اتفاق الحبوب.. أنقرة متفائلة بالتمديد وموسكو لها شروط

ت + ت - الحجم الطبيعي

في 22 يوليو الماضي، شهدت إسطنبول توقيع «وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية»، بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. تضمن الاتفاق، تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا)، لمعالجة نقص الغذاء العالمي، الذي ينذر بكارثة إنسانية. لذلك ثمة مساعٍ أممية ودولية لتمديد الاتفاق السبت المقبل.

وبدأت مبادرة «تصدير الحبوب عبر البحر الأسود» بين الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا وروسيا، يوليو الماضي، وتسمح بتصدير الحبوب التي تخضع للمراقبة، من ثلاثة موانئ بالبحر الأسود. وتنقل وكالة الأنباء الألمانية عن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قوله إن كلاً من روسيا وأوكرانيا، تنظران بإيجابية لتمديد اتفاق الحبوب، معرباً عن قناعته بأنه سيتم تمديد الاتفاق 18 مارس الجاري. وبيّن أن تركيا قامت بما يلزم، وبما يقع على عاتقها، مشيراً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواصل محادثاته مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في القضايا التي تخص العلاقات بين موسكو وكييف.

وأوضح أن «نحو 24 مليون طن من الحبوب، تم نقلها بواسطة 795 سفينة، عبر ممر الحبوب، حتى الآن». وشدد على أهمية الحبوب للبلدان الأفريقية، من حيث الأسعار والمجاعة والاستقرار السياسي.

غياب روسي

غير أن الخارجية الروسية، تقول إن ممثلين روساً لم يشاركوا بعد في المفاوضات حول تمديد الاتفاق. وقالت الناطقة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في بيان - نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية- «ليس هناك أي مفاوضات بشأن هذا الموضوع، خاصة بمشاركة ممثلين روس». وأضافت أن الجولة المقبلة من المحادثات حول تمديد الاتفاق، ستجرى في جنيف، اليوم الاثنين، بين الوفد الروسي وريبيكا جرينسبان، مسؤولة التجارة البارزة بالأمم المتحدة.

وفي إشارة إلى شروط موسكو للتميد، أوضحت زاخاروفا أن «الجانب الأوكراني من صفقة الحبوب، يعمل بشكل فعال، بينما تستمر الصادرات الزراعية الروسية في التعثر، نتيجة العقوبات الغربية الأحادية الجانب». وأضافت «موقفنا بشكل عام من اقتراح الحزمة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالإضافة إلى مبادرة البحر الأسود المذكورة أعلاه، معروف ولم يتغير».

وتابعت: «نحن نفترض أن الاتفاقيات الموقعة في إسطنبول 22 يوليو 2022، يجب أن تنفذ بالتزامن مع بعضها البعض، لحل الأزمات الإنسانية، والتغلب على أزمة الغذاء، ومساعدة الدول المتضررة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية»، مضيفة: «نلاحظ أنه حتى الآن تم تنفيذ الجزء الأوكراني فقط من الصفقة بشكل فعال، في حين لا يزال تصدير المنتجات الزراعية الروسية محظوراً، نتيجة العقوبات الغربية أحادية الجانب».

زيارة أممية

وناقش غوتيريس، أيضاً، تمديد اتفاق تصدير الحبوب مع القيادة الأوكرانية، خلال زيارته إلى كييف الأربعاء الماضي. وقال إنه تم تصدير نحو 23 مليون طن تقريباً من الحبوب الأوكرانية، في إطار المبادرة منذ أغسطس 2022.

وقال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيسة المفوضية الأوروبية، جوزيف بوريل، إنه يتعين العمل معاً للضغط على روسيا، لتمديد مبادرة نقل الحبوب في البحر الأسود، وتنفيذها بحسن نية. وقال بوريل، في حوار مع صحيفة «الخبر» الجزائرية، أمس: «يمتد تأثير الحرب في أوكرانيا إلى ما وراء الحدود الأوروبية».

وأضاف: «نحن نعمل على الحد من تداعيات هذه الحرب على الأمن الغذائي، أتاحت أروقة التضامن التي أنشأناها مايو 2022، تصدير 25 مليون طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأوكرانية».

Email