حرب دونباس.. ماذا بعد باخموت؟

مقاتلو «فاغنر » يرفعون علم روسيا وراية المجموعة في باخموت | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم إعلان رئيس مجموعة فاغنر ووزارة الدفاع الروسيتين، وتهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمقاتلين، إلا أن تضارباً شاب الموقف الأوكراني حيال مدينة باخموت التي أكد الجانب الروسي السيطرة الكاملة عليها، فيما يصر الجانب الأوكراني على القول إن جزءاً صغيراً ما زال فيه مقاتلون، فضلاً عن محيط المدينة التي صمدت على كل حال لأكثر من 8 أشهر.

ورغم تقليل بعض الخبراء العسكريين من قيمة باخموت الاستراتيجية، باعتبار أنها لا تشكل مركزاً للنقل، وليست ذات ثقل سكاني كبير، إلا أن آخرين أكدوا أن روسيا ستحولها إلى نقطة انطلاق جديدة في معركتها للسيطرة على ما تبقى من إقليم دونباس. فوفق موقع «بي بي سي» البريطاني، كانت باخموت تمنح الأوكرانيين «تكتيكات استراتيجية لاصطياد الجنود الروس»، والآن باتت كييف مجبرة على البحث عن تعزيز خطوط الإمداد للدفاع عن المدن المجاورة، إذ إن المعارك ستنتقل لمناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك في دونيتسك.

 

تحصينات الجنوب

السيطرة الروسية على باخموت تزامنت مع تجهيزات دفاعية وتحصينات تقوم بها موسكو في الجبهة الجنوبية وبخاصة في «خيرسون وزابوريجيا»، حيث قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بزيارة ميدانية إلى مركز القيادة الأمامية لأحد تشكيلات مجموعة فوستوك للقوات بزابوريجيا وهي إحدى المناطق الأربع التي أعلنت روسيا ضمها، في سبتمبر العام الماضي.

وتنقل قناة «سكاي نيوز عربية» عن الباحث الروسي في مؤسسة «فولسك» العسكرية فوروغتسوف ستاريكوف، قوله إن زيارة شويغو والتحرك الروسي في الجبهة الجنوبية تزامنا مع تجهيزات كييف لشن ما يعرف بالهجوم المضاد، معززةً بدعم غربي متصاعد على صعيد التسليح والتمويل.

ستاريكوف، عدد أسباب زيارة وزير الدفاع الروسي إلى جبهة زابوريجيا، مشيراً إلى أن الجيش الروسي تكبد خسائر في سبيل السيطرة على زابوريجيا ولا يريد تكرار خسائره في هذه المنطقة التي تمثل أهمية خاصة لروسيا في المفاوضات باعتبارها تحتضن أكبر محطة نووية في أوروبا، تلك التي أنشأها الاتحاد السوفييتي وتحمل اسم المقاطعة.

 

ميزة خاصة

وتنقل «سكاي نيوز» عن الباحث في الشؤون الروسية الأوروبية، د.باسل الحاج جاسم، إن المحطة النووية وحدها تضمن ميزة خاصة لمن يسيطر عليها، كما أن وجودها تحت السيطرة الروسية يعطي نقطة تفوق لموسكو في الحرب والمفاوضات.

وأضاف إن ظهور وزير الدفاع الروسي في شريط فيديو يحيط به كبار القادة في أحد مراكز القيادة له دلالات كبيرة، لا سيما أن معركة زابوريجيا من المعارك المحسومة منذ أسابيع مضت لصالح روسيا.

وأوضح الحاج جاسم أن التحركات الروسية تصب في صالح عدم استنزاف القوات والذخائر وتأمين خطوط القتال الأمامية، قبل المعركة الفاصلة، إن حصلت، إذ إن عدداً من الخبراء في الغرب يشككون في إمكانية حصولها، كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال أمس، إن الهجوم الأوكراني المضاد لا يمكن التكهن بنجاحه.

Email