الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية البحرينية لـ«البيان»:

الإمارات سباقة في العمل الإنساني والإغاثي

مراسل البيان خلال حواره مع مصطفى السيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمن الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية البحرينية د. مصطفى السيد، جهود دولة الإمارات الإغاثية والإنسانية العالمية، واصفاً إياها بالسباقة، وقال إنه في أحلك الظروف وأصعبها، يكون الإماراتيون السباقين في عمل الخير دوماً.

وأوضح السيد في حوار أجرته معه «البيان» في العاصمة البحرينية المنامة، أن الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في أن تقدم رقماً قياسياً بتقديم المساعدات الإنسانية لمواجهة الكوارث بمختلف أنحاء العالم، دون تمييز، وهو ما يعكس السياسة الحكيمة الراسخة، والتي أسسها المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وفيما يلي نص الحوار:

ما أهم محطات التعاون الإماراتي مع المؤسسة الخيرية الملكية البحرينية؟

التعاون مع الإمارات مستمر ويعكس وشائج القربى بين البلدين الشقيقين، ويأتي تأسيس مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، والذي بني على تجربة مماثلة لمعهد العلوم التطبيقية في أبوظبي، في طليعة هذا التعاون، ولقد حظي هذا المشروع باهتمام ودعم القيادة الحكيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وأخص بالذكر التوجيهات الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعالي الدكتور حسين الحمادي وزير التربية والتعليم.

ويهدف المشروع لمنح فرص النجاح للطلبة وتأهيلهم لإكمال دراستهم الجامعية، والانخراط بسوق العمل من خلال تدريبهم بالمهن الفنية التي يحتاجها سوق العمل والقطاع الصناعي بمملكة البحرين.

كيف تقيم التجربة الإماراتية بالعملين الإغاثي والإنساني؟

الإمارات من الدول المساهمة بشكل كبير في الأعمال الإغاثية والإنسانية على مستوى الإقليم والعالم، وهذه حقيقة يدركها الجميع، وفي اللحظات الصعبة والظروف المعقدة التي يشهدها العالم بين فترة وأخرى يكون الإماراتيون السباقين دوماً.

واستطاعت الإمارات خلال السنوات الماضية أن تقدم رقماً قياسياً بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لمواجهة الكوارث بمختلف أنحاء العالم، دون تمييز، وهو ما يعكس السياسة الحكيمة الراسخة، والتي أسسها المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

بظل الإرهاب الأسود الذي يعصف بالمنطقة، ما الصعوبات التي تعترض عمل الفرق الإغاثية من وحي التجربة؟

العمل الإنساني والإغاثي ليس بالسهولة التي يتوقعها الكثيرون، بل العكس.. فغالب الدول التي نزورها لتقديم المساعدة تعاني من ظروف اقتصادية متدهورة تنعكس سلباً على الأمن وعلى الاستقرار ككل، وعلى البنية التحتية نفسها.

فعلى سبيل المثال، وفي أثناء إحدى زياراتنا الإغاثية للصومال لحفر عدد من الآبار، كنا نرى ومضات الطلقات النارية من شرفات غرفنا بالفندق، وعلى بعد عشرات الأمتار فقط، وفي زيارة أخرى لنيبال، انهار الفندق الذي كنا نقطن فيه بالكامل لسوء حالته، بعد عودتنا للبحرين بيومين فقط، ناهيك عن الضغوطات النفسية الكبيرة التي تلازم أعضاء الفرق الإغاثية من هول الظروف والمآسي التي يرونها كل يوم.

ما ملامح فكر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى بتأسيس المؤسسة الخيرية الملكية؟ وما الأسباب النابعة من وجدانه التي أوجدتها ؟

الملك يؤمن بأهمية تبني المؤسسة لاستراتيجية عمل شمولية بالتعامل مع الأرامل والمحتاجين والأيتام بالمملكة، وكذلك في المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تقدم للشعوب والدول الصديقة، دون النظر للعرق أو الدين أو الانتماء، وإنما النظرة الإنسانية البحتة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف، فكما كان لنا شرف العمل في غزة والقدس ومصر وباكستان، كما كان لنا شرف العمل بالنيبال والفلبين، عبر عدد من المشاريع التنموية التعليمية منها والصحية والإنتاجية.

فلا نجعل المحتاج أسير الحاجة، بل نعمل على تطويره وتنميته ليتمكن من الاعتماد على نفسه، ومساعدة غيره، وأن يتعدى مرحلة الحاجة، والاعتماد على الغير ليصل لمرحلة العطاء، والبذل ومساعدة الآخرين.

سنوات عديدة مرت على تأسيس المؤسسة، ما أهم المحطات الدولية التي نجحت بتحقيقها وإنجازها خلال هذه الفترة؟

عمل المؤسسة مستمر ومتدفق بناء على التوجيهات والمساعي الذي يؤكدها لنا دوماً جلالة الملك، ورئيس مجلس الأمناء الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وفي طليعتها الاستمرار بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للأشقاء الفلسطينيين، والتي تشمل الزيارات الميدانية، وبناء المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية، وتوفير قوافل الأدوية، وبرامج إعادة الإعمار وغيرها.

وقد امتدت جهود المؤسسة في المساعدات الفاعلة لإغاثة ضحايا الفيضانات بباكستان، ولمساعدة ضحايا المجاعة في الصومال، ولضحايا زلزال جمهورية تركيا، ناهيك عن المساعدات المستمرة لإغاثة اللاجئين السوريين، ومشاريع التنمية في مصر، واليمن، والنيبال، والفلبين، وغيرها.

هل هنالك أضرار أخرى يتعرض لها المحتاج غير الحاجة والعوز؟

الضرر النفسي يكون أكثر وأشد إيلاماً على الإنسان، وهنا لا بد من علاج هذا الضرر والقضاء عليه خصوصاً لدى الأطفال، وهذا ما تم العمل به مع الأطفال السوريين بمخيم الزعتري بالأردن، حيث لمسنا التأثر النفسي نتيجة المناظر التي رأوها وبعدهم عن وطنهم وسكنهم.

الأمر الذي حتم علينا احترام النفس وصونها، والبحث عن فكرة تقدم المساعدة التي هم بحاجة لها دون انتهاك لكرامتهم، فقمنا بتأسيس مركز البحرين الاجتماعي للإبداع للعناية، واستخراج المشاهد المؤلمة من ذاكرتهم، دون أن يمس الأمر كرامتهم.

ما القناعات التي وصلت إليها بعد 15 عاماً من العمل الريادي في المجالين الإنساني والإغاثي؟

إن رقي الأمم لا يقاس بمدى اهتمامها بشعوبها داخل الحدود الجغرافية للبلد، وإنما يقاس أيضاً بما قدمته للإنسانية ودعمها للمحتاجين والمتضررين خارج الحدود، وبما يسهم بحفظ كرامة الإنسان دون إشعاره بالذل أو الحاجة أو العوز.

Email