بطولات يمنية.. رجالٌ لم ترهبهم أشباح الموت

انتصارات للشرعية في دحر الميليشيا من عدة مناطق في اليمن | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

عينٌ ملأى بالدمع وأخرى انطفأ نورها، تخفيان تلالاً من الأحلام والآمال والأحزان، من رائحة وطنٍ تشتاق الأولى لرؤيته، بينما الثانية قد خبا نبضها عند آخر مرّة رأت فيها سماءه..

شاهدتان على كثيرٍ مما يستحق أن يُروى من قصص البطولة والفداء.. وفي الوجه تفاصيل محفورة بمداد الدم، تحكي الكثيرَ دون كلام، وقلبٌ يهفو للأحبة، أولئك الذين غادرهم على الجبهة مضطراً، وأولئك الذين تركوه بعد أن فاضت أرواحهم مُطمئنين، وقد كان آخر ما لمحوه على المدى صورة وطن يُحرَر، ونسمات الحزم والأمل.. وعقلٌ لا يشغله شاغل النفس بقدر ما تشغله شواغل الوطن.

يجلس «عبدالله» في غُرفة مُكيّفة هادئة، لا منفذ لغبارٍ أو ضوضاء مُزعجة إليها، وهو الذي قبيل أسابيع قليلات كان مُرابطاً بواحدة من أشرس جبهات الحرب والقتال، لكنَّ استراحة المقاتل لا تليق به، ولا يرغب بها إلا مضطراً لتلقي العلاج.

ومن ثمّ العودة إلى مكانه جندياً مقاتلاً لا هم له سوى تحرير الوطن، ولسان حاله ومقاله يُردد: «صحيح أني فقدت عيناً، لكنني مازلت أرى بالثانية..مازلت قادراً على العطاء.. الحياة الهانئة الهادئة لا ترضيني بينما الوطن ينزف».

نموذج بطولي

عبدالله حسن محمد (36 عاماً من محافظة تعز)، والذي فقد عينه اليسرى وتعرض لإصابات بالغة في الوجه والرأس خلال مشاركته في صفوف قوات الشرعية اليمنية مدعومة من التحالف العربي على الساحل الغربي لليمن، هو نموذج بطولي ضمن الكثير من النماذج التي تناثرت حولها أشباح الموت فلم تتوارَ خوفاً أو تهرّب ذعراً، بل واصلت المسير مدفوعة بحب اليمن السعيد، الذي فقد كثيراً من رحيق الأمس.

وعبدالله هو واحد من اليمنيين الذين أصيبوا في الحرب الدائرة ببلدهم، ويُعالجون في مصر على نفقة الدول الشقيقة، في رمزية تعكس تلاحم الأشقاء وتضامنهم مع اليمن في حرب استرداد الوطن والشرعية من براثن الميليشيا الحوثيّة.

على امتداد الطريق إلى مدينة السادس من أكتوبر المصرية، حيث مقر المشفى الذي وصلت إليه دفعة من المصابين اليمنيين الذين يُعالجون على نفقة دولة الإمارات، كانت تفاصيل تلك الرمزية والمفارقة التي رسمها القدر تتداعى إلى ذهني؛ فبخلاف أن كادراً واحداً جمع (مصر والإمارات واليمن) في ملحمة إنسانية عاكسة لتلاحم الأشقاء.

فإنَّ المكان والزمان يرسمان معاً جزءًا من تلك المفارقة؛ ذلك أن المشفى يقع على بُعد كيلومترات قليلات من مدخل المدينة التي تحمل اسم زايد الخير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والزائر للمشفى حتماً يمر على تمثال الشيخ زايد الشامخ بمدخل المدينة.

وبخلاف المكان، يلعب الزمان دورًا في تلك المفارقة؛ فالعامُ عامُ زايد، والخير خيره وخير أبنائه الذين تكفلوا بعلاج هؤلاء المصابين استمراراً لدور الإمارات الداعم لليمنيين على المستوى الإنساني والإغاثي، فضلاً عن الدور العسكري والسياسي.

تعليمات صارمة

مروراً بردهة طويلة تصطف على يمناها ويسراها غرف المرضى، بينما الهدوء يطبع المكان ولافتات إرشادية هنا وهناك بتعليمات صارمة على غرار (ممنوع استخدام الهاتف المحمول في هذه المنطقة..

وغيرها من الإرشادات الأخرى)، وصلتُ إلى غرف المصابين اليمنيين الذين وصلوا منتصف شهر ديسمبر، كفوجٍ أول في ذلك المشفى (بعد عدد آخر من الجرحى اليمنيين الذين استقبلتهم مصر في مشفى آخر، يعالجون على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي)، مشاهد مفزعة ترجف القلب وتدميه، وإن تبعث بألم نفسي شديد فإنها تبعث بفخرٍ وإعجاب وتقدير بأصحابها من الأبطال الذين ضحّوا بأنفسهم فداءً للوطن.

