وصل إيمانويل ماكرون إلى منغوليا، أمس، في زيارة قصيرة، لكنها رمزية، هي الأولى لرئيس فرنسي إلى هذا البلد الواقع بين الصين وروسيا، ويثير اهتماماً متزايداً لدى الغربيين.
هبطت طائرة الرئيس الفرنسي في العاصمة أولان باتور، بعد مشاركته في قمة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان. وكان في استقباله حرس الشرف المنغولي بالزي التقليدي، قبل حفل في ميدان سوخباتار، الذي سُمّي تيمناً ببطل الاستقلال المنغولي. وحضر الرئيس أوخنا خوريلسوخ، خلال مراسم الاستقبال التي عزف خلالها نشيدا البلدين.
وتوجه ماكرون إلى هيروشيما لمخاطبة حلفائه الغربيين الرئيسين، وكذلك قادة دول غير منحازة، مثل البرازيل أو الهند، دعيت إلى القمة أيضاً.
وأوضح مصدر في محيط الرئيس الفرنسي، أن «زيارة منغوليا في طريق العودة، تسمح لنا بصنع هذه السابقة التاريخية، عبر إعطائها معنى خاصاً جداً». وأضاف أن «منغوليا بلد محاط بروسيا والصين، لكنه أيضاً دولة لها نموذج حكم ليبرالي، وتجري انتخابات، وشهدت تناوباً، وتسعى علاوة على ذلك إلى تنويع شراكاتها لتكون أكثر قوة وقدرة على التعامل، في ظل ظروف أفضل مع جاريها الكبيرين».
وتحدثت الرئاسة الفرنسية عن «قضية بالغة الأهمية» على الصعيد «الجيوستراتيجي»، تندرج في إطار رغبة باريس في «تخفيف القيود المفروضة على جيران روسيا، وفتح المجال أمامهم ليقوموا بخياراتهم».
منغوليا هي أيضاً جزء من «استراتيجية تنويع الإمدادات الأوروبية، من أجل ضمان سيادتنا في مجال الطاقة»، حسب الإليزيه.
تعمل المجموعة النووية الفرنسية أورانو خصوصاً في مشروع منجم لليورانيوم على الأراضي المنغولية - قد يصبح واحداً من أكبر المشاريع في العالم.
وتثير منغوليا اهتماماً أمريكياً متزايداً، في إطار استراتيجية واشنطن لتطويق صعود بكين، إذ يذهب 86 % من إجمالي صادرات منغوليا من كل السلع إلى الصين.