الإنسان والزلازل.. بين قصور "التكنولوجيا" وهول الكارثة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش الحضارة الإنسانية أزهى عصورها، من حيث التقدم التكنولوجي والصناعي، المكرس لرفاهية الإنسان، فلما بلغ ما بلغ على الأرض علق عينيه بالسماء طمعاً في استكشاف كواكبها وأجرامها.. مع كل ما سبق يقف الإنسان بكل ما أوتي من عقل وتقدم أمام الظواهر الطبيعية التي لا يملك حيالها سوى إحصاء ضحاياه بعد انقشاع غبار الكارثة.

يطرح الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وتأثرت به المناطق المجاورة، أسئلة عن الزلازل وأسبابها ومدى تقدم التكنولوجيا في وسائل التنبؤ بها، وماذا يملك البشر لها.

يرى الجيولوجي سمير الأسد رئيس الجمعية الجيولوجية السورية، أنه واستناداً إلى فرضية أن القشرة الأرضية عبارة عن صفائح تكتونية متحركة، ومنها الصفيحة العربية التي تنفصل عن الصفيحة الأفريقية بفالق البحر الأحمر، قد تحركت نحو الشمال والشرق لتصطدم بصفيحة الأناضول، الأمر الذي حرَّر قوة كامنة ولدت هزة أرضية على شكل زلزال قوي ومدمر بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر.

وعن إمكانية قراءة تحركات الصفائح التكتونية للتنبؤ بالزلازل المقبلة، قال رئيس الجمعية الجيولوجية السورية، في تصريحه لوكالة الأنباء السورية (سانا)، إن الصفيحة العربية تحدها من الشرق صفيحة زاغروس الإيرانية، ومن المتوقع أن تتجمع طاقة كامنة على هذه الحدود في المستقبل، ومن الممكن أن تنقل عبر فوالق السلسلة التدمرية لتشكل هزات أرضية لكن يصعب التنبؤ بتوقيت حدوثها أو شدتها.

بالتطرق إلى تاريخ الزلازل في المنطقة، قال سمير الأسد، إن التتبع أظهر أنه بين كل 250 و300 سنة يحدث زلزال كبير على خط الانهدام السوري الأفريقي الكبير، ولكن ذلك ليس مؤكداً. وذكر أن آخر زلزال شهدته دمشق يعود إلى عام 1759، ودمر جزءاً كبيراً من المدينة آنذاك.

وعن احتمالية حدوث زلزال قوي في المستقبل المنظور ضمن توابع الزلزال الأخير، استبعد الأسد ذلك، معللاً بأن الطاقة الكامنة التي حدثت بسبب احتكاك الصفيحتين  تم تفريغها بشكل كبير، ما يستبعد معه حدوث زلزال مدمر آخر حالياً، لكن من المتوقع حدوث هزات ارتدادية قد تستمر لأيام.

وشدد رئيس الجمعية الجيولوجية السورية على أن الإنسان لم يصل بعد إلى تقنية تمكنه من التنبؤ بحدوث الزلازل بشكل دقيق، وما في الوسع فعله حالياً، تطوير الكودات الهندسية للأبنية لتصبح مقاومة للزلازل، ما يخفف من الخسائر البشرية والمادية.

Email