12 جريحاً يمنياً بإصابات بالغة؛ من بينهم من فقد أحد أطرافه أو كليهما، ومنهم من فقد قدمه أو يده، ومنهم من فقد عينه، ومنهم من تعرض لأكثر من إصابة في آنٍ واحد.

أنينٌ غير مسموعٍ تنطق به العيون ولا تعبر عنه الألسنة والحناجر، وترقب لمصائر مجهولة وتساؤلات عن الحياة والمستقبل كيف يكون بعد تلك اللحظة الفارقة في حياة 12 شخصاً تضيق أمامهم الآفاق وتصغر الأحلام والطموحات، لكنّ هدفاً أسمى واحداً ليس له أن يقل أو يصغر أو يتزعزع الإيمان به وهو «استرداد الوطن وعودة اليمن سعيداً كعهدنا به» كما يقولون..

ظروف الحرب

علمتُ من نائب العضو المنتدب للمشفى الدكتور سعد أمين، أن المصابين الـ 12 تتفاوت إصاباتهم وتتنوّع، وأن منهم من يحتاج إلى جراحات عظام، وآخرون بحاجة إلى أطراف اصطناعية، ومنهم من هو مصاب بطلقٍ ناري في العين وبحاجة لزرع عين، ومنهم من هو مصاب بطلق في البطن.

وجميعهم يعمل المشفى على علاجهم على نفقة الإمارات، في ضوء بروتوكول التعاون الموقع مع الهلال الأحمر الإماراتي؛ من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق في ظل ظروف الحرب الدائرة، وعلى يد الكفاءات الطبية المصرية التي تعمل بالمشفى ، وذلك من منطلق روح الإخاء والمودة بين الأشقاء العرب.

في الطابق الثاني بالمشفى وتحديداً بالغرفة رقم (2203)، حيث دار بيننا حوار طويل، التقيت «عبدالله حسن محمد» وهو شابٌ يمني أصيب بقذيفة هاون وطلق ناري في 28 أغسطس الماضي في الجاح (تتبع جغرافياً لمحافظة إب)، تلقى العلاج الأولي في عدن، لكن الإمكانات هنالك لم تكن كافية لعلاجه، فتم نقله إلى مصر على نفقة الإمارات.

«إصابتي في العين والوجه والفكين، كان ذلك في أغسطس الماضي عندما وقعت اشتباكات بقذائف الهاون وقد تعرضت لطلق ناري في الوجه وشظايا في المنطقة الصدغية بالرأس.. تلقيت العلاج مبدئياً في عدن، وفي 19 نوفمبر نُقلت إلى مصر من أجل زرع عدسة بالعين . الإخوة في الإمارات ما قصروا،ونشكرهم على الجهد والدعم السخي وكل ما يقدمونه ».

حكايا الانتصارات

جاء حديث عبدالله مملوءاً بالأمل والقوة، يحكي عن الانتصارات التي حققتها قوات المقاومة الوطنية وعن إيمانها وثقتها في تحقيق النصر.

وعن جرائم الحوثي، وعن قصص البطولة على أرض المعركة. هو الذي كانت حياته في السنوات الأخيرة ملأى بالمصاعب والأهوال، حتى أنه لم يكن يرى أسرته لظروف القتال الصعبة التي تدفعه للبقاء في كتيبته في الجاح منقطعاً عن عائلته إلا باتصالات متفرقة عبر الهاتف للاطمئنان عليهم.

لديه طفلان (ولد ثلاث سنوات، وبنت في مرحلة الدراسة)، كان يُنفق على أسرته من الراتب الذي يحصل عليه من المقاومة الوطنية، ويقول إنه يتسلم راتباً أثناء فترة وجوده في مصر من قبل الإمارات التي تتكفل به .

نُقل عبدالله (الذي كان عسكرياً في الحرس الجمهوري) رفقة آخرين إلى مصر بعد تعرّضه للإصابة لعدم توافر الكادر الطبي المتخصص في عدن، أبلغه الطبيب في القاهرة أنه فقد عينه اليسرى وبحاجة إلى زرع قرنية؛ لأن بقاء العين أو محاولة المحافظة عليها قد يؤثر على العين الأخرى، فتمت زراعة القرنية له في أحد مشافي العيون بحي مصر الجديدة، ليواصل العلاج وتُجرى له عملية زرع العدسة.

