معركة باخموت.. مكانة رمزية أم أهمية استراتيجية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت مدينة باخموت الأوكرانية (بالروسية أرتيوموفسك) سيدة نشرات الأخبار في الساعات الأخيرة، لدرجة أن مجلة متخصصة بالسلاح والعتاد العسكري وصفت المعركة في هذه المدينة التي تحاصرها القوات الروسية بـ«مفرمة باخموت»، فيما يؤكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن سيطرة الروس على المدينة، في حال حصلت، لن تعني أن مسار المعركة تغيّر.

يقول بعض المحللين العسكريين، إنه إذا تمكنت روسيا من السيطرة على باخموت، فإن الطريق إلى المدينتين الرئيسيتين سلوفيانسك وكراماتورسك سيكون مفتوحاً أمام القوات الروسية التي ستقترب أكثر من إطباق سيطرتها على منطقة دونتيسك بالكامل. وهي إحدى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمها.

10 آلاف جندي

وقال يان غاغين مستشار رئيس «جمهورية دونيتسك» الموالي لروسيا، أمس، إنه «لا يزال هناك حوالي 10 آلاف جندي أوكراني في باخموت.. بعض الوحدات غادرتها، وبعض الوحدات تحاول المغادرة. وفي الوقت الراهن، تحاول مدفعيتنا الوصول إليهم». تأتي تصريحات غاغين، في وقت تسيطر فيه القوات الروسية على كل مداخل المدينة، حيث بات توريد الذخيرة ونقل عسكريين للقوات المسلحة الأوكرانية «مشكلة وأمراً خطيراً».

تصميم قتالي

مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال، أمس، إن الرئيس مصمم على القتال في المدينة، على الرغم من التقارير التي أفادت بانسحاب جزئي والخلاف حول الخطة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وعقد زيلينسكي اجتماعاً مع القائد العام للجيش فاليري زالوغني وقائد القوات البرية أوليكساندر سيرسكي وسط تقارير عن وجود خلاف حول طريقة تقدم القوات إلى الأمام. وقال مكتب زيلينسكي في بيان: «أعربوا عن تأييدهم لفكرة استمرارية الدفاع ومزيد من التعزيز لمواقعنا في باخموت».

لكن معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة يعتقد أن الانسحاب الجزئي الأوكراني ربما يكون جارياً في البلدة. ويقول المعهد: «ربما تكون القوات الأوكرانية تقوم الآن بالتقهقر من مواقعها على الضفة الشرقية لنهر باخموتكا، في ضوء تدمير جسر السكة الحديد فوق النهر في شمال شرق باخموت، حسبما أكد تصوير المواقع الجغرافية».

وفي تقريرها عن الموقف، أمس، ذكرت هيئة الأركان العامة ألأوكرانية أن القتال في المنطقة لا يزال مستمراً، ولا يوجد تأكيد ثابت عن انسحاب القوات.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قوله، أمس، إن باخموت لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، وإن سقوطها لا يعني بالضرورة أن موسكو استعادت زمام المبادرة في الحرب. وذكر أنه لن يتوقع ما إذا كانت القوات الروسية ستسيطر على باخموت أو متى ستقوم بذلك. وقال أوستن، إن القوات الأوكرانية إذا قررت إعادة التموضع إلى الغرب من باخموت فلن يعتبر ذلك انتكاسة استراتيجية.

وتواصل المدفعية الروسية قصف آخر طرق الخروج من المدينة بهدف استكمال تطويقها، لكن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة التي تقود الهجوم اشتكى من عدم وصول الذخيرة لقواته.

ضعف التدريب

وسائل إعلام أوكرانية كشفت، أمس، أن القوات الأوكرانية بدأت تشتكي من سوء التدريب وقلة الأسلحة ونقص الدعم، بالإضافة إلى الخسائر الفادحة في المدينة. وذكرت صحيفة «إندبندنت كييف» أن المقاتلين لا يمنحون عملياً وقتاً كافياً للتدريب قبل إرسالهم إلى أماكن انتشارهم، حيث يستغرق تدريب بعض الجنود أسبوعين فقط.

في السياق، نشرت مجلة «ميلتاري واتش» العالمية المتخصصة بالشؤون العسكرية تقريراً وصفت فيه ما يجري بـ «مفرمة باخموت». وأشارت- وفقاً لما نقلت عنها وكالة سبوتنيك- إلى أن القوات الروسية تواصل تقدمها في المدينة وتحقق مكاسب كبيرة.

ونقل التقرير إفادات قدمها كونستانتين غونشاروف، وهو صحافي سابق في «دويتشه فيله» الألمانية من كييف، انضم إلى الجيش الأوكراني، وخدم على الخطوط الأمامية. يقول غونشاروف: «باخموت بالطبع مجرد مفرمة. العديد من المجندين الذين يذهبون إلى هناك، كمن يسحب ورقة يانصيب على حياتهم».

Email