أم أيمن.. حكاية ألم سورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

خلال العامين الماضيين تجوّلت أم أيمن في كل مناطق الدمار في ريف دمشق، من داريا إلى دوما بحثاً عن مأوى لها ولعائلتها، أما منزلها فقد تحوّل إلى بقايا من الحجارة وعليها الآن إيجاد ما يقيها برد الشتاء القارس.

تعاني عائلة أم أيمن كما العائلات السورية الأخرى من كل أنواع الحاجة وقسوة الحياة وتأمين القوت اليومي، إلا أن أم أيمن تزيد قليلاً أنها مهدّدة في حياتها، حيث لا مأوى لها بعد تدمير منزلها في ريف دمشق. وتقول إنها تهجّرت من دير سلمان في مدينة داريا المطلة على العاصمة دمشق منذ بداية الأحداث، وبقيت في مناطق الغوطة، ولكنها عادت إلى قريتها منذ حوالي ثلاث سنوات، ولأنها خسرت منزلها أقامت في بيت لأحد جيرانها سمحوا لها بالإقامة فيه مجّاناً لعلمهم بسوء وضعها المادي.

وحتى تستمر الحياة اتجهت أم أيمن للعمل في الزراعة الموسمية، لكن عملها يقتصر على فصل الصيف، وهي تقوم بالمهمة لوحدها لأنها فقدت زوجها خلال الحرب عام 2016، وأصبحت بلا معيل لأسرتها المكونة من خمسة أفراد.

أساسيات الحياة

تقتصر أم أيمن في يومياتها على الأساسيات في الحياة فقط، من الخبز والعدس وما توفر من بعض المساعدات التي تتلقاها بين الفينة والأخرى، وهي تسير في برنامج غذائي محدد لا يخرج عن نوعين أو ثلاثة في أحسن الأحوال، لأن ذلك قد يكلّفها الكثير في حال حاولت الخروج عن البرنامج الغذائي.

اختارت هذه السيدة وسط المنازل المدمرة منزلاً من دون نوافذ أو أبواب، على الأقل حتى يمر فصل الشتاء، فهي تعاني من أمراض الربو، فيما أحد أبنائها يئن يومياً تحت وطأة الألم بسبب فتق في بطنه، وبالتالي لا هم لها في الليل سوى السهر إلى جانب ابنها، فهي لا تستطيع تأمين تكاليف العملية الجراحية لابنها وتعتمد على المسكنات إلى أجل غير مسمى.

الربو والحساسية

أما ابنتها الثانية، فتعاني من مرض الربو وحساسية في رأسها بالإضافة لمرض الغدة، وقد عرضت أولادها على العديد من المستشفيات الحكومية إلا أن الإمكانات الطبية ما زالت متواضعة ومع ذلك تحتاج إلى الحد الأدنى من المال، الذي لا تستطيع أم أيمن تأمينه.

وسط هذا الألم والحاجة إلى تأمين يوميات الحياة، القلق ينتاب أم أيمن حول دراسة أولادها فهي كل ما تتمناه الاستمرار في الدراسة الابتدائية، لذا تحرص بكل السبل على تسجيلهم بالمدرسة ومتابعة دراستهم رغم عملها لساعات طويلة وتعبها خلال اليوم، وتعجز في كثير الأحيان عن تأمين مصروف المدرسة وملابسها.

Email