«أشكر الإخوة الإماراتيين على تعاونهم ودعمهم السخي العطي والبادر في كل شيء.. لهم الشكر والتقدير حكومة وشعباً»، رسالة حرص «عبد الله» على توجيهها أكثر من مرة خلال المقابلة؛ تقديراً منه للدور الإماراتي في دعم اليمن إنسانياً وإغاثياً، وزاد على ذلك بتأكيده على الأيادي البيضاء للإمارات والتحالف العربي في دعم الأسر اليمنية والدور الإغاثي الذي يستفيدون منه بالداخل..

على الزناد

وعلى رغم ظروف كتلك، إلا أن عبدالله لم يفقد العزم على تحرير الوطن، ويقول: «بالكتيبة التي كنت مشاركاً فيها بالجاح سطّرنا معارك بطولية هناك بقيادة العميد طارق.. سنبقى ضاغطين على الزناد في مواجهة الحوثي حتى آخر لحظة؛ حتى يتطهر الوطن من هؤلاء الطغاة.. كل ما نحلم به أن نعود إلى يمننا، إلى وطن مستقر آمن مزدهر ينعم بالأمن والاستقرار.. وأن ندحر تلك الميليشيا ».

«عبدالله» وإن فقد عينه فهو يرى أنه أفضل حالاً من آخرين فقدوا أطرافهم، ولعل هذا ما يدفعه للقول: «مستعد للعودة من هنا إلى الجبهة مباشرة؛ لتحرير كل شبر من أرض الوطن ليعود اليمن لأهله وناسه، وتذهب هذه ا الميليشيا من غير رجعة إلى الأبد».

وفي إحدى الغرف المنتشرة على جانبي الردهة نفسها بالمشفى ذاته، هناك «محمد.ط»، الذي قُطعت يده في الساحل الغربي لدى تلبيته نداء الوطن في مواجهة الميليشيا الحوثيّة، وهو مُجند في قوات المقاومة الوطنية، تلقى العلاجات الأوليّة في اليمن، ثم نُقل إلى القاهرة لاستكمال علاجه وتركيب أطراف اصطناعية له؛ لعدم توافر تلك الإمكانات في اليمن.

وعلى غراره «محمد. ب» الذي فقد يده أيضاً، وهناك كذلك «حمزة.م» الذي فقد ذراعه أيضاً وينتظر تركيب طرف اصطناعي. وكذا «نجيب. هـ» الذي فقد رجله بالكامل، وينتظر تركيب طرف اصطناعي. وآخر فقد قدميه على أثر انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيا الحوثية التي تعبث بالأرض وتعيث فساداً.

بينما «يونس. ر» فقد تعرض لطلقات رشاش، وقد تدخل الأطباء من أجل زراعة عظام يده التي صار لا يحركها الآن. بينما «قيس» فقد أصيب في عينه برصاصات الحوثي، وتلقى العلاجات الأوليّة في عدن، إذ تمت إزالة الشظايا من عينه هناك ثم تم نقله إلى مصر بعدها على نفقة الإمارات لعدم توافر الإمكانات والأجهزة في عدن، بينما لا يستطيع أن يُفتح عينه التي تعاني من مشكلات والتهابات كثيرة ويجلس تحت الرعاية في الغرفة المجاورة لغرفة «عبدالله».

رفض هؤلاء الإفصاح عن تفاصيل إصابتهم وحياتهم في اليمن؛ خشية تعرّض أهلهم لأية انتهاكات من قبل الحوثي؛ ذلك أن «ميليشيا الحوثي يقومون بانتهاكات ضد أسر قوات المقاومة الوطنية، ويخطفون آباءهم ويعرضونهم لمضايقات بشعة» .

كما يقول أحدهم، والذي زاد قائلاً: «نحن نحافظ على ممتلكات المواطنين ومقدراتهم ونخاف على أرواح البشر، بينما هم (الحوثيون) يستبيحون كل شيء، ويقصفون المنازل ويأخذون المدنيين دروعاً بشرية، حتى لو أرادت الأسر النزوح من المناطق التي تشهد اشتباكات لا يُسمح لهم؛ ذلك أن الحوثيين يتخذونهم كدروع بشرية يختبئون وراءها».

أمنية لم الشمل

لدى حديثه مع «البيان» من غرفته رقم (2203) بالطابق الثاني بمشفى دار الفؤاد في مصر، التي يُعالج فيها جرحى يمنيون على نفقة الإمارات، قال أحد عناصر المقاومة اليمنية ويُدعى عبدالله حسن محمد (وهو من مدينة تعز، مُصاب في العين والوجه) إنه خلال مشاركته في المعارك بالساحل الغربي لم تكن الظروف مواتية لأن يرى أسرته أو يتواصل معهم كثيراً إلا عبر الهاتف.

وبعد أن أصيب في أغسطس الماضي تلقى العلاج في البداية في عدن، ثم تمت إحالته في 19 نوفمبر الماضي إلى مصر، طيلة تلك الفترة يشتاق لعائلته.

