أحداث يناير في كل عام تعكس توجه الراحل الكبير

تاريخ زايد.. مواقف خالدة في دعم الأمة

3

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحفل تاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالعديد من المواقف الخالدة سواء على المستوى المحلي أو على مستوى دعمه لقضايا الأمتين العربية والإسلامية.

وترصد وكالة أنباء الإمارات «وام» بالتعاون مع الأرشيف الوطني سلسلة مواضيع شهرية تحصي أبرز مواقف ومشاركات وأقوال الوالد المؤسس، رحمه الله، ابتداء من العام 1966 حتى 2004 بالتزامن مع «عام زايد».

وشهد شهر يناير العديد من المواقف والأحداث التي عكست توجه الراحل الكبير، وفيما يلي أبرز تلك الأحداث مع التأكيد على أن تواريخ الأحدث تأتي حسب نشرها في وسائل الإعلام.

ويبرز تاريخ الثامن عشر من يناير من العام 1968 كأحد أهم الأيام التي ساهمت في بدء تحقق حلم المغفور له في إقامة الاتحاد، حيث شهد هذا التاريخ اجتماعاً عقده الراحلان الكبيران الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بصفته حاكماً لأبوظبي والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم بصفته حاكماً لدبي، واتفق الراحلان على إقامة اتحاد بين إمارتيهما، وهو ما شكل النواة الأولى لقيام اتحاد الإمارات لاحقاً.

وشهد شهر يناير العديد من المواقف التي رسمت الفكر السياسي والدبلوماسي للراحل الكبير، والذي أصر على أن تتصف بالوضوح والحزم والعطاء، وهو ما عكسته أقواله ومواقفه الخالدة فقد صرح في يناير من العام 1974 في حديث صحفي ذلك قائلاً: لا توجد في العالم قوة تستطيع أن تجبر العرب وتحدد لهم كيفية استخدامهم لمنتجاتهم البترولية.

حجر أساس

وفي الخامس من يناير من العام 1989 وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حجر الأساس لسفارة دولة فلسطين لدى الدولة.

وأكد في كلمة خلال الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة أن دولة الإمارات ستظل وفية لالتزاماتها القومية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووقع المغفور لهما وثيقة تحويل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية إلى سفارة لدولة فلسطين، واعتبار ممثل المنظمة سفيراً معتمداً لدى الدولة.

وفي يناير من العام 1984 طالب المغفور له الدول الإسلامية إلى حل خلافاتها بالطرق السلمية والعمل على وضع تصور مشترك لتسوية جميع المشكلات التي تواجهها الأمة الإسلامية، وذلك في كلمة بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الرابع في المغرب.

وتدخل المغفور له في 29 يناير 1976 لإنهاء التوتر بين الجزائر والمغرب، وناشد كلاً من الرئيس الجزائري هواري بومدين والملك الحسن الثاني عاهل المغرب ضبط النفس ومنع إراقة الدم العربي وإزالة التوتر بين البلدين بروح أخوية مستمدة من العروبة والإسلام.

«إن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية لا يمكن مواجهتها إلا بالتضامن الإسلامي.. هذا التضامن يشكل درعا حصينا يحمي الأمة الإسلامية ويقوي شأنها بين الأمم» بهذه الكلمات الصادقة اختتم الشيخ زايد مشاركته في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في الطائف في 29 يناير من العام 1981.

وكان للمغفور له موقف تاريخي خالد في مأساة البوسنة اتصف بالحزم حين أكد أن ما يحدث في البوسنة يعد كارثة كبرى على البشرية لم يسبق لها مثيل في التاريخ، وقال: «إن موقف العديد من الدول يتصف بالخزي والعار في التعاون لإنهاء أزمة هذا الشعب».

مشاركة

ومحلياً، حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي والارتقاء بمستوى المشاركة السياسية في الإمارات.

وافتتح، طيب الله ثراه، أدوار الانعقاد العادية والفصلية للمجلس الوطني، ففي الرابع من 1998 أكد تمتع أعضاء المجلس الوطني الاتحادي بالحرية الكاملة في التعبير عما يرونه في خدمة الوطن، على هامش استقباله، رحمه الله، أعضاء المجلس الوطني.

وفي 14 يناير من العام 1984 أكد في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي السادس للمجلس الوطني الاتحادي دعم المسيرة الاتحادية والتركيز على الإنجازات الداخلية، فيما افتتح في 27 يناير 1986 دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي السادس للمجلس الوطني الاتحادي وشدد على ضرورة توفير الموارد لبناء الاقتصاد الوطني وتعزيز وحدة القوات المسلحة وحماية الجبهة الداخلية وحماية الاستقرار في البلاد.

«إن التجربة الاتحادية في الدولة تزداد رسوخاً واستقراراً، وإنه يجب توجيه الثروة من أجل توفير الحياة الفضلى لجميع المواطنين» بهذه الكلمات المباشرة والواضحة خاطب الراحل الكبير أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي السابع للمجلس، وانطلق المغفور له الشيخ زايد في رحلة عطائه وإنجازاته المحلية من قيم ثابتة عبر عنها في العديد من المواقف والكلمات التي خلدها التاريخ وأصبحت منهجاً أصيلاً في مؤسسات الدولة محلياً.

ولخص تصريح له، طيب الله ثراه، في الـ30 من يناير من العام 1993 فلسفته في الشأن المحلي والذي جاء فيه: «إننا نعمل لكل فرد ما نعمل لأبنائنا، لا فرق بين قريب وبعيد».

وحرص المغفور له الشيخ زايد على تعزيز التنمية البشرية والارتقاء بالمنظومة التعليمية وقال موجهاً حديثه لطلاب مدارس المرفأ في يناير من العام 1982 إن الدولة تعقد الآمال على أبنائها الطلاب وتنتظر تخرجهم للمشاركة في بناء المجتمع.

وترجم، طيب الله ثراه، حرصه على تعزيز المنظومة التعليمية في الدولة عبر قرار أصدره في الرابع من يناير من العام 1992 بوقف تحصيل الرسوم الدراسية من الدارسين بمراكز تعليم الكبار، وذلك تشجيعاً منه لتعليم كبار السن الذين فاتهم قطار التعليم.

وشهد شهر يناير العديد من المبادرات المجتمعية التي شملت أوامر بتوفير المساكن الشعبية وتوزيع الأراضي الزراعية وقطع الأرض السكنية للمواطنين، وحرص المغفور له الشيخ زايد على متابعة تنفيذ مشاريع الإسكان والبنى التحتية شخصياً، وأمر في 24 يناير 2000 بزيادة الرواتب الأساسية للموظفين المواطنين العاملين في الدوائر المحلية «الخدمة المدنية» بنسبة 25% من الراتب الأساسي.

مراسيم

كما شهد شهر يناير الإعلان عن العديد من المراسيم المهمة، ففي يناير من العام 1977 أصدر المغفور له الشيخ زايد مرسوماً أميرياً بإعادة تشكيل المجلس التنفيذي لأبوظبي وتعيين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي العهد حينها، رئيساً للمجلس.

وفي 24 يناير من العام 1994 أصدر المغفور له مرسوماً اتحادياً بترقية اللواء ركن طيار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة إلى رتبة فريق، فيما أصدر في السابع من يناير من العام 1996 مرسوماً اتحادياً بترقية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان إلى رتبة لواء.

وفي خطوة فارقة أصدر المغفور له في 31 يناير 1978 مرسوما اتحاديا بشأن استكمال تنظيم القوات المسلحة بدمج القوات البرية والبحرية والجوية وإلغاء قيادات المناطق العسكرية الغربية والوسطى والشمالية، وتحويلها إلى ألوية وتشكيلات عسكرية نظامية.

وفي سياق متصل وجه المغفور له في 31 يناير 1988 كلمة إلى ضباط وضباط صف وجنود الحرس الأميري بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه أكد فيها أن الجندية هي السياج الذي يحمي الوطن وتاريخه ومنجزاته وأن طريق الجندية شاق وطويل لا يبلغ منتهاه إلا الرجال المؤمنون بربهم وقدسية وطنهم.

ولا تخلو سيرة الراحل الكبير من قيم العطاء الإنساني وقد حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على إيفاد دفعات من الطلبة لأداء مناسك العمرة على نفقته الخاصة، تشجيعاً منه، طيب الله ثراه، للطلاب على التمسك بالدين الإسلامي. وأمر في يناير من الأعوام 1992 و1995 و1997 و2000 بإيفاد ما مجموعه 4765 طالبة وطالباً لأداء مناسك العمرة على نفقته الخاصة.

وعلى المستوى الرياضي شهد المغفور له الشيخ زايد العديد من الأحداث الرياضية على مستوى سباقات الهجن والخيل، فيما توج في 24 يناير 1986 فريق النصر الإماراتي بكأس رئيس الدولة بعد أن شهد المباراة الختامية التي جمعت بين النصر والوصل.

Email