«كينجال» و«باتريوت» في كييف.. من أصاب الآخر؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

القصف غير المسبوق على أوكرانيا الليل الفائت، حمل مواجهة مثيرة بين صاروخ «كينجال» الروسي الفرط صوتي، ومنظومة الدفاع الجوي الأمريكية «باتريوت».

وزارة الدفاع الروسية أعلنت، اليوم، أن ضربة مركزة ليلاً بأسلحة جوية وبحرية بعيدة المدى وعالية الدقة، تم تنفيذها في نقاط انتشار وحدات القوات الأوكرانية، وكذلك في أماكن تخزين الذخائر والأسلحة والمعدات التي يتم تسليمها من الدول الغربية.

وضُربت جميع الأهداف، من بينها - نظام الدفاع الجوي الأمريكي «باتريوت»، الذي تم تدميره في كييف بصاروخ فرط صوتي من طراز «كينجال»، وفقاً لما نقلت عنها وكالة سبوتنيك الروسية.

وقال القائد العام للقوات الأوكرانية فاليري زالوجني، إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت جميع الصواريخ الجوية والبحرية والبرية الثمانية عشر التي أطلقتها روسيا ليلاً، 6 «كينجال» و9 «كاليبر» و3 «إسكندر»، ما يعني ضمناً نفياً لإصابة منظومة باتريوت.

لكن مصدراً في «الدفاع الروسية» نفى أن يكون «باتريوت»، تمكن من إسقاط كينجال الذي تبلغ سرعته 10 أضعاف سرعة الصوت، مؤكداً أن خصائصه التقنية تدحض هذا الادعاء.

وأوضح أن سرعة طيران صاروخ كينغال تتجاوز الحد الأقصى لأنماط القتال لأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات التي قدمها الغرب لكييف، بما في ذلك باتريوت، إذ يقوم «كينجال» في المرحلة الأخيرة من رحلته بمناورة مضادة للصواريخ ومقاربة عمودية تقريباً للهدف، ما يستبعد إمكانية اعتراضه بواسطة أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات.

وبعد صمت لبضع ساعات، أفادت شبكة CNN، نقلاً عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، أن أحد أنظمة «باتريوت» التي تم إرسالها لأوكرانيا، تضرر في الهجوم الصاروخي الروسي.

وبحسب القناة التلفزيونية، فإن الولايات المتحدة تقوم في الوقت الحالي، بتقييم مدى الضرر الذي لحق به من أجل فهم ما إذا كان من الضروري إيقاف تشغيل هذه الوحدة تماماً، أو إصلاحها.

العلة بالرادار

كان الخبير العسكري جيف لامير، اعتبر في حديث لصحيفة «ناشيونال إنترست» في 10 مايو الحالي، إن واشنطن ارتكبت خطأ استراتيجيا بتزويدها أوكرانيا بـ «الباتريوت» التي ستكون هدفاً للضربات الروسية.

وأضاف: «هناك نقاط ضعف في الباتريوت، من بينها أن تشغيل رادار هذه المنظومة يكشف عن موقعها، ما يجعلها هدفاً سهلاً». 

وأشار هذا المحلل العسكري الأمريكي كذلك، إلى أن استخدام «الباتريوت» ضد الضربات الروسية ليس غير فعال فحسب، بل إنه غير ملائم أيضاً.

مشكلة السرعة

وصرح الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف اليوم بأن تدمير الصاروخ «كينجال» لبطارية «باتريوت» يهدد بترك كييف بلا أنظمة دفاع جوي.

جاء ذلك وفق ما نقلته «روسيا اليوم» عن الخبير الروسي حيث قال إن حديث الجانب الأوكراني عن إسقاط «كينجال» غير مفهوم.

وكان ليونكوف صرح في وقت سابق بأن نظام «باتريوت» غير قادر على إسقاط صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل«كينجال»، حيث إنه، وفقاً له، لا يستطيع رادار SAM تتبع «كينجال» بسبب الحد الأقصى لسرعة الهدف المعترض في الاتجاه المعاكس.

حيث أنه عند الاعتراض، أثناء المطاردة، يجب أن يطير الصاروخ المضاد بأسرع مرة ونصف من «كينجال»، وهو أمر غير متوفر مع «باتريوت».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت أجرت اختبارات لاعتراض أهداف فرط صوتية باستخدام نظير «باتريوت» البحري في نظام الدفاع الصاروخي Aegis، ما أظهر الحاجة إلى عدد كبير جدا من الصواريخ لاعتراض الأهداف فرط الصوتية، يصل إلى 50 صاروخاً أو أكثر.

 
Email