سالم السامان: مؤسس الدولة وضع قواعد مسيرة الإنجازات الوطنية

قيم ومبادئ زايد قوّة ناعمة للشخصية الإماراتية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد رجل الأعمال الإماراتي سالم السامان، الذي واكب مرحلة النهضة الشاملة للدولة ورافق المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العديد من الرحلات واطلع على تفاصيل حياة الوالد المؤسس منذ توليه الحكم في أبوظبي، أهمية أن يتوحد الجميع للمحافظة على ما تركه الشيخ زايد من ميراث عميق من القيم والمبادئ والتقاليد الراسخة التي ميزت الشخصية الإماراتية، وجسدت قوتها الناعمة في عالم متغير لا يعرف الثبات، كما ينبغي أن تتحرك معه العقول وتفكر وتبتكر الجديد وتستشرف المستقبل من أجل المضي إلى آفاق أرحب من الرخاء والرفاهية.

وقال إن الشيخ زايد كان شمساً ساطعة، آمن إيماناً راسخاً بأن التحدي هو من يصنع الرجال وأن القادة الكبار لا يعرفون إلا وقت الشدائد وأيام المحن والعقبات فهم يصقلون ويؤهلون بذلك أنفسهم على تبوؤ الزعامة المتفردة.

مسيرة

وأضاف لـ «البيان»: «إن شخصية وعطاءات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ارتكزت منذ ولادته وحتى رحيله على سمات أساسية رسمت الملامح الرئيسية في مسيرته الخيرة تقوم على التسامح وحب الخير وفعله، واللافت أن هذين العنصرين استمرا بعد رحيله من خلال أنجاله الكرام والقيادة الرشيدة للدولة وأبناء الإمارات الذين تربوا على هذه الخصال الحميدة التي تميزت بها دولة الإمارات».

وأوضح أن المسيرة التي انطلقت مع زايد الخير نتيجة فطرته على حب الخير والتي باتت المحرك الرئيس في سياسته المحلية والخارجية، أضحت اليوم تقوم على أسس قوية ومنهج واضح استمر من بعده من خلال خطط وبرامج وطنية أسست لها قيادة الإمارات توكد أن مسيرة «زايد الخير» ستكون العنوان الرئيس في عام زايد ومن بعده لسنوات طويلة، وفق معطيات أسست لها الإمارات وتوفر لها كل أسباب النجاح ليبقى اسم زايد الإمارات لعقود طويلة وربما للتاريخ عنواناً للخير والعطاء، ومن المهم أن إطلاق عام زايد بعد إطلاق الإمارات لعامي 2016 و2017 على التوالي عامي التسامح والخير، وبذلك يأتي عام زايد استمراراً لهذين العامين بكل ما يحملانه من عوامل وسمات إنسانية تجسدت في شخصية الشيخ زايد.

وأعرب عن اعتقاده بأن رؤية القيادة الرشيدة للدولة في إعلان عام 2018 عام زايد تشكل دعوة وحافزاً لكل أبناء الوطن في جميع مواقعهم لوضع برامج تحيي (عام زايد) بما يليق بهذه المناسبة، مدفوعين بما نكنه من تقدير وحب للقائد المؤسس، ووفق رؤية قيادتنا الحكيمة التي كانت لديها الرؤية السباقة في أن يكون عام 2018 عام زايد.

منجزات ومعجزات

وقال السامان: «لا يمكن للمرء إلا أن يقف احتراماً وتقديراً أمام المنجزات والمعجزات التي تحققت على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث لا يمكننا فصل تاريخ الدولة عن حياة رئيسها الذي قام بدور محوري في تأسيسها في الثاني من ديسمبر 1971، وفي قيادتها وتوجيه دفتها بحكمة وبصيرة ثاقبة في مرحلة التأسيس الحافلة بالتحديات الكبرى، والتي عايشت جزءاً منها وكانت لرؤيته الثاقبة الأثر البالغ في نفوس من عاصروا تلك الفترة، وكنت واحداً منهم.

