إطار عمل شامل أضلاعه المسؤولية الاجتماعية والتطوع وخدمة الوطن

الخلوة.. محطة ارتقاء في مأسسة عمل الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر خلوة الخير أولى المحطات الرئيسية لعام الخير، وترجمة لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2017 عاماً للخير، بالاستناد إلى 3 محاور أساسية تتضمن: المسؤولية الاجتماعية، والتطوع، وخدمة الوطن، تلك المحاور التي تعكس مسيرة الدولة المتميزة في العطاء والعمل الخيري منذ تأسيسها.

وستسهم الخلوة في وضع إطار عمل شامل لتفعيل عام الخير، وتحديد المستهدفات، وصياغة المبادرات والبرامج ورسم الاستراتيجيات التي تهدف إلى مأسسة العمل الخيري ووضع منهج متكامل للعطاء والعمل التنموي والإنساني والخيري في الدولة.

ويتمثل المحور الأول في تفعيل وتعزيز المسؤولية الاجتماعية على مستوى الدولة، من خلال تفعيل دور القطاع الخاص ودعمه ليكون شريكاً أساسياً في المسيرة التنموية في جميع المجالات، ورافداً من روافد العطاء والعمل الخيري والتطوعي في الإمارات، ليمارس دوره، وفق مقتضيات المسؤولية الاجتماعية، في دعم العمل الإنساني والإغاثي محلياً وإقليمياً ودولياً، بما يدعم ويعزز مكانة دولة الإمارات كإحدى أكبر الدول المانحة في العالم.

ثقافة التطوع

ويتمثل المحور الثاني لعام الخير في تعزيز ثقافة التطوع وتعميمها في مجتمع الإمارات من خلال إرساء التكافل والتعاضد والتآزر في المجتمع والتأكيد على قيمة التطوع، وتعزيز مكانة الدولة وإرساء سمعتها الحضارية عبر برامجها ومشاريعها التطوعية التي تهدف إلى إشراك مختلف شرائح المجتمع، وإبراز الدور الذي يقوم به المتطوعون باعتبارهم مورداً مهماً يستفيد منه القطاع الحكومي والخاص في الحملات والمبادرات المجتمعية المختلفة، إلى جانب التشديد على أهمية التطوع الفردي والمؤسسي في ترسيخ الانتماء للدولة. والتوعية بأهمية «التطوع التخصصي» الذي يعنى باستغلال القدرات المهنية والعلمية لفئات مجتمعية ذات أثر في مجالها. ووفقاً لهذه المقاربة، يتعين العمل في عام الخير على تطوير إطار شامل لتنسيق الجهود التطوعية، وإيجاد مظلة جامعة لها، وخلق الفرص للمتطوعين ومكافأتهم.

ويتحقق المحور الثالث المتمثل بغرس ثقافة المساهمة في خدمة الوطن، من خلال ترسيخ مساهمة الأجيال في خدمة مجتمعهم دون مقابل، وترسيخ حب الوطن لدى النشء، وإعلاء قيم البذل في شتى المجالات، بحيث تصبح ثقافة خدمة الوطن جزءاً من بناء الشخصية الإماراتية، ومسؤولية مشتركة بين المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد.

أهداف

وتسعى الإمارات في عام الخير إلى تحقيق جملة من المبادرات المجتمعية والإنسانية، من خلال تطوير مئات المبادرات والبرامج المجتمعية والإنسانية خلال 2017، من قبل الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص، فضلاً عن إشراك جميع فئات المجتمع، كل حسب اهتماماته ومؤهلاته وخبراته، وتسهم مستقبلاً في صياغة إطار عمل واضح، شامل ومتكامل، للعمل الإنساني في الدولة يلبي طموحات القيادة الرشيدة في هذا المجال ويرسي صورة مشرقة للدولة في العطاء عالمياً. وفيما يخص العمل التطوعي فتسعى الدولة إلى إنجاز ملايين الساعات التطوعية بحيث تغطي مختلف مجالات العمل الإنساني والخيري، ويشارك فيها مختلف قطاعات الدولة، من جهات اتحادية ومحلية وجهات ومؤسسات خاصة وأفراد المجتمع المحلي، تحت مظلة مبادرات وحملات وبرامج ومشاريع تطوعية عامة، بالإضافة إلى تطوير مبادرات وبرامج تحت إطار «التطوع التخصصي»، في مجالات بعينها، بحيث تلبي كافة احتياجات المجتمع من جهة، وتستثمر إمكانات المتطوعين وخبراتهم ومؤهلاتهم على النحو الأمثل. وبالنسبة لمساهمة القطاع الخاص فيهدف عام الخير إلى زيادة مساهمات هذا القطاع بصورة كبيرة وتمكين دوره في دعم مسيرة التنمية الحكومية على نحو أكثر فاعلية وتأثيراً.

