على خطى نهج العطاء الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد

خير الإمارات الإنساني يفيض في العالم لغوث المحتاجين والمتضررين

سفينة مساعدات إماراتية في ميناء عدن | البيان| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عُرفت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها بـ «بلد الخير» واستمرت بشعبها المعطاء وقيادتها الحكيمة على نهج العطاء والخير الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكان إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، في الـ 24 من ديسمبر العام الماضي العام 2017 في الإمارات «عام الخير» ما هو إلا مرآة تعكس النهج الذي تبنته الدولة منذ تأسيسها في العطاء الإنساني وتقديم الخير للجميع دون مقابل. وترجمة لذلك أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» في الثالث من يناير 2016، عشية يوم الجلوس وكعادته مبادرة «بنك الإمارات للطعام» كمؤسسة هدفها ترسيخ خصلة رئيسية في شعب الإمارات وأجياله، هي خصلة الكرم وإطعام الطعام، موجهاً سموه باستبدال أي مظاهر وفعاليات احتفالية بمبادرات الخير، معتبراً سموه أنه «عام خير وبركة يظل الجميع في دولة الإمارات.. وفيض خير الإمارات نريده أن يصل لكل مكان داخل وخارج الدولة عبر مبادرات مبتكرة ومؤسسات إنسانية مختلفة».

بعد محلي وإقليمي

إطلاق «بنك الإمارات للطعام»، يكتسب أهمية خاصة باعتبارها مبادرة ذات بُعد محلي وإقليمي، ولها قيمة إنسانية واجتماعية واقتصادية وحضارية، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد صراعات وتوترات في مناطق عدة من العالم، حيث جاءت لتكون في مواجهة أحد أقوى التحديات التي تواجه البشرية، وهي الجوع ونقص الطعام وسوء التغذية.

إعلان العام 2017 عام الخير وترجمة ذلك بإطلاق مبادرة بنك الإمارات للطعام ما هو إلا استمرار للدور الإنساني الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه المتضررين والمنكوبين من فعل الكوارث الطبيعية والحروب على مستوى العالم، حيث تمتد الأيادي البيضاء باستمرار في غوث الملهوفين والمتضررين، ليس فقط في المحيط العربي، بل أيضاً في جميع الدول التي تعاني أزمات وكوارث طبيعية أو من فعل البشر.

مؤسسة إنسانية فارقة

و«بنك الإمارات للطعام» سيكون من المؤسسات الإنسانية الفارقة في الدولة، حسب ما أوضحت سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيسة مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، مؤكدة سموها أنه سيكون أكبر مؤسسة غذائية خيرية في العالم الإسلامي، ولن يكتفي بتوزيع الطعام على المحتاجين داخل الدولة وخارجها، بل سيسعى إلى ترسيخ ثقافة العطاء والعمل الإنساني والتطوعي في الدولة كقيم حضارية تؤكد مكانة دولة الإمارات كواحدة من دول العالم الأكثر إنسانية وتحضراً.

ومن كل ذلك فان الإمارات تؤكد حرصها الدائم على إرساء أسس التنمية والأمن والاستقرار والسلام، انطلاقاً من مبادئ راسخة تؤكد مسؤوليتها، وخاصةً في محيطها العربي والخليجي، وهذا ما رسخ صورتها عنوانا للدعم ومساعدة الأشقاء والمحتاجين في قلوب ملايين العرب من المحيط إلى الخليج إضافة إلى مساعدة مختلف الشعوب.

وأصبحت الإمارات عنصراً فاعلاً في جهود المواجهة الدولية للتحديات الإنسانية وباتت حاضرة بقوة في مجالات المساعدات الإنسانية ومساعدات الإغاثة الطارئة وطويلة الأمد في مناطق العالم كافة، وذلك منذ قيام اتحادها المبارك في العام 1971، وحتى الآن، وفي العام 2015 امتدت يد العطاء الإماراتية إلى العديد من الدول.

الإمارات قامت خلال السنوات الماضية بالعديد من المبادرات الإنسانية العالمية التي تخدم وتعزز قدرات الملايين من البشر من الشرائح المستهدفة في العديد من الدول والمناطق الجغرافية المعزولة والساحات الملتهبة من ضحايا الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والعنف والحروب والجوع والفقر والمرض والعوز، حسب تقرير أصدرته وزارة الخارجية في العام 2015، بمناسبة ذكرى يوم زايد للعمل الإنساني.

وحرصت قيادة دولة الإمارات على إطلاق العديد من المبادرات الإنسانية العالمية حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة توجيهاتهما بمساعدة الشعب اليمني الشقيق ليجتاز المحنة التي يمر بها، لتنطلق الجسور الجوية والبحرية حاملة عشرات الآلاف من أطنان المساعدات والمواد الغذائية والصحية والوقود، إضافة إلى إقامة المشاريع الخدمية والبنى التحتية والمدارس والإسكان.