في تلك الرحلة هو بعيد عن عائلته التي تحمّلت مرارات غيابه على الجبهة، ومن ثمّ يُمني نفسه بأن لو واتت أسرته فرصة البقاء معه في مصر أو زيارته لتبقى إلى جانبه في تلك الفترة الفارقة في حياته، بخاصة أن أسرته في المناطق المحررة. ويقول إن هذه أمنية الكثير من المصابين أن يروا أسرهم بعد فترات من البُعد، بخاصة أولئك الذين يستمر علاجهم لفترات طويلة في الخارج، لكنّ كثيراً منهم لا يستطيعون على أساس أن أسرهم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.

جرحى لـ «البيان »:الحوثيون يتّخذون مدنيين دروعاً بشرية

قال جرحى يمنيون من قوات المقاومة الوطنية، من الذين يُعالجون في مصر على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الميليشيا الحوثية تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، وحال حاولت بعض الأسر النزوح من مناطق الحرب يقفون (الحوثيون) عقبة أمام ذلك ويرفضون، لأنهم يحاولون أن يستتروا خلفهم ويتخذون الأبرياء دروعاً لحمايتهم.

وشددوا على أن «الحوثيين قاموا بالسطو على كل مقدرات الدولة، وضربوا منازل المواطنين وقتلوا الأبرياء، ويخطفون الناس من منازلهم، ولهم انتهاكات واسعة في كل بقعة بها أناس مساكين يقومون بالتعدي عليهم»، ذلك في الوقت الذي تحرص فيه قوات المقاومة على حماية الناس وحماية مصالحهم وحقوقهم.

وأشار عبدالله، وهو أحد عناصر المقاومة الوطنية، من المصابين الذين يتلقون العلاج في القاهرة على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي، إلى أن ما يشهده اليمن أحداث حرب تشنها ميليشيا الحوثي وعصابته على الناس.

وقد «خرجنا في المقاومة الوطنية من أجل إنقاذ حياة الناس ومساكنهم ومصالحهم من نهبها وتدميرها وسلب كل ممتلكاتهم من قبل الحوثيين»، موضحاً أن هنالك إصراراً على تحرير كل شبر من أرض اليمن وتطهيره من تلك الفئة الباغية التي سطت على مقدرات البلد.

ولفت إلى أن الحوثيين حرموا الناس من «لقمة عيشهم» وحتى من تلقي العلاج وأبسط حقوق الإنسان.

وحرموا الكثيرين من مجرد التواصل مع أسرهم من خلال قطع طرق الوصول إليهم واعتداءات الحوثيين ونهبهم واعتدائهم على أسر المساكين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني وبخاصة أفراد وعناصر المقاومة الوطنية وذويهم في منازلهم، وقد قام الحوثي بتشريد وتجويع وإذلال وإخضاع الكثير من الأسر قهراً والسطو على ممتلكاتهم.

وأوضح عدد من الجرحى أنهم قاموا في قوات المقاومة الوطنية بالعمل على استعادة الدولة ومؤسساتها ومرتبات الناس التي سطت عليها الميليشيا الحوثية منذ أربع سنوات وحتى الآن، ووقعت اشتباكات ومعارك قوية معهم، سطّر فيها اليمنيون وقوات الشرعية والتحالف بطولات هائلة، بخاصة في الحديدة والخوخة غرب اليمن ومعسكر خالد وكل بقعة من أراضي اليمن شهدت مواجهات مع الحوثيين.

وأكدوا استعداد كل أفراد المقاومة الوطنية على التضحية بأرواحهم وكل ما يملكون، على امتداد خط المعركة في الجاح والدريهمي والفازة وقطابا وغيرها من المناطق، من أجل استعادة حرية اليمنيين وكرامتهم، ومن أجل أن يعود اليمن كما كان عليه قبل العام 2011، كما شددوا على أن الحالة النفسية للقوات على الأرض مرتفعة.

وهنالك حالة من التفاؤل الواسع، وضحوا بالكثير في سبيل الوطن الذي «نفديه بدمائنا ورؤوسنا وأبنائنا وأهلنا». فيما انتقد عبدالله عدم التفات الأمم المتحدة إلى كثيرٍ من جرائم الحوثيين.

وثمّن الجرحى الدعم الإنساني والإغاثي المقدم من التحالف وما يقدم من سلال غذائية، بينما تقوم ميليشيا الحوثي بمنع وصول المساعدات في أكثر من منطقة، مشيرين إلى أن «ما يفعله الحوثي ونشاهده ونصوره يومياً يؤكد أنه عصابة إرهابية دموية إجرامية تقتل الناس الأبرياء ولا يرحمون أحداً».

 

Email