المسؤولية الاجتماعية

وتستطيع المؤسسات والشركات العاملة في القطاع الخاص تعزيز مسؤوليتها الاجتماعية في عام الخير من خلال عناصر تتمثل في تحديد رسالتها المجتمعية، التي تنقل قيمها ومنظومتها الأخلاقية، ووضع الأهداف وآليات ترجمة هذه الرسالة بما يخدم المجتمع المحلي وبما يتسق مع هذه الرسالة، وتحديد المجالات التنموية والإنسانية بالتنسيق مع الجهات الحكومية ومؤسسات العمل الإنساني، التي يمكن أن تسهم فيها بفاعلية على نحو يترك أثراً قابلاً للقياس ويمكن الإضافة عليه، إلى جانب تضمين أجندة فعالياتها السنوية مجموعة من الحملات والأنشطة والبرامج والمبادرات التوعوية والإنسانية والتطوعية التي تفيد المجتمع المحلي أو تسهم في تحسين حياة الناس، بشكل أو بآخر، أو تعمل على توعيتهم بالقضايا الملحة في المجتمع.

خدمة الوطن

وفي سبيل غرس ثقافة خدمة الوطن والمحافظة عليه والدفاع عنه والسعي إلى رفعته وإعلاء شأنه والذي يعتبر أحد أهم أشكال الخير والعطاء، يمكن غرس هذه الثقافة من خلال ترسيخ أهمية مساهمة مختلف فئات المجتمع في خدمة وطنهم، بحيث نزرع فيهم ثقافة العمل الوطني والتطوعي والإنساني دون مقابل مع التأكيد أن كل مساهمة وطنية، مهما كانت صغيرة، لها قيمة كبيرة، وترسيخ حب الوطن لدى الأجيال الشابة، والتعبير عن هذا الحب بطرق مثمرة، تفيد الوطن في كل المجالات، إلى جانب نشر التوعية الأسرية بحيث يتم تعزيز قيم المواطنة والعطاء والانتماء للوطن لدى النشء منذ الصغر، بحيث يتشربون هذه القيم من المحيط الأسري والمجتمعي، وإعلاء قيم البذل والتضحية في كافة المجالات، بحيث تصبح ثقافة خدمة الوطن جزءاً من بناء الشخصية الإماراتية، والتأكيد على أهمية المحافظة على مقدرات الوطن وثرواته وموارده وصونها للأجيال المقبلة، إضافة إلى إقرار مفهوم «خدمة الوطن» في المدارس من خلال تنظيم برامج وحملات توعوية للطلبة، يتم من خلالها تكريس المفهوم عملياً، ما يسهم في خلق جيل يكتشف قيمة العطاء والبناء في وطنه في سنوات التكوين والنشأة الأولى، وتنظيم حملات إعلامية منظمة تشمل الصحف والمواقع الإلكتروني والتلفزيون والإذاعة من خلال بث برامج ونشر مقالات تسلط الضوء على جوانب مختلفة من خدمة الوطن بحيث تصبح ثقافة خدمة الوطن جزءاً من ثقافتنا وأسلوب حياتنا اليومي.

تنسيق الجهود التطوعية تحت مظلة جامعة

حرصت دولة الإمارات على توفير الدعم والرعاية للعديد من المبادرات والبرامج التطوعية، كما حرصت العديد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة على أن تكون مظلة داعمة لبرامج تطوعية، أو حملات داخل الدولة وخارجها.

وهناك حاجة لتطوير إطار شامل لتنسيق الجهود وتشجيع الشباب والقادرين على الانخراط بفاعلية أكبر في المبادرات التطوعية، محلياً وإقليمياً ودولياً، في سبيل تطوير منظومة العمل التطوعي في عام الخــــير ويأتي ذلك مـــن خلال تفعيل العمل التطوعي في الدولة مـــن خلال حملات توعوية وإرشادية ترسخ أهمية ثقافة التطوع، وتحــــثّ كافة فئات المجتمع على الانخراط فيه.

التطوع التخصصي

وكذلك تطوير «التطوع التخصصي» من خلال استثمار مؤهلات وخبرات وإمكانات فنية ومهنية متخصصة والاستفادة منها في العديد من المشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية، في مجالات الطب والهندسة والتعليم وغيرها، إضافة إلى تعاون الهيئات التطوعية وجمعيات النفع العام في ما بينها، على نحو تكاملي، وتبادل المعلومات والخبرات لتحسين منظومة العمل التطوعي في الدولة، وتنسيق الجهود التطوعية بين القطاعين الحكومي والخاص من خلال برامج ومبادرات مشتركة تسعى إلى تحقيق تأثير أكبر.

Email