، فقد عرف دوماً بحكمته وآرائه الثاقبة، وإن كانت تلك المواقف تشهد بما قدمه «زايد الخير» في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، فإن المجال الرياضي هو الآخر يزخر بحكمته كونه قائداً أنار الطريق للرياضة الإماراتية بدعمه اللا محدود وتوجيهاته في التغلب على الصعاب فالرياضة في عهده شهدت نقلات نوعية ونقاط تحول كثيرة، ليس في الإمارات وحدها، بل في الوطن العربي الممتد، قناعة منه بدور الشباب المهم في الحياة الاجتماعية وترسيخاً للأخلاق الرياضة العالية.

Email