زايد في مايو.. مواقف حكيمة تواجه التحديات وتعزز الوحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحفل مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالعديد من الإنجازات العظيمة، والمواقف الخالدة التي حولته إلى رمز للحكمة والخير والعطاء على المستويين العربي والدولي، ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على مكانته كقائد عصري يحظى بتقدير شعوب ودول المنطقة والعالم.

وسجل تاريخ الراحل الكبير أحداثاً بارزة في شهر مايو عززت من وحدة البيت الإماراتي وعكست قناعته الراسخة بأن تكون الإمارات وتظل عضداً للأمة العربية في كل ما تواجهه من تحديات، بينما كانت القضية الفلسطينية في قلبه وعقله.

وعكست مواقف المغفور له بإذن الله حرصه على استقرار منطقة الخليج العربي والنأي بها عن جميع التجاذبات الدولية بالتنسيق والتكامل مع المملكة العربية السعودية التي زارها في الثاني من مايو من العام 1970 - قبل قيام الاتحاد - والتقى خلالها الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز وبحثا تعزيز العلاقات الأخوية الاستراتيجية والتي شكلت منذ ذلك الحين وإلى الآن عامل استقرار وصمام أمان في وجه التحديات التي تواجهها منطقة الخليج والعالم العربي.

وأكد المغفور له بإذن الله المعنى ذاته في مقابلة مع صحيفة «الجمهورية المصرية» نشرت في الأول من مايو من العام 1976 أن دولة الإمارات تعمل بكل قوة لكي تبقى منطقة الخليج في منأى عن الأطماع والصراعات الدولية موضحاً أن الخليج العربي ليس ميداناً لكل من أراده.

وشدد القائد المؤسس على تمسك الإمارات بمبدأ استقلال منطقة الخليج وإبقائها خارج دائرة صراعات القوى الكبرى وذلك خلال استقباله معالي الحبيب الشطي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي في العين بتاريخ 8 مايو 1980.

وترجم المغفور له بإذن الله تلك المبادئ الأصلية إبان ترؤسه في 25 مايو 1981 أعمال القمة الأولى لدول مجلس التعاون الخليجي التي استضافتها العاصمة أبوظبي والتي نجحت في إيجاد صيغة تعاونية تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين.

وعربياً بذل، رحمه الله، جهوداً مكثفة لتنقية الأجواء بين الأشقاء وتوحيد الصف والمواقف، منطلقاً من إيمانه الراسخ بوحدة المصير والأمن العربي.

وتوجه الشيخ زايد في 22 مايو 1989 إلى الرباط عاصمة المغرب للمشاركة في القمة العربية الطارئة، ورحب سموه بالمصالحات العربية التي شهدتها القمة وبعودة مصر إلى جامعة الدول العربية.

وترأس، طيب الله ثراه، في 28 مايو 1990 وفد دولة الإمارات المشارك في القمة العربية الطارئة التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد، حيث أجرى العديد من المباحثات واللقاءات الثنائية على هامش القمة بهدف الوصول إلى التضامن العربي الفعال لمواجهة التحديات.

وبذل،رحمه الله، جهوداً مضنية لحقن دم الأشقاء اليمنيين والمحافظة على وحدة بلادهم واستقرارها، خلال الحرب الأهلية التي شهدها اليمن في صيف عام 1994، ووجه الشيخ زايد في 19 مايو 1994 كلمة لأبناء الجالية اليمنية في الإمارات أكد خلالها استعداده لبذل كل جهد صادق لاحتواء الموقف. ولم تغب القضية الفلسطينية يوماً عن عقل ووجدان الراحل الكبير، وظل طوال مسيرته الخالدة يعتبرها القضية المركزية للعرب.

وفي 23 مايو 1981 حذر من استمرار جرائم إسرائيل التي تهدد بإشعال حرب في الشرق الأوسط وتقريب العالم من حافة الهاوية، كما وجه في 22 مايو 2004 بإعادة إعمار 400 منزل من المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال في رفح وحي الزيتون.

رسوخ

وعلى الصعيد العالمي اتسمت السياسة الخارجية لدولة الإمارات في عهد الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالحكمة والاعتدال وارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، تتمثل في الحرص على التزامها بميثاق الأمم المتحدة، واحترامها المواثيق والقوانين الدولية، وإقامة علاقات مع جميع دول العالم، على أساس الاحترام.

وحرص، رحمه الله، على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول، وفي هذا السياق تبرز جولته الشرق أسيوية التي شملت كلاً من الصين واليابان وإندونيسيا في الفترة من 7 ولغاية 22 مايو 1990.

وشكلت الإمارات في عهد الشيخ زايد محطة بارزة لجميع قادة دول العالم الذين يزورون المنطقة نظراً لأهمية الدور الذي تلعبه على الساحة الإقليمية والعالمية، ففي 29 مايو 1972 استقبل الشيخ زايد في أبوظبي الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو وأجرى معه مباحثات رسمية تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتعبيراً عن موقف الإمارات الداعم لقضايا الشعوب العادلة في نيل حريتها والتخلص من كافة أشكال الظلم والاستعباد وجه الشيخ زايد في 20 مايو 1981 رسالة إلى مؤتمر الأمم المتحدة في باريس أكد فيها تضامن الإمارات حكومة وشعباً مع شعب جنوب أفريقيا في نضاله ضد التمييز العنصري.

مكتسبات

ومحلياً، تابع، طيب الله ثراه، في شهر مايو تعزيز مسيرة التنمية على الصعيد الداخلي عبر إصدار مجموعة من المراسيم التشريعية والقرارات التي أسهمت في تطوير الأداء الحكومي وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية.

وترأس الشيخ زايد في 6 مايو 1975 اجتماع المجلس الأعلى للاتحاد الذي اتخذ قرارات هامة من أبرزها توحيد قوات الدفاع بالإمارات، وتمكين وزارة الداخلية من الإشراف الكامل على أجهزة الهجرة والإقامة.وأصدر، رحمه الله، في 15 مايو 2000 مرسومين اتحاديين بتعيين 11 قاضياً بالمحاكم الاتحادية والقضاء الشرعي والنيابة العامة و19 وكيل نيابة مواطناً، كما أصدر في 8 مايو 2004 القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2004 بشأن التطوع في الدفاع المدني.

وشهد شهر مايو العديد من الإنجازات الهامة التي أسهمت في دعم وتقوية الاقتصاد الإماراتي، حيث افتتح في 28 مايو 1968 الميناء الجديد المؤقت في أبوظبي.

وفي 15 مايو 1968 وافق الشيخ زايد على اتفاقية ثالثة بين أبوظبي واتحاد شركات ميتسوبيشي للكشف عن البترول في مساحة 6500 كيلومتر مربع.

وعقب جولة تفقدية في الأسواق لمس خلالها ارتفاع الأسعار أمر الشيخ زايد في 14 مايو 1974 بتخصيص مبلغ 27 مليون درهم لدعم بعض السلع الرئيسية، كما أمر سموه بإجراء مسح شامل لمناطق الدولة لدراسة إمكانية الاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها لاستصلاح الأراضي.

Email