أردوغان.. مسيرة حافلة بالإنجازات والانتصارات الانتخابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية ثالثة في انتخابات رئاسية اعتبرت منعطفاً مفصلياً في الحياة السياسية للأتراك، حيث بلغت نسبة المشاركة فيها نحو 86 %، وعبر سياسته المنفتحة والنزيهة، جدد الأتراك ثقتهم في الرئيس وحزبه بعدما أثبت على مدى السنوات بأنه رجل يضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار، سيستفيد الرئيس أردوغان من تاريخه الطويل من النجاحات منذ تولى المسؤولية، وشخصيته الكاريزمية وقاعدة الناخبين المؤيدة له في تحقيق نجاحات ملموسة وعلى المستوى الاقتصادي والسياسي، علاوة على المكانة الدولية التي حققتها تركيا بقيادته، وبالتالي فإن فوز أردوغان انطلاق لتركيا الجديدة.

 واللافت أن العديد من وكالات الأنباء الغربية رأت أن فرصة كليجدار أوغلو الأكبر، لكنها عادت بعد الجولة الأولى لتركز على شعبية أردوغان وتزايد فرصه في حسم السباق خلال جولة الإعادة. وخلافاً لعامي 2014 و2018، لم يفز أردوغان بالمعركة من الدورة الأولى، لكنه دخل الدورة الثانية من موقع قوة وحقق الفوز المطلوب وأثبت أنه لا يزال أقوى مما تعتقد المعارضة.

إنجازات

أردوغان الذي حافظ على تصدره نتائج الانتخابات منذ تسعينيات القرن الماضي، حقق خلال مسيرته السياسية العديد من الإنجازات لتركيا، سواء داخل البلاد أو خارجها، ونقل البلاد إلى مراتب متقدمة على المستوى الاقتصادي والسياسي المحلي والدولي، فقد برز على الساحة السياسية التركية منذ 20 عاماً كرئيس للوزراء أولاً ثم رئيساً للجمهورية، وأثبت للجميع أنه رجل «المعجزة الاقتصادية» التي أدخلت تركيا إلى نادي أغنى عشرين دولة في العالم، حيث حجز أردوغان موقعاً متميزاً لتركيا حول العالم،، كما أنقذها من مؤامرات عديدة قادها تنظيم «غولن» الإرهابي.

وبنجاحه في الفوز بولاية جديدة أثبت أردوغان للعالم أنه لا يرضى إلا بالفوز بعد أن حقق الفوز من قبل في 12 استحقاقاً انتخابياً و3 استفتاءات شعبية، من رئاسة بلدية إسطنبول إلى رئاسة الحكومة إلى الفوز بالرئاسة لعهدة ثالثة. لم ينسَ النهوض ببلاده، عبر تأسيس اقتصاد حقيقي قوي وبنية تحتية متماسكة، حافظاً على ثباتهما رغم الأزمات العالمية والمحلية الطاحنة، بل والانتصار لقيم شعبه والعمل على بناء تركيا الجديدة. 

رئاسة الوزراء

ولد رجب طيب أردوغان يوم 26 فبراير 1954 في حي قاسم باشا، أحد الأحياء الشعبية بمدينة إسطنبول. لكنّ أصوله تعود إلى مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود. على الرغم من طموحه في فترة الطفولة بأن يصبح لاعباً لكرة القدم، إلا أن الأقدار شاءت أن ينحو منحى السياسة. 

في 1994، بدأت تتضح معالم المسيرة السياسية لأردوغان، إذ رشحه حزب الرفاه، رئيساً لبلدية إسطنبول، ليحقق فوزاً بنسبة 25.19 بالمئة من الأصوات في الانتخابات المحلية، التي جرت في 27 مارس من العام نفسه، وبمجرد حصوله على صفة نائب في البرلمان التركي، استلم أردوغان رئاسة الوزراء من عبد الله غول، في 15 مارس 2003، وشكل الحكومة التاسعة والخمسين في البلاد.

 وفاز في انتخابات 22 يوليو 2007، بنسبة 46.6 بالمئة، وشكل الحكومة الستين للجمهورية التركية. كما حصل في انتخابات 12 يونيو 2011، على 49.8 بالمئة من أصوات الناخبين، وتولى مهمة تشكيل الحكومة 61 في البلاد، وشغل بعدها منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات.

 استحقاق

وفي أول استحقاق انتخابي لاختيار رئيس البلاد مباشرة من الشعب، فاز أردوغان، بحصوله على 52 بالمئة من الأصوات من الجولة الأولى، التي جرت في 10 أغسطس 2014، ليصبح بذلك الرئيس الثاني عشر للجمهورية. وبعد أن حظي أردوغان بدعم رئيس حزب «الحركة القومية» دولت باهتشلي، وافق الشعب التركي بنسبة 51.4 بالمئة في الاستفتاء الذي أجري في 16 أبريل 2017، على الانتقال إلى النظام الرئاسي.

وفي 24 يونيو 2018،حصل أردوغان على 52.38 بالمئة من الأصوات، كأول رئيس للبلاد في ظل النظام الرئاسي الجديد. بما يزيد على 26 مليوناً و330 ألفاً، وتمكن من حسم الجولة الأولى لصالحه، وبينما زادت أصواته في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية لتتجاوز 27 مليوناً و88 ألفاً، ويفسر ذلك زيادة العدد الإجمالي للناخبين وارتفاع نسبة المشاركة داخل البلاد مقارنة بالعام ذاته.

Email