أطلقتها سارة الشنقيطي لتحقيق حلمها في العمل الإنساني

«حياة درهم» مبادرة تنثر خير الإمارات في جيبوتي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال صورة والدها، وهو يجود بما لديه أمامها قبل وفاته بأيام قليلة، محفورة في وجدانها، ودائماً ما تستذكر تلك اللحظة التي كانت بمثابة شرارة الانطلاق، لتحقيق حلم كان يراودها في تقديم المساعدة للمحتاجين، فدخلت عبر صنعها قالب حلوى موسوعة «غينيس»، ثم بدأت تسعى إلى تحقيق أمنيتها في العمل الخيري، عبر مبادرة إنسانية لمساعدة الفقراء في جيبوتي، أطلقت عليها «حياة درهم».


المواطنة سارة الشنقيطي، تروي لـــ «البيان»، تفاصيل قصتها مع العمل الخيري، فتقول: إن المبادرة هي نتاج المشاركة في بطولة دبي العالمية للضيافة في دورتها الأولى في 2013، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وبتنظيم من ضيافة قصر زعبيل، حيث قدمت سارة، فكرة تجسد فيها شعار دبي لمعرض إكسبو 2020، بقطع من حلويات الضيافة التي تقوم بصنعها تحت مشروع منزلي، كان يعرف باسم «مينيليشوز»، وتم تسجليه في موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية، تحت اسم أكبر لوحة «شوكولا ترفل موزايك» في العالم في نوفمبر 2013.


وتضيف: مقابل تطور تجسيد شعار إكسبو من فكرة تطبق على حجم 9 إمتار مربعة، إلى قالب حلوى بمساحة 400 متر مربع، قررت التبرع بجميع المكافآت لفقراء جيبوتي، بهدف تحقيق حلمي في بناء قرية في جيبوتي، وعندما زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بطولة دبي العالمية للضيافة، سألني سموه، ما هدفك المقبل، فأجبته عمل خيري في جيبوتي، فقال سموه «بارك الله فيج»، ما شكل دعماً معنوياً كبيراً لي، خاصة أن سموه رائد في العطاء الإنساني، وقدوة لشباب الإمارات في هذا المجال، وهو من قال: «تراثنا هو العطاء بالأفعال لا بالكلمات، من خلال المشاريع لا الخطابات».

لحظة إلهام


وتابعت: إن جيبوتي إلهام لحظة، كان يراودني فيها سؤال، أين ستذهب كمية الحلويات التي سنصنعها؟، وكان ذلك في المقترح الأول لحجم المشروع، حيث ألهمني الله عز وجل، من خلال تذكري مقطع من فيلم إنساني عن الفقر في جيبوتي شاهدته سابقاً، فسنحت لي الفرصة لأقوم بعمل إنساني لهم، ولم أكن أعلم أن بعد تلك اللحظة ستتغير حياتي بالكامل، فبعدها بيومين، تم ترشيح الفكرة من قبل أحمد حارب الفلاحي رئيس البطولة، لتسجيلها في موسوعة «غينيس»، فلبت نداء الإلهام الذي راودني وسخرت جميع المكافآت إلى مبادرة إنسانية بدأتها في جيبوتي.

وتضيف، على الرغم من جميع التحديات التي واجهتنا في تحقيق المبادرة، إلا أنني قدمت رسالة إنسانية من بلد غرس فيه زايد الخير حب الخير، ودولة تؤمن بعطاء شبابها.

المبادرة


وحول المبادرة، تقول سارة، إنها اجتهاد شخصي من فتاة إماراتية، سعت إلى تحقيق حلمها في العمل الإنساني، وتوظيف العطاء والإبداع على أرض الواقع، لتوفير حياة تنموية لإنسان من عالم الفقر، تعتمد على وجودها في أساسيات الحياة السبع: الماء، الغذاء، المأوى، التعليم، الصحة، العمل، والأمان، مشيرة إلى أن المبادرة مرخصة من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ولها حساب تبرع مستقل تحت مظلة جمعية دار البر بدبي.
وتضيف، أطلقت اسم «حياة درهم» على المبادرة، لأن الدرهم يعني لي الكثير، فعلى الرغم أنه بسيط في عيون الأغلبية، لكننا نحتاج لأي تبرع أن يضع الدرهم رقم واحد، ليكون بمثابة حياة للتغيير.

البداية


في نوفمبر 2013، تم جمع أول مبلغ للتبرعات، بالتعاون مع برنامج أبواب الخير التابع لجمعية دار البر في ذلك الوقت، بترخيص من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، حيث بادرت بفكرة صنع نوع من الحلويات، وبيعها لتجميع أول مبلغ للتبرعات، وتم جمع 80 ألف درهم، وأضفت لها مكافأة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، التي نلتها عن مشروع «غينيس»، وكانت نقطة قوة وظفتها في المبادرة الإنسانية، وفي يناير 2015، تم اعتماد 300 ألف درهم من جمعية دار البر للمبادر، وتحرير شيك بمبلغ 200 ألف درهم، باسم دار الأمومة والطفولة في جيبوتي، وهي دار للأيتام ومجهولي النسب.


وفي مارس من العام نفسه، وصلت إلى آخر مبلغ تبرع، وكان 100 ألف درهم، وبذلك أصبحت قيمة التبرعات التي وزعت عبر المرحلة الأولى من المبادرة في جيبوتي، 611 ألفاً و730 درهماً، وبالتعاون مع جمعية دار البر، تم إرسال وفد إلى جيبوتي، لتقديم التبرعات والتوثيق.


وتتابع تم استقبال وفد المبادرة من قبل علي الشحي، القنصل الإماراتي في جيبوتي، الذي رافق الوفد في زيارته لدار الأيتام والأمومة وتوزيع المعونات، كما تم مقابلة وزير خارجية ووزيرة التضامن الاجتماعي في جيبوتي، وخلال ثلاثة أيام، زار الوفد 4 قرى، والمركز الطبي لأمراض الكلى ومدرسة في جيبوتي.

المساعدات


وأوضحت أنه تم توزيع خلال المرحلة الأولى من المبادرة 3 آلاف سلة غذائية، تشمل كل منها على 20 كليو غرام رز، و10 كيلو غرامات سكر وتمر، و3 ليترات زيت. كما تم توزيع 200 غالون ماء زمزم بسعة 10 ليترات لكل غالون، وتوزيع 5 آلاف قطعة ملابس جديدة، و120 عصا للمكفوفين، و40 سريراً، و8 مكيفات لدار الأيتام، و5 آلاف هدية للأطفال، إلى جانب توزيع 5 آلاف قطعة حلوى، وألف قطعة خبز، وما يقارب 25 ألف درهم نقداً، و150 كرة قدم.



المرحلة الثانية


تعتزم سارة بإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة خلال العام الجاري، انسجاماً مع عام الخير، الذي تتجدد فيه الهمم، وتنطلق فيه فرص العطاء لتتوحد فيه الإنسانية، وتنبض في جميع أيامه، لنرسخ فيه قيمنا ومبادئنا، ونحقق فيه رؤيتنا، ونتطوع لنكون جزءاً منه، وبدأت في اجتماعات مع المؤسسات الخيرية والإنسانية، وحالياً ثمة مبلغ في حساب المبادرة قدره 50 ألف درهم، ليكون أول انطلاقة للمرحلة الثانية، التي تتطلع أن يتم تنفيذها قبل شهر الخير خلال العام الجاري.

Email