وكنا كثيراً ما نقول في دواخلنا، عن ما يطرحه الشيخ زايد لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع، وخاصة أننا نعيش نفس المرحلة ونعرف مدى صعوبة اخضرار هذا اللون الأصفر، أو ربط الإمارات في اتحاد مكين، وكذلك الزراعة والبناء والتعليم هذا كله مع شح الموارد وضيق ذات اليد، لكنها العزيمة والإرادة القوية التي حققت منجزات شاهقة لطالما فخر بها ابن الإمارات، ولعل أكبر ما تحقق على يدي الشيخ زايد من إنجازات كانت في مجال تنمية الإنسان وإعداده لمواجهة التحديات مهما عظمت أو كبرت».

عام زايد

وقد أصدر سالم بن إبراهيم السامان أخيراً كتابه (2018 عام زايد) في سياق إعلان القيادة الرشيدة عام 2018 (عام زايد) والتي يشكل مبادرة وطنية كبيرة، تتناسب مع الإرث الكبير والعظيم الذي تركه زايد للوطن وأبنائه ليفخروا به وينعموا بخيراته والمحافظة على إنجازاته وبما عرف عن الشيخ زايد من إنسانية وتواضع وحب للخير وللناس بمختلف مشاربهم، وإبراز الصفات التي توشح بها هذا الرجل الكبير ليكون متفرداً بين زعماء العالم الذين عاصروه وكثيراً ممن سبقه وممن سيأتي بعده.

ولفت السامان إلى أن الكتاب الجديد يشكل حافزاً للأجيال القادمة للسير على نهجه الذي يشكل تجربة قل مثيلها في العالم، إذ انتقل فيها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بقيادته العبقرية والفذة لبلادنا من أرض صحراوية مقفرة ليكون وطننا في مقدمة الدول على أكثر من مؤشر عالمي في هذا العصر، الذي باتت التكنولوجيا الحديثة المحرك الرئيس لكل قطاعاته.

وقال: «سنبقى على حب زايد الذي سخر حياته لمنفعة الناس وخيرهم، وسيظل اسم زايد محفوراً في جميع زوايا هذا الوطن، وسيظل عطاؤه لدولته ولأمته نموذجاً نقياً على مَرّ الزمن، وسنبقى أوفياء لمسيرته ومستلهمين لحكمته».

رجل التنمية

وأضاف: «لقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، فقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقي الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والمراكز الصحية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من البينة الأساسية العصرية، ومنظومة من المدن الحديثة التي حققت الرفاهية والاستقرار لجميع أبناء الوطن.

لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا كل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم، ولم يغب الشيخ زايد لحظة من الزمن عن ذاكرة الوطن ووجدان الأمة قيادة وشعباً، فالنهج الذي أرساه في مجالات العمل كافة ظل نبراساً تقتدي به القيادة، وهادياً للأمة في السير على طريقه والالتزام به، لذلك ظلت ذكراه الطيبة حاضرة في كل إنجاز تحققه الدولة على الصعيدين الوطني والعالمي، لما له من فضل وبصمة في وضع اللبان القوية والقواعد الصلبة في مسيرة الإنجازات الوطنية الشامخة».

الصبر والتحدي

وأكد السامان أن من بين أهم المزايا التي كان يتمتع بها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ميزة الصبر وعدم اليأس مهما كان الخطب فلا يشكو ولا يتذمر، وكان يقول دائماً «أنا رجل صحراء ومن الصحراء وأحب الصحراء، والذين صبروا أجيالاً على هذه الرمال حتى نبت فيها الخير والعطاء، هؤلاء يعلموننا أن نصبر طويلاً حتى تقوم عندنا الدولة التي إليها نطمح»، وهكذا كان زايد بمنتهى الصدق مع نفسه، منسجماً كل الانسجام مع شخصيته وهذا بالفعل هو رجل الأقدار فقد جسد لشعبه وأمته نموذجاً من الرجال والقادة الذين تحدوا الظروف والأحداث من حولهم، وساروا ببلادهم نحو التقدم والازدهار وحجز مكانة مرموقة لها في العالم يفخر بها أبناء الوطن ويعملون على صونها بكل ما تجود به القلوب والعقول والأرواح.

