«الطاقة الذرية» تريد من أمريكا وبريطانيا وأستراليا ضمانات بعدم الانتشار النووي

غضب صيني روسي من «صفقة الغواصات»

زعماء أمريكا وبريطانيا وأستراليا خلال قمة سان دييغو| رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسد الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، حول برنامج الغواصات العاملة بالدفع النووي، قلقاً غربياً ناجماً عن تنامي قوة الصين العسكرية، إلا أن هذا الاتفاق يحتاج إلى سنوات للتنفيذ، فيما عبرت موسكو عن الغضب إزاء الاتفاق الثلاثي.

تعرف هذه الشراكة باسم «أوكوس»، وسوف تؤدي إلى استبدال كانبيرا لأسطولها من الغواصات، التي تعمل بالديزل بأخرى تعمل بالدفع النووي، وبشكل خفي ونطاق عملاني أكبر بكثير. هذا الاستبدال سوف يتم أولاً عبر شراء غواصات أمريكية ثم من خلال صنع نوع جديد من الغواصات على الأراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا.

وعقدت قمة في سان دييغو بكاليفورنيا، أول من أمس، أعلن خلالها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، ورئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، تفاصيل المرحلة الأخيرة لاتفاق «أوكوس» لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية. وبموجب الاتفاق تحصل أستراليا على أول غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وقال تشارلز إيديل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في مداخلة: «كل دولة لديها مبرر مختلف قليلاً حول سبب إبرام اتفاق «أوكوس»، لكن في العمق هناك دائماً الصين». وأضاف «رغم أن الصين لم تذكر خلال إعلان «أوكوس»، إلا أن النمو الهائل لقوتها العسكرية خلال العقد الماضي كان الدافع الرئيسي بوضوح لهذا الاتفاق».

بكين وموسكو

الصين من جانبها، اتهمت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا بتأجيج سباق تسلح جديد بهذا الاتفاق. وقالت الخارجية الصينية، إن الاتفاق نشأ من «عقلية الحرب الباردة»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية «بي آيه ميديا». وأضافت أن بريطانيا والولايات المتحدة تنتهكان شروط معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بنقل اليورانيوم المخصب المستخدم في صنع الأسلحة إلى قوة غير نووية.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في إيجاز صحافي ببكين، أمس: «يظهر البيان المشترك الأخير الصادر عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، أن الدول الثلاث قد سلكت بشكل متزايد طريقاً خاطئاً وخطراً إزاء مصالحها الجيوسياسية، في تجاهل كامل لمخاوف المجتمع الدولي».

واعتبرت موسكو أن الخطة المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا؛ لإنشاء أسطول جديد من الغواصات تعمل بالطاقة النووية، يثير تساؤلات حول الانتشار النووي. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: «ثمة أسئلة كثيرة هنا متعلقة بمسألة منع الانتشار النووي. نحتاج إلى شفافية خاصة ونحتاج إلى إجابة الأسئلة التي ستُطرح». ولم يستطرد بيسكوف حول طبيعة مخاوف روسيا.

اتهامات

فيما اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بتدبير «مواجهة تستمر لسنوات» في آسيا عبر إطلاقها تحالف «أوكوس» بشأن الغواصات النووية. وقال لافروف إن «العالم الأنغلوساكسوني يبني تكتلات مثل «أوكوس»، ويطور البنى التحتية لحلف الناتو في آسيا، ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة».

ضمانات

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت، إنه يتعين على الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، تنفيذ الضمانات فيما يتعلق بالاتفاق، مضيفة أن الدول الثلاث ملتزمة بعدم الانتشار النووي العالمي. وأضافت الوكالة في بيان «أكد أطراف «أوكوس» مجدداً، خلال اتصالاتهم التزامهم المعلن سابقاً بأن الحفاظ على سلامة نظام عدم الانتشار النووي وضمانات الوكالة يظل هدفاً أساسياً فيما يتعلق بـ«أوكوس»».

Email