كتاب أصدرته وزارة شؤون الرئاسة تزامناً مع عام الخير

«الديم» يرصد أبرز مشاريع مبادرات رئيس الدولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدرت وزارة شؤون الرئاسة الإصدار الأول لكتاب «الديم» الذي أطلقه معالي أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة.

ويقدم الإصدار بالكلمة والصورة لمحة مضيئة لمجموعة مختارة من المشاريع المنفذة للجنة، كما يستعرض عدداً من المشاريع قيد التنفيذ، ويلقي الضوء على المشاريع المستقبلية التي تنفذها اللجنة.

ويتزامن إصدار الكتاب مع عام الخير، إذ ترمز كلمة «الديم» إلى العطاء المستمر لقيادتنا الرشيدة، حتى أصبحت دولتنا نموذجاً يحتذى في الاستقرار والتقدم.

ويلقي الكتاب الضوء على مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي انطلقت في يونيو من عام 2005، تحت اسم «اللجنة التنفيذية لمشاريع المناطق النائية والمرافق العامة في الدولة»، بينما تم في مايو من عام 2011 تغيير اسمها إلى «لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة».

وكتاب «الديم» جاء تحفة فنية تحفل بإضاءات واسعة لإنجازات «مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة»، وتناول محطات مشرقة من هذه المبادرات، تمثلت في المساكن الرغيدة العيش التي وضعت رفاهية أبناء الإمارات على قمة أولوياتها، وخدمات القطاع الصحي التي راعت معايير عالمية عالية الجودة، وتشييد أرقى الصروح العلمية والبحثية والمؤسسات التعليمية الطموحة، والمساجد العامرة بقيم التسامح والتعايش.

مطر يطول زمانه

وبدايةً لا بد من الوقوف عند كلمة «الديم» التي تعني في قواميس اللغة «المطر الذي يطول زمانه في سكون»، فهو رمز إلى الخير والعطاء لهذا الوطن وإنسانه، وإيحاء بجود قيادتنا الرشيدة وسخائها على أرض الإمارات الطيبة، واهتمامها بالإنسان محوراً للتنمية، وتهيئة الحياة الكريمة له، حتى غدا ابن الإمارات بصمة مضيئة في مختلف الميادين، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى في التقدّم والاستقرار، والعيش في بيئة آمنة، وتتمتع بقيم العطاء والتسامح والرفاهية والسعادة.

قصة رجل

ويتوالى ديم الخير والعطاء لمبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وتتعدى المبادرات النطاقات الجغرافية، لتشمل مختلف مدن إمارات الدولة ومناطقها كافة، كما توفر الخدمات في أرجاء الإمارات بمستويات راقية، لتصل إلى قلوب المواطنين وتزين تراب هذا الوطن المعطاء، بإنجازات حضارية تحقق التنمية المستدامة، استحضاراً مستمراً لمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله: «المصير واحد، ما في مصير لإمارة ومصير لإمارة أخرى، أو لفرد أو أفراد آخرين، والحرص واحد، والمصلحة واحدة، والسعادة واحدة، ونحن عشنا في السعادة بعد ما بنيناها وسهرنا عليها».

فهي بلا شك قصة رجل وإرادة شعب، وكان رائدها المغفور له الشيخ زايد الذي رسمت أنامل الوفاء بينه وبين أفراد شعبه مشهداً متفرداً لعائلة ممتدة مزهوة بوالدها المؤسس، فقد كان زايد كالأفق تخاله على الأرض وهو في ذروة السماء يحلق بسجاياه الطيبة.

 وبعد تأسيس أركان هذا الوطن الشامخ، توالت المشاريع المعنية بالإنسان، وكانت عزيمة زايد وقلبه المشغول بأبنائه كرياح خير تدفع عجلة التطور والإنجازات دون هوادة، وبرغم كل ذلك التطور المتصاعد كان الحكيم يؤمن بأن لا قيمة للعمران إذا لم يسبقه وضع اللبنات الأولى لبناء الإنسان.

كان، رحمه الله، ذا رؤية مستقبلية ثاقبة ممزوجة بحرص الأب على راحة أبنائه وإسعادهم، حتى غدا المواطن يقود دفة الإنجاز عاماً بعد عام، وتتابعه عن كثب عيون زايد كأب تتلألأ مقلتاه فرحاً بنجاح أبنائه وفخراً بهم، وكان يغدق عليهم عطفه وعطاءه بمساواة مطلقة، فترسخ الولاء والوفاء لزايد الخير والوطن.

رمز الخير

وتسلّم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، راية هذا الوطن من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو القائد الذي تشرّب الحكمة من مدرسة كفيلة بإنجاب القادة، فكان خير خلف لخير سلف كما يؤمن كل أبناء هذه الأرض، فواصل مسيرة البناء والعطاء وإسعاد شعبه.

وكان رمز الخير لهذا الوطن وإنسانه، يستند إلى رؤية متكاملة وضع سموه أسسها الوطيدة على مبدأ التوازن وتفعيل كل الإمكانات الطبيعية والبشرية المتاحة، ورعاية جميع مصالح الوطن في أمنه واستقراره ورفاه شعبه والمقيمين على أرضه، جاعلاً من إمارات الخير موئل التقدم ومحطّ أنظار العالم، بفضل إيمانه الراسخ بقيمة التنمية الإنسانية.

وعلى خطى رجل العطاء لهذا الوطن، خليفة القائد، خليفة الإنسان، ومتابعةً لأمن واستقرار الوطن ورفاهية المواطن، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على متابعة دفة إنجازات مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فرفع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شعار «إننا ننظر إلى كل مواطن بوصفه ثروة وطنية».

وذلك في إطار رؤية تنموية شاملة حققت رفاهية المواطن، واستقراره، وأمنه، وتقدمه، وإسعاده، ورفع مستواه المعيشي، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتأمين الاستقرار الأسري لأبناء الوطن، باعتباره أولوية قصوى، بتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الخدمات بالمستوى نفسه في مختلف مناطق الدولة كافة، لتسهم في تعميق حب الوطن، وتأكيد الولاء له، وتعزيز التواصل القائم بين الشعب وقيادته.

ومتابعةً لمسيرة الخير والعطاء لهذا الوطن، من الإنجازات الحضارية وسعادة المواطن، سار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، على درب متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، والوقوف على ما تم تحقيقه من إنجازات وأعمال تكفل للمواطن مقومات الحياة الكريمة، من خلال متابعة اللجان المكلفة بتنفيذ المبادرات والوقوف على نسب الإنجازات، بما يتوافق وأهداف تلك المبادرات وترسيخ دعائم المسيرة الاتحادية في الدولة، مؤكداً سموه أن «مبادرات رئيس الدولة نقلة حضارية للوطن ورفاهية للمواطن».

رفاهية واستقرار

وتفصيلاً، يعرض الكتاب ما يترجمه الواقع بمنجزات من نور، ليؤكد أن أثر مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يكسو أرض الإمارات كافة بخيراتها وجودها، لتسعد هذه الأرض الطيبة وأبناءها الأوفياء، وذلك عبر توفير المساكن ضمن أعلى المعايير المعمارية والهندسية التي تعد أساس السعادة لكل أسرة إماراتية، ورمزاً للرخاء والأمن والأمان لكل مواطن، كما أنها تأتي حرصاً من القيادة الرشيدة، باعتبار أن المسكن هو اللبنة الأساسية لتكوين الأسرة التي تعد النواة الحقيقة لمجتمع الإمارات.

بلسم شافٍ

وعلى صعيد القطاع الصحي، حرصت المبادرات على تكامل مفهوم رفاهية المسكن بتأمين أعلى مستويات الرعاية الصحية، فجاءت تجسيداً للبلسم الشافي الذي جادت به مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في رسم البسمة والسعادة على أرض الإمارات.

ولتحقيق الارتقاء بهذا القطاع، جاءت تلك المبادرات لتوفير خدمات صحية بمعايير عالمية عالية الجودة، وتقديم خدمات صحية متميزة وشاملة لكل الفئات، وإتاحتها في جميع أرجاء الدولة كافة وبالمستويات نفسها، لتحقيق الصحة للجميع وتطبيق أحدث التجارب، واستخدام أفضل الأجهزة والمعدات والبرامج الطبية التي يتم توظيفها لخدمة الإنسان وصحته وسلامة المجتمع والمواطنين والمقيمين.

عبادة وتسامح

ويتنقل بنا الكتاب في واحة من اللوحات الفنية لمساجد النور التي شيدتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حيث جاءت لمسات الإبداع فيها محاكية للثقة في دورها الأصيل في بناء إنسان مسلم متوازن إيجابي، ينظر إلى الحياة بعين الجمال والتعايش وقبول الآخر، فظهرت المساجد صروحاً رائعة بمعايير جمالية ومعمارية عالمية، لتمثل إدراكاً من القيادة الرشيدة لمكانة دور العبادة الحضاري والتاريخي في نشر تعاليم ديننا الحنيف، وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام.

وتعزيز صورته الذهنية، من خلال نشر قيم التسامح والتعايش واحترام التعددية الثقافية وقبول الآخر، وترسيخ قيم التعاون واحترام الحوار والوئام مع مختلف الثقافات والأديان، لتعزيز الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء للوطن التي جعلت دولة الإمارات حاضنة للسلام، ومهداً للحوار والتفاهم والتعايش، وواحة للتلاقي والتناغم الثقافي والعطاء الإنسان الذي لا ينضب.

بنى تحتية حديثة

وعلى مساحات ليست بقليلة، ظهرت في «كتاب الديم» جملة الإنجازات التي أبدعت فيها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة في مجال البنية التحتية، ومد الطرق في مختلف إمارات الدولة، إتماماً لصورة الرفاهية التي تبنتها المبادرات، فتوالت الإنجازات من ديم الخير في مشاريع الطرق والجسور، وشهد هذا القطاع نقلة نوعية وازدهاراً لافتاً، فقد تم تنفيذ مشاريع البنية التحتية وشبكة للنقل البري في دولة الإمارات العربية المتحدة كافة، ليشعر الإنسان بأن جميع الإمارات بمدنها وقراها تنعم بطرق على مستوى واحد.

وحفاظاً على حق الأجيال المتعاقبة في التمتع بالحياة في بيئة نظيفة وصحية، جاءت مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة بخيرها تغمر الإمارات كافة، وكانت السدود إحدى هذه المبادرات لتعزيز إدارة النظم البيئية والموارد الطبيعية، من أجل «بيئة آمنة» للأجيال القادمة، وتحقيق استدامة الأمن المائي، والحفاظ على الثروات الطبيعية، كنتيجة للجهود المخلصة والتوجيهات الثاقبة لقيادتنا الرشيدة التي وضعت التنمية المستدامة في طليعة أولوياتها الاستراتيجية.

ولضمان أعلى مستويات الرفاهية والأمان والاستقرار لأبناء الوطن، كان أبرز هذه المنجزات بهذا الصدد محطة الصرف الصحي بالنباتات في منطقة الحراي بالشارقة، وذلك في مشروع شبكة تجميع مياه الصرف الصحي ومحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في كل من منطقة الجزيرة الحمراء بإمارة رأس الخيمة، ومنطقة الحراي في مدينة خورفكان بإمارة الشارقة، باستخدام تقنية معالجة مياه الصرف الصحي من خلال نباتات القصب الخضراء وتحويلها إلى مياه صالحة للري.

كتاب حافل بالخيرات، وأرشيف نابض بالحياة لمبادرات بدأت ولن تنتهي، بإذن الله، وسِفر جليل لإنجازات محورها الإنسان، وهدفها رخاؤه ورفاهيته، ودعامتها الاهتمام بأدق التفاصيل، لضمان وصوله إلى المراتب الأولى في جودة الحياة.

التعليم والبحث العلمي

يرصد كتاب «الديم» الذي أصدرته وزارة شؤون الرئاسة باقة من الإنجازات التي شكلت جوهراً أصيلاً في مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، إيماناً منها بأن التعليم يبقى الركن الأساس في قوام أي حضارة ودولة، والشريان النابض بالحياة في أجيال المستقبل، وبقدر الاهتمام به نرصد مستقبلاً حافلاً لأبنائنا، ونرسخ دعائم استمرار نهضتنا، وتأكيداً لذلك سلط كتاب «الديم» الضوء على إنجازات المبادرات في قطاع التعليم التي تبرهن على حرص القيادة الرشيدة على بناء الإنسان واهتمامها بالأجيال.

فكان من بواكير ثمار مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة الاهتمام بالتعليم، حيث تم تدشين منظومة تواكب العصر، وتلبي احتياجات مجتمع المعرفة، كما تم تشييد أرقى الصروح العلمية والبحثية، والمؤسسات التعليمية الطموحة القادرة على بناء كوادر مؤهلة علمياً، التي تحظى بالاعتراف والتقدير الإقليمي والعالمي، لكونها تلبي احتياجات المجتمع ومتطلبات التنمية، وتعزز المكانة العلمية والبحثية للإمارات، قناعةً بدور العملية التعليمية في خدمة استراتيجية الدولة، وبوصفها ركيزة مهمة تعتمد عليها في تحقيق التقدم والنهضة التنموية الشاملة.

كما رصد هذا السِفر الكبير مواقف أثيرة ومحطات مهمة في جهوده في بناء الوطن، عبر ترسيخ البحث العلمي، والحفاظ على حضوره المجتمعي داعماً أكيداً للنهضة، لا سيما البحث العلمي المتعلق بالبيئة البحرية، ما يترجم اهتمام القيادة الرشيدة بالثروات واستدامتها، حيث تستمر خيرات المبادرات وعطاؤها إلى الأرض الطيبة وتحلق على شواطئ الدولة وموانئها التي طُورت بوجه حضاري عالمي، حتى باتت مرافئ تجود بالخير لأهل هذه الأرض المعطاءة، وتربطهم بعلاقات المودة والصداقة مع بلاد العالم كافة.

وقد أولت المبادرات اهتماماً بالبيئة البحرية والساحلية لصون مواردها الطبيعية، ولمواكبة الطفرة التنموية التي تشهدها الدولة. وللحفاظ على ثروات وخيرات البحر، تم إنشاء عدد من مراكز البحث العلمي لتطوير العمل في الأبحاث والدراسات، لحماية الثروة السمكية من التلوث والمحافظة عليها واستدامتها للأجيال الحالية والمقبلة.

Email