اهتم بالخيول العربية الأصيلة وساهم في نشر ثقافتها عالمياً

حكيم العرب المؤسس والفارس

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام المؤسس 07

يُعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني نهضتها الحقيقية، لما قام به من جهود كبيرة لسنوات طوال حتى يتحول الاتحاد من حلم إلى واقع، «صفحات رمضان» في هذا العام، وللسنة العاشرة على التوالي، تحاول أن تُلقي الضوء على علاقة الراحل العظيم بعالم الرياضة، ولعل الاهتمام الكبير للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، جاء بعد أن أدرك بفكره النافذ ورؤيته المستقبلية أهمية دور الشباب في عالم الرياضة، وتلك العلاقة المتينة، وذلك من أجل تنمية الإنسان وقدرته على الاستمرار والنجاح والنهوض والتطور من أجل بلاده، واليوم ونحن في «عام زايد» تلك المبادرة التي أطلقتها القيادة الحكيمة تقديراً لشخصية قلما يجود الزمان بمثلها، نستعرض التاريخ والهوية الحقيقية من خلال الرياضات، تلك الهوية الخاصة بنا والمختلفة عن الأمم والشعوب، والتي نفتخر بها دوماً بين الجميع.

لم تقتصر إسهامات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، على مجال بعينه، حيث كانت بصماته واضحة في تطور شتى مجالات الحياة في الدولة، ومن بينها المجال الرياضي الذي حظي باهتمام منقطع النظير من الفقيد.

ورسخ حكيم العرب، العديد من القيم والمبادئ التي قامت وازدهرت على أساسها رياضة الوطن، حيث أسس الفقيد رياضة، أساسها تراث الأجداد، وهدفها الأساسي الحفاظ عليه، فقد كان الفقيد دائم الحرص على تنمية رياضة سباقات الفروسية والهجن والاهتمام بالخيول العربية الأصيلة التي اتخذت من أرض زايد طاقة نور تطل من خلالها على العالم أجمع، عندما استضافت العاصمة أبوظبي بطولة العالم للفروسية عام 1998 في واحدة من أهم الأحداث المرتبطة برياضات الخيول، وقبل ذلك أطلق المغفور له في عام 1994 جائزة رئيس الدولة للخيول العربية في سلسلة من السباقات طافت أرجاء العالم أجمع، وأسهمت في انتشار ثقافة تربية وإنتاج الخيول العربية في أميركا وأوروبا واستراليا، بالإضافة للدول العربية التي وصلت لها أيدي «زايد الخير» كداعم ومشجع للسلالات العربية الأصيلة.

تأسيس

وأولى المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً بالفروسية والخيول حيث يعود الفضل له في تشجيع تربية الخيول بمفهومها الحديث، فبادر بتأسيس إسطبلاته الخاصة لتربية ورعاية الخيول في وقت مبكر، رغبة منه في المحافظة على السلالة الفريدة للخيول العربية، فاهتم بها محلياً وعربياً وعالمياً، وشجع على اقتنائها وتحسين سلالتها وقدراتها.

كما كان له الفضل في إقامة سباقات الخيول العربية في أوروبا لتأكيد جدارة وريادة الخيل العربي الأصيل، وبفضل توجيهاته واهتمامه ودعمه اللا محدود، انتقل اهتمام الأوروبيين لسباقات الخيول العربية.

انعكس اهتمام ودعم المؤسس الشيخ زايد على توريث الأجيال اللاحقة حب الفروسية والعمل دائماً على تطويرها ومن بين هذه الثمار التي غرسها المغفور له الشيخ زايد، تبوؤ الامارات مكانة عالمية مرموقة في مجال الفروسية ولا أدل على ذلك غير الأحداث الكبيرة التي تقام في الدولة وأهمها سباق كأس دبي العالمي للخيول والذي يعد أحد أكبر سباقات الخيول في العالم كما أصبح الإماراتيون أحد أكبر ملاك الخيول في العالم ولا أدل على ذلك من فوز خيولهم في السباقات العالمية في بريطانيا وغيرها.

ومن مظاهر الاهتمام برياضة الفروسية تأسيس المغفور له، إسطبلاته الخاصة لتربية ورعاية الخيول في وقت مبكر رغبة منه في الحفاظ على السلالة الفريدة للخيول العربية، وهي تضم مجموعات من افضل واندر سلالات الخيول العربية الأصيلة من جميع أنحاء العالم، بعد أن وفر لها المؤسس، جميع مقومات الحياة من بيئة مثالية ذات مرافق وخدمات متكاملة لإيواء الخيول وتتمتع بمساحات شاسعة من المراعي والمسطحات الخضراء بالنسبة لأفراس التوليد حيث تجد مواليدها العشب الأخضر الطبيعي متوفراً، وممن بينها إسطبل أشعب للخيول الذي شُيد في قلب الصحراء حيث تتوفر فيه البيئة الأصيلة للخيول في صحراء العرب.

هيكل تنظيمي

وحتى تتحقق لفروسية الإمارات النهضة التي خطط لها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان، فقد وجه بتأسيس الهياكل الإدارية والتنظيمية القادرة على إدارة الفروسية وسباقات الخيل، فتم تأسيس اتحاد الإمارات للفروسية والسباق، ويعتبر الاتحاد هو الهيكل التنظيمي الذي يشرف على الأنشطة بشكل مباشر مثل سباقات القفز على الحواجز وسباقات القدرة والتحمل.

ولتنظيم السباقات المضمارية «سباقات القدرة» فقد تم تأسيس جمعية الإمارات لسباق الخيل «الجوكي كلوب» بينما تقوم جمعية الإمارات العربية الأصيلة التي تأسست 1990، بدور حاسم في المحافظة على نقاء سلالات الخيول العربية الموجودة بالدولة سواء المستوردة منها أو المولودة محلياً، حيث يتولى تسجيل وتوثيق انساب جميع تلك الخيول.

كما نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في إدراج هذه الرياضة ضمن الألعاب الأولمبية كلعبة أساسية خلال هذه الدورات.

وتوارث أبناء زايد، حب وعشق الفروسية والاهتمام بها، اقتداءً بما خطط له الوالد المؤسس، ومن هذا العشق انطلق المهرجان العالمي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في عام 2008، وكان خير امتداد لاهتمام المغفور له الشيخ زايد بالخيول العربية، فعلى مدار أكثر من 10 سنوات، طاف هذا المهرجان مختلف بلاد العالم للتعريف بالخيل العربية في إقامة السباقات والمؤتمرات والندوات الفنية والبيطرية، لتؤكد دولة الإمارات يوماً بعد يوم، أن فكر المؤسس المغفور له الشيخ زايد مستمر على مر الأزمان.

Email