قيادة حكيمة

وخصص السامان في كتابه «2018 عام زايد» فصلاً عن هذه العلاقة التي امتدت لعقود طويلة، وخصوصاً مع بدايات قيادته الحكيمة لمسيرة أبوظبي والإمارات.

وقال: «إنني أشكل في هذا الفصل شاهداً حياً على عظمة هذا الرجل وعطاءاته غير المحدودة في كل المجالات، وتعلمت منه كما غيري من معاصريه الكثير من الحكم التي تصب في حب الوطن وخدمته، لذلك ظلت ذكرى روحه الطاهرة حاضرة في كل إنجاز تحققه دولة الإمارات على الصعيدين الوطني والعالمي، لما له من فضل وبصمة في وضع اللبنات القوية والقواعد الصلبة في مسيرة الإنجازات الوطنية الشامخة».

التواضع

وأضاف السامان: «تميز الشيخ زايد في قيادته بقربه من الناس باستمرار، فقد كنا نتناول معه ـ طيب الله ثراه ـ طعام الإفطار ويجلس معنا حوالي ساعة أو ساعة ونصف، ثم يدخل على مكتبه لبحث قضايا الناس وحلها، وتستوقفني الذكريات والمواقف التي تدل على تواضع الشيخ زايد وعدم اهتمامه بالبذخ أو ركوب السيارات الفارهة وحرصه على القيادة بنفسه في أكثر الأحيان، فقد كنا ذات مرة في رحلة بحرية إلى إحدى الجذر في إمارة أبوظبي، تخللتها رحلات صيد للطيور وبعد انتهاء الجولة وهممنا بالعودة إلى أبوظبي فطلب الشيخ زايد (سيارة صديق) وكانت صغيرة ولا تتسع سوى لأربعة أشخاص بمعية الشيخ زايد وكان هو السائق وهذا إن دل على شيء يدل على تواضع الرجل وطيب معدنه وبعد أن وصلوا إلى نقطة التفتيش أراد العسكري تفتيش السيارة ولم يمانع زايد إلى أن صاح أحد المرافقين له في السيارة أن فيها شيوخاً، فرد العسكري: «أمرك سيدي»، وأدى التحية وانصرف.

مئوية زايد

وأكد السامان أن قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، شكلت عاملاً مهماً في متابعة مسيرة الوالد المؤسس، لتكتمل المئوية العظيمة لزايد بمزيد من الإنجازات العظيمة التي حققتها بلادنا وشعبنا في السنوات الأخيرة.

وتوقع السامان أن يكون عام زايد وفي إطار رؤية القيادة الرشيدة للاحتفال بعام زايد والتي حددتها بأربعة أهداف رئيسية يتعين تحقيقها في هذا العام، أن يكون عام 2018 عاماً مليئاً بالعطاء للوطن الذي أحبه زايد، وأعطاه كل جهده ووقته ليكون واحة أمن وأمان لكل أبنائه والمقيمين فيه، وعضواً فاعلاً في المجتمع الدولي يسهم بقوة وفاعلية في تقدمه وازدهاره.

ومن بين المواقف الطريفة التي يرويها سالم السامان مع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث لم تغب عن الشيخ زايد في رحلاته روح النكتة والمواقف الطريفة التي تشيع بين مرافقيه وضيوفه أجواء من السعادة والدعابة، فيقول: «كنا مع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مرة في زيارة للمغرب ومعه عدد من الشيوخ وكانت الاستعدادات في ذات ليلة تسير باتجاه التحضير للصيد، وقد تم إحضار عدد من البنادق لهذا الغرض، وهنا قال الشيخ راشد بن أحمد المعلا وكان وقتها رحمه الله حاكماً لإمارة أم القيوين: أنا سأضع فنجاناً في يد السامان وسأسدد بالبندقية على الفنجان، فقلت ما شاء الله عليك.. وبعدين؟

فقال الشيخ زايد لا لا أنا سأضع الفنجان على رأس السامان وفوقه التفاحة وسأطلق النار على التفاحة، فقلت: وإذا أخطأ تصويبك يا طويل العمر وأصاب رأسي فسأموت على الفور، هل تريدون قتلي؟ هل ارتكبت أي خطأ؟ فقالوا لا لكننا أردنا أن نريك كيف نصيب بالسلاح وكيف تطلق النار على عدوك وكيف يمكن الاصطياد فيما بعد، وكان الحديث كله يراوح بين المزاح والجد، فقلت في نفسي علي الطاعة فهذا المتحدث رئيس الدولة وذاك حاكم إمارة.

وأضاف: غير أنني آثرت أن التحق في تلك الليلة بعائلتي في ماربيا بإسبانيا وكان من حسن الطالع أن زارها الشيخ زايد بعد عدة أيام وهنا ذهبت لزيارة الشيوخ في مقر إقامتهم في المدينة الإسبانية، وعندما دخلت على مجلس الشيوخ أثار الشيخ مسألة هروبي على ماربيا، فقال لي الشيخ زايد: «ليش هربت يا سامان»، فقلت: «يا طويل العمر أنا قاصد الشيوخ لكي أبقى عندكم، لكن الروح غالية.. نعم هربت من تسديد التفاحة والفنجان».

13 فصلاً تتناول رؤية القائد المؤسّس

يقع كتاب 2018 عام زايد في 306 صفحات من القطع الكبير، وموزع على 13 فصلاً تتناول رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وممارساته في مختلف قضايا العمل الوطني منذ نشأته رحمه الله وحتى رحيله، والإنجازات التي تحققت في عهده، والإرث الكبير الذي تركه للوطن والمواطنين، والنهج الذي اتبعه في قيادة الدولة، والذي يشكل دافعاً ونموذجاً يحتذى من قبل القيادة الرشيدة التي تسلمت الراية من بعده، والتي انعكست إنجازاتها في مرحلة التمكين لتشكل امتداداً لمسيرة الراحل الكبير واستمراراً لفكره وعطاءاته، والتي باتت تشكل في مجملها صورة شاملة لمئوية زايد التي تمتد منذ ولادته رحمه الله في عام 1918 وحتى نهاية العام الجاري 2018، إضافة إلى أن هذا النهج سيستمر طوال مئوية الإمارات والتي حددت مسارها القيادة الرشيدة للأعوام 1971 ـ 2071.

ويتناول الفصل الأول رؤية القيادة الرشيدة للدولة لاعتمادها عام 2018 (عام زايد)، فيما يتناول الفصل الثاني ولادة زايد ونشأته، والفصل الثالث محطات في مسيرة زايد، والرابع الصناعة النفطية، والخامس الزراعة والبيئة، فيما يتناول الفصل السادس الرياضة، والسابع الثقافة والتراث، والثامن القوات المسلحة، والفصل التاسع (عام الخير)، فيما يحمل الفصل العاشر عنوان (عام زايد وعام الخير مقترنان)، وجاء الفصل الحادي عشر بعنوان (مئوية زايد)، والثاني عشر (زايد والمستقبل)، والثالث عشر بعنوان (السامان في مدرسة زايد).

ولد سالم بن إبراهيم السامان في إمارة الفجيرة عام 1938 وبدأ حياته بالتجارة في سن مبكرة عام 1955، حيث انطلقت أعماله التجارية الكبيرة حين أنشأ مؤسسة سالم السامان في عام 1965 وتضمنت وكالة سفريات سالم، ووكالة الخدمات التجارية، وسالم للشحن الدولي، ومجوهرات المنارة ومجلة المنارة.

وفي مجالات العمل الحكومي عمل السامان عضواً في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي لعدة دورات في العام 1968، وقد شغل في بعضها منصب النائب الثاني للرئيس ثم النائب الأول، كما شغل عضو أول مجلس بلدي معين في أبوظبي ونائب للرئيس في أول مجلس بلدي منتحب، وتبوأ السامان عدة مناصب ومسؤوليات وكلف بستة مراسيم أميرية لشغل هذه المناصب، كما تقلد وسام الدولة الإيطالية برتبة فارس من الدرجة الأولى عام 1977، وتم تكريمه من جهات رسمية وعامة خاصة وشعبية بشهادات تقدير ودروع.

مسيرة

Email