تسليح بريطانيا لأوكرانيا.. تحول من الدفاعي للهجومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى السنوات القليلة الماضية، وتحديداً منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، تزايدت مخاوف الغرب من الصراع والأزمة بين أوكرانيا وروسيا.

أحد أبرز الردود الغربية على تلك المخاوف، تمثل في المساعدات التي قدمها الغرب لكييف.

وقد شكلت بريطانيا دائماً رأس حربة هذه المساعدات بالنسبة للدول الأوروبية، حيث بلغ الإجمالي منذ 2014 حتى قبيل بداية الحرب، 41 مليون جنيه إسترليني، معظمها جاءت تحت مسمى الدعم اللوجستي وتطوير القدرات الدفاعية، وشملت المركبات المدرعة والدروع الواقية من الرصاص والملابس العسكرية.

حجم هذه المساعدات اختلف كثيراً منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، حيث تضاعفت بشكل ملحوظ واختلفت نوعاً، بينما بقيت بريطانيا متصدرة للقائمة الأوروبية في دعم أوكرانيا، وفي المرتبة الثانية دولياً، بعد الولايات المتحدة.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وخلال زيارته لندن الأسبوع الماضي، اعتبر بريطانيا الرائدة في الدعم العسكري لأوكرانيا.

دعم متصاعد

وفي حين بلغ إجمالي المساعدات المقدمة لأوكرانيا من بريطانيا منذ بدء الحرب مليارين وأربعمئة مليون جنيه إسترليني، بدا لافتاً مؤخراً، نوع هذا الدعم، الذي لم يعد دفاعياً، كما كان وزير الدفاع البريطاني بن والاس أو المسؤولون في الحكومة البريطانية يتحدثون سابقاً، بل تحول إلى دعم بأسلحة توصف بالفتاكة والهجومية.

رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، خلال استقباله زيلينسكي، أعلن عن تزويد أوكرانيا بمئات الطائرات بدون طيار، والتي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلو متر.

إضافة إلى مئات الصواريخ المتطورة، وصواريخ كروز بعيدة المدى، وأنظمة الدفاع الجوي، الأمر الذي رأى فيه مراقبون تغيراً علنياً في شكل الدعم من دفاعي إلى هجومي. وقد أثار هذا التحول غضب موسكو.

إضافة نوعية

كلاوديا كسروينسكا الصحافية المختصة في الشأن الروسي، قالت لـ «البيان»، إن قرار لندن إرسال طائرات بدون طيار بعيدة المدى إلى أوكرانيا، يظهر التزاماً بدعم أوكرانيا.

مضيفة أن هذه الطائرات قادرة على استهداف المواقع الروسية، وستشكل إضافة نوعية في الاستطلاع، ورجحت أن يكون هناك موقف قوي من موسكو، خاصة أن روسيا حذرت مراراً من نشر أي معدات عسكرية أجنبية في أوكرانيا.

وقال المحلل السياسي وليام وورد لـ «البيان»، إن القرار البريطاني يبعث برسالة قوية إلى دول أخرى في المنطقة، مفادها أن المملكة المتحدة ملتزمة بالوقوف في وجه روسيا، وقد يكون هذا أيضاً بمثابة تحذير لروسيا، بأنه ستكون هناك عواقب إذا ما استمرت في عمليتها العسكرية، التي أنهكت اقتصادات الدول الكبرى.

Email