وفي 10 يونيو 2014 أمر صاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتخصيص مبلغ 192 مليون درهم كمساعدات إنسانية عاجلة لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي مبادرة ثانية مهمة أطلق صاحب السمو رئيس الدولة مبادرة لتطعيم ملايين الأطفال الباكستانيين وذلك تحت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل». وذكرت إدارة المشروع الإماراتي في باكستان أنه تم إعطاء 86 مليون جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد شلل الأطفال في 53 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية فتح وإقليم بلوشستان وإقليم السند.

وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» عدة مبادرات كان أبرزها كسوة مليون طفل حول العالم وسقيا الماء. وقبل أيام أطلق سموه مبادرة إنشاء قرية للأيتام المخصصة بالكامل للأطفال الأيتام والتي توفر المأوى والتعليم والرعاية الصحية والنفسية والتغذية لليتامى المحتاجين.

من جانبه أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مبادرة بتقديم 120 مليون دولار مساهمة من سموه في دعم الجهود العالمية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.

مشاريع تنموية

وقامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم القروض والمنح والمساعدات لكثير من المشاريع التنموية في ما يزيد على 300 بلد في جميع أنحاء العالم بما يزيد على 300 مليار درهم إماراتي بالإضافة إلى ما يزيد على 100 مليار درهم إماراتي عن طريق المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وذلك حسب بيان وزارة الخارجية التي أصدرته في العام 2015، بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني.

وخلال عامي 2013 و 2014 بلغت مساعدات دولة الإمارات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» 432 مليون درهم في حين بلغ إجمالي المساعدات لأزمة غزة جراء العدوان الإسرائيلي عليها نهاية صيف العام 2015 نحو 92 مليون درهم.

وبلغ حجم المساعدات الإنسانية الإماراتية الموجهة إلى المتضررين من الأزمة السورية بلغ ما قيمته 307 ملايين درهم خلال العامين 2012 و2013 حيث شكلت المساعدات الحكومية ما قيمته 206 ملايين درهم من القيمة الإجمالية.

وكانت دولة الإمارات قد تبوأت المرتبة السادسة عشرة عالميا من بين الدول المانحة الأكثر عطاء وسخاء في مجال المساعدات الخارجية وفقا لتصنيف لجنة المساعدات الإغاثية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية للعام 2012 حيث بلغ حجم المساعدات الخارجية التي قدمتها منذ قيامها في 2 ديسمبر 1971 وحتى العام 2010 أكثر من 163 مليار دولار أميركي في شكل مساعدات وقروض أو منح لا ترد فيما بلغت مساعداتها الخارجية في العام 2011 نحو 2.11 مليار دولار أميركي وفي العام 2012 أكثر من 1.59 مليار دولار.

137 دولة

وتتولى تقديم هذه المساعدات التي طالت أكثر من 137 دولة ومنطقة جغرافية في العالم نحو 43 جهة حكومية وغير حكومية ومؤسسة إنسانية وخيرية من بينها 22 جهة اتحادية عدا المبادرات النوعية السخية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات.

وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات للاجئين والنازحين داخليا في 71 دولة حول العالم خلال الفترة من العام 2009 وحتى منتصف العام 2014 أكثر 2.60 مليار درهم استهدفت تقديم الدعم والمساندة والإغاثة للمنكوبين والضحايا والمشردين عن ديارهم نتيجة تفاقم الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والحروب من صنع الإنسان.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن إجمالي المساعدات الإماراتية المدفوعة للعام 2015 بلغ 32.34 مليار درهم بما يعادل 8.80 مليارات دولار أميركي.

2015

من بين أبرز المساعدات المقدمة خلال عام 2015 كانت تلك المخصصة للاجئين والأشخاص النازحين داخليا المتضررين من الأزمات والصراعات في كل من سوريا واليمن والعراق وكذلك المساعدات المقدمة لبناء الطرق وتشييد الجسور والبنية التحتية في مجال الطاقة المتجددة وعلاوة على التعهدات المتعددة السنوات الموجهة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء.

29.75

مليار درهم المساعدات التنموية المدفوعة لعام 2015

2.16

مليار درهم المساعدات الإنسانية في المرتبة الثانية

429.1

مليون درهم المساعدات الخيرية

16.64

مليار درهم المساعدات الإنمائية الرسمية

10.19

مليارات درهم منحاً للدول المتلقية

22.14

مليار درهم المساعدات كقروض

Email