قصة خبرية

زينب.. نازحة يمنية لم تفقدها المعاناة الأمل في الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هجرت زينب قايد، منزلها في مدينة تعز منتصف العام 2018، هرباً بحياتها وحياة أطفالها من قذائف ميليشيا الحوثي ليستقر بها المقام في مخيم الشعب بمدينة عدن مع أطفالها، وخلال نزوحها أصيب زوجها بانزلاق في العمود الفقري أعاقه عن العمل.

لم تستسلم زينب لظروفها الصعبة، وقررت إعالة أطفالها الأربعة وضمان حصولهم على تعليم جيد، فلم تترك عملاً متاحاً إلا وزاولته، بداية بجمع قناني الماء الفارغة والعلب المعدنية وبيعها، والعمل كأجيرة في بيوت الميسورين وعاملة نظافة بمدرسة خاصة، ومن ثم استأجرت كشكاً صغيراً في حديقة الشعب المجاورة للمخيم الذي تقطنه، وبدأت فيه مشروعها المتواضع المتمثل بصناعة المعجنات وبيع البطاطس المقلية، لتتمكن من دفع رسوم التعليم الذي يتلقاه أطفالها بمدرسة أهلية.

ولا تزال زينب تكافح وتواصل العمل لساعات طويلة، رغم إصابتها بضعف في نظرها لم تستطع علاجه أو شراء نظارة طبية على الأقل.

أحلام تعليم

تشير زينب في حديثها لـ«البيان»، إلى أنّها لم تتمكّن من إكمال تعليمها عندما كانت صغيرة، وغادرت المدرسة في الثالثة عشرة من عمرها، الأمر الذي ولّد عندها شعوراً بالغبن ودفعها للعمل على تعويض ما فقدته، وذلك من خلال تمكين أطفالها من تلقي تعليم جيد في مدارس أهلية، وتوفير معلمة خصوصية لهم، رغم الكلفة المالية التي تترتب على ذلك، حيث تدفع ما يزيد على نصف مليون ريال يمني سنوياً، ما يعادل نحو 700 دولار كأجور للتعليم والمواصلات، وهو مبلغ ضخم لأسرة نازحة.

وتؤكد زينب، أن حلمها في إكمال تعليمها لا يزال قائماً، ولم يبهت أو يتوارى يوماً، وأنها ستعود إلى المدرسة بعد أن تتوفر لها ولأطفالها الظروف المعيشية الملائمة.

Email