لندن وبكين.. من «العصر الذهبي» إلى «دبلوماسية الردع»

كليفرلي ونظيره الصيني وانغ يي خلال لقاء في بكين أواخر أغسطس | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهدد اتهامات التجسس التي توجهها لندن لبكين بإنهاء فكرة «العصر الذهبي» للعلاقات بين العاصمتين.

وأعلنت الصين، أمس، أنها «ترفض بشدة» الاتهامات بالتجسس في بريطانيا بعد توقيف رجل في أدنبره بادعاء أنه كان يجمع معلومات لحساب بكين.

والأحد، أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن قلقه مما أسماها «التدخلات» المحتملة للصين غداة الإعلان عن هذا التوقيف في الصحافة البريطانية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، إن «الزعم بأن الصين تقوم بالتجسس على المملكة المتحدة لا أساس له وترفضه الصين بشكل حازم». وأضافت: «نطالب الجانب البريطاني بوقف نشر معلومات خاطئة ووقف مناوراته السياسية المناهضة للصين وتشويه السمعة الخبيث»، وفق تعبيرها.

وندّد ناطق باسم السفارة الصينية في لندن بهذه الاتهامات واصفاً إياها بأنها «مهزلة سياسية».

وأضاف في بيان ليل الأحد: «الزعم بالاشتباه بأن الصين تقوم (بسرقة المعلومات الاستخبارية البريطانية) هو أمر مختلق بالكامل وافتراء».

وأكد أن بكين «تعارض ذلك بشدة وتحض السلطات المعنية في المملكة المتحدة على وقف تلاعبها السياسي المناهض للصين وإنهاء هذه المهزلة السياسية».

وكانت الشرطة البريطانية أعلنت السبت توقيف شخص في العشرينيات من العمر في منزله في أدنبره بتهمة التجسس. وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أنه باحث كان على اتصال بنواب من حزب المحافظين الحاكم أثناء عمله مساعداً في البرلمان.

وقد أوقفه عناصر من الشرطة في مارس مع رجل آخر في الثلاثينيات بشبهة مخالفة القانون المتعلق بالأسرار الرسمية. لكن الباحث نفى أن يكون «جاسوساً للصين» ودفع ببراءته بحسب بيان أصدره محاموه.

 

مواقف متباينة

وأبدت لندن مؤخراً رغبة في الحوار مع بكين بعد سنوات من العلاقات الصعبة. ودفعت هذه التوقيفات برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى التعبير الأحد لنظيره الصيني لي تشيانغ خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي، عن قلقه إزاء ما أسماها «تدخلات بكين في الديمقراطية البرلمانية البريطانية».

ووفقاً لوكالة أنباء شينخوا، قال لي تشيانغ، إنه يتعين على الصين وبريطانيا إدارة خلافاتهما واحترام المصالح الأساسية لكل بلد. وبعد «العصر الذهبي» الذي أراده رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في 2015، تدهورت العلاقات بين لندن وبكين بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

وكان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي قام بزيارة رسمية إلى الصين في أواخر أغسطس. وتزامنت الزيارة، وهي الأولى لوزير خارجية بريطاني منذ 2018، مع نشر تقرير برلماني في لندن ينتقد بكين بشدّة بوصفها «تهديداً للمملكة المتحدة ومصالحها»، داعياً الحكومة إلى تطوير «دبلوماسية الردع».

Email