ذاكرة السكان مع الزلازل..النوم في المنزل «كابوس»

ت + ت - الحجم الطبيعي
البيانقضى عشرات الآلاف من السكان في المناطق المتأثرة بالزلزال المدمر في تركيا وسوريا، ليلتهم أمس في العراء خوفاً من الهزات الارتدادية، إلا أن الظروف الجوية القاسية أنهكت السكان أيضاً مع تساقط الثلج والمطر على العديد من المناطق وسط درجات حرارة منخفضة، الأمر الذي يعقد عمليات الإنقاذ الجارية ويفاقم الخطر على صحة عدد كبير من الأطفال وكبار السن.
ويذكر هذا المشهد في تأثير درجات الحرارة القاسية على زيادة الوفيات بزلزال بنفس الشدة حدث عام 1939 في ولاية أرزنجان شمال شرق تركيا، حيث قتل 32 ألف شخص، وكان من الممكن أن يكون عدد الضحايا أقل بكثير لولا درجات الحرارة التي بلغت 30 تحت الصفر خلال عمليات الإنقاذ.
وتغذي الشائعات مخاوف السكان حيث يتم تداول أنباء عن هزة أكثر عنفاً. ومما يغذي الشائعات هو عدد الزلازل الكبير الذي شهدته تركيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة منذ عام 1999، وهي زلازل غالباً كان يشمل تأثيرها مدناً سورية على الحدود مع تركيا.
ويعد الزلزال الأخير المزدوج، اللذين كانا متقاربين في الشدة، من أعنف الزلازل في درجة التأثير. فصحيح أن زلزال أرزنجان شمال شرق تركيا، عام 1939، كان بنفس الشدة، إلا أن نسبة السكان المتأثرين حينها كانت أقل، مقارنة بزلزال يوم أمس، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية إن عدد المتضرّرين في البلدين قد يصل إلى 23 مليوناً.
وتسبب الزلزال، الذي تبعته عدة هزات ارتدادية قوية، بمقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في تركيا وسوريا وبإصابة وتشريد الآلاف في ظلّ برد قارس، لكن الحصيلة لا تزال أولية.
ونشرت تركيا أكثر من 24400 من رجال البحث والإنقاذ في منطقة الزلزال.
وانخفضت درجات الحرارة خلال الليل في مدينة غازي عنتاب، التي ضربها الزلزال، إلى 5 درجات مئوية تحت الصفر. ونفذت 55 مروحية 154 طلعة جوية لنقل مساعدات طارئة، ووزعت ما يقرب من 85 شاحنة مواد غذائية، وفق بيانات رسمية تركية. غير أن الوضع في سوريا يبدو أكثر قتامة في ظل تعدد مناطق السيطرة وضعف إمكانيات الإنقاذ الجماعية للتعامل مع هذه